انتخاب سميحة لعصب وأمين فائق بقيادة اتحاد الشبيبة العربية
انتُخبت سميحة لعصب وأمين فائق، عن الشبيبة الاتحادية، في القيادة الجديدة لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية العربية، حيث تولت سميحة لعصب منصب الأمينة العامة، فيما عُيّن أمين فائق نائباً لها، وذلك خلال المؤتمر العام للاتحاد المنعقد بالعاصمة الرباط من 27 إلى 30 ماي الجاري، بمشاركة وفود تمثل 24 تنظيماً من 16 بلداً عربياً.
ويُعد هذا التتويج تكريساً للمكانة المتميزة التي تحظى بها الشبيبة الاتحادية على المستوى العربي، وتقديراً لدورها الحيوي في الدفاع عن قضايا الشباب وتعزيز مