منتدى التعاون العربي الصيني يدعم جهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بشأن القضية الفلسطينية

  بوريطة: جلالة الملك دعا في غير ما مناسبة إلى التحرك جماعيا للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات

 

أعرب وزراء الخارجية العرب والصين، الخميس ببكين، عن دعمهم لجهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بشأن القضية الفلسطينية.
وأكد وزراء الخارجية العرب والصين في البيان المشترك بشأن القضية الفلسطينية، الصادر عن الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، على أهمية الدور الذي يضطلع به جلالة الملك في هذا الاطار، مشيرين إلى الجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس.
كما أشاد وزراء الخارجية العرب والصين، بالمبادرات المغربية على الصعيد الدولي.
وأكد الجانبان في «إعلان بكين» و»البرنامج التنفيذي 2024-2026» الصادرين عن الاجتماع، على أهمية الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات عام 2015 والإعلان الدستوري وتعديلاته.
وشدد وزراء الخارجية العرب والصين في هذا الإطار على ضرورة الالتزام بوحدة وسيادة دولة ليبيا، وسلامة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وعلى مبدأ ملكية الليبيين للعملية السياسية.
من جهة أخرى رحب وزراء الخارجية العرب والصين بانتخاب المملكة المغربية لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برسم سنة 2024 كأول دولة عربية تتبوأ هذا الموقع الهام.
وأشاروا أيضا إلى «إعلان الرباط» الصادر عن المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل، الذي عقد بالرباط يومي 05 و 06 فبراير 2024، والذي دعا إلى إحداث نقلة نوعية للتعاون الدولي حول التنمية لصالح البلدان متوسطة الدخل وإلى تعزيز مشاركة هذه الدول في الحكامة العالمية.
كما أشاد وزراء الخارجية العرب والصين بالحصيلة الإيجابية لرئاسة الوزارة المغربية للانتقال الطاقي والتنمية المستدامة للدورة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة (UNEA-6) برسم الفترة 2022-2024.
ورحب الجانبان بتعيين المملكة المغربية ميسرا لمسلسل المفاوضات الأممي المتعلق بالإعلان السياسي للقمة الاجتماعية العالمية، المقرر عقدها عام 2025، مؤكدين في هذا الإطار على أهمية التعاون في مجالات الرعاية الصحية والشؤون الاجتماعية، والحد من الفقر بمختلف أبعاده، بما تشمله من رعاية الأسرة والطفولة، وتمكين المرأة، وتنمية الشباب، وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك من خلال تبادل الخبرات.
ورحب المنتدى الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي بانضمام دولة جزر القمر إلى منظمة التجارة العالمية، مثمنا العمل الدؤوب الذي تم القيام به في سبيل تحقيق هذا الإنجاز من طرف مجموعة العمل المعنية بهذا الانضمام برئاسة المملكة المغربية.
وتمت الإشادة في هذا الصدد بالجهود المبذولة من أجل تعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين في صندوق النقد الدولي، ومجموعة العشرين، وغيرهما من المنظمات والآليات الاقتصادية والمالية الدولية، وزيادة الأصوات والتمثيل للدول النامية.
كما رحبت الصين والدول العربية باستضافة المملكة المغربية لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال.
واحتضنت العاصمة الصينية بكين الخميس، أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني بمشاركة المغرب، ممثلا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.
وشكل هذا الاجتماع، الذي يصادف الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى، مرحلة مهمة في التعاون الثنائي، حيث يعتزم الجانبان الارتقاء بعلاقات التعاون إلى مستويات أعلى.
وفي كلمته، خلال افتتاح هذه الدورة، أكد ناصر بوريطة أن المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس تجاه الدول الإفريقية-الأطلسية تتكامل مع مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.
وقال بوريطة إن «الأوراش الجاري تنفيذها في المغرب، شأنها شأن المبادرات الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك تجاه الدول الإفريقية-الأطلسية، ودول الساحل الشقيقة، تجد طريقها للتكامل مع مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، بوصفها مشروعا استراتيجيا مندمجا ومتعدد الأبعاد».
وأضاف أن الالتزام الراسخ للمغرب بمنتدى التعاون العربي-الصيني، ينبثق من أسس الصداقة العريقة مع جمهورية الصين الشعبية، التي يرعاها قائدا البلدين، جلالة الملك والرئيس شي جين بينغ.
وأشار بوريطة إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين، والتي وقعها جلالة الملك والرئيس شي جين بينغ، بمناسبة الزيارة الملكية التاريخية إلى بكين في ماي 2016، أثمرت نتائج ملموسة حيث أصبحت الصين الشريك الأول للمملكة آسيويا.
وأردف قائلا «بقدر اعتزازنا بالتطور المطرد لهذه العلاقات، فإننا نطمح لتوسيع آفاقها أكثر لتشمل مجالات وقطاعات واعدة وذات قيمة مضافة، على غرار مشروع إنشاء المدينة الصناعية الذكية «مدينة محمد السادس طنجة تيك»، الذي يشكل مشروعا رائدا يسير تنفيذه على الطريق الصحيح.
كما أن روح الثقة، يؤكد الوزير، والتي انبثقت عن التعاون النموذجي بين المغرب والصين في ظل جائحة كورونا، أثمرت إنشاء وحدة لتعبئة وتصنيع لقاح كوفيد-19 في المغرب، في إطار شراكة رائدة مع شركة Sinopharm المملوكة للدولة الصينية. وفي هذا الصدد، أشاد الوزير بالمنجزات المحققة منذ إرساء قواعد المنتدى العربي الصيني سنة 2004، والتي تبقى برأيه مدعاة للاجتهاد بعزم، بغية ترصيدها وإثراءها، ليستمر المنتدى ورشا للشراكة المتجددة، ركنها الركين التزام مشترك بالتضامن الفعلي والتوافق العملي لصون المصالح المشتركة لدولنا، على أساس الاحترام المتبادل لثوابتها الوطنية وسيادتها ووحدتها الترابية.
وشدد بوريطة على أنه انطلاقا من ذات الثوابت، تجدد المملكة المغربية تشبثها بسياسة الصين الواحدة، كموقف مبدئي وواضح.
وخلص الوزير إلى أن منتدى التعاون العربي الصيني، يعكس الإرادة المشتركة للدول العربية والصين في بناء شراكة مستدامة، وفاعلة، والرغبة الراسخة لدى الجانبين لإرساء دعائم نظام عالمي أكثر توازنا، متعدد الأقطاب، وقائما على هيكلة متعددة الأطراف، فاعلة ومسؤولة، ويجعل من الشراكة والتعاون أساسيين للتعاطي مع تحديات الأمن والسلم والتنمية، معربا عن أمله في استمرار هذا التعاون البيني في مساره الناجح، بكل طموح وتطلع إلى المستقبل.
وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد ناصر بوريطة، أنها تمر بمنعطف خطير جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، وما خلفه من ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين، مشددا على أن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دعا في غير ما مناسبة إلى التحرك جماعيا للوقف الفوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين.
وقال بوريطة إنه « وانطلاقا من التزام جلالة الملك محمد السادس بالسلام، وبصفته رئيسا للجنة القدس، وبالموازاة مع الدعم الإنساني، فقد دعا جلالته في غير ما مناسبة، إلى التحرك جماعيا، كل من موقعه، للوقف الفوري والشامل والمستدام لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية لساكنة غزة، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين».
وأضاف الوزير أن ما يجري في غزة، بالإضافة إلى انعكاساته الإنسانية الكارثية، يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار الإقليميين. وأبرز في هذا الصدد « أن ما يقع في غزة لا يمكن قبوله أو السكوت عنه. إن عجز المجتمع الدولي له تكلفة باهظة «. فهذا العجز، يقول بوريطة، « هو الذي سمح للجيش الإسرائيلي بقصف مخيم يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطيني قرب مدينة رفح، مخلفا سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ».
كما أن عجز المجتمع الدولي هو الذي أفضى أيضا إلى ضرب الشرعية الدولية عرض الحائط، وإلى تجاوز كل ما يقبله الضمير الإنساني كما قال جلالة الملك. وشدد بوريطة على أن «تقاعس المجتمع الدولي هو ما شجع السلطات الإسرائيلية على عدم الامتثال لقرار محكمة العدل الدولية، الذي طالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح».
وفي هذا السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الصين، بحكم مكانتها الوازنة في المنتظم الدولي، وسياستها المتزنة والداعمة لمختلف القضايا العربية، تعتبر شريكا موثوقا، قادرا على لعب دور بناء من أجل المساعدة في التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وفق حل الدولتين. ولم يفوت الوزير الفرصة ليثمن عاليا الخطوة الهامة التي أقدمت عليها بعض الدول الأوروبية مؤخرا بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما اعتبره تحركا مهما على طريق حل الدولتين كإطار لا محيد عنه في إقرار سلام دائم وشامل من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.


بتاريخ : 31/05/2024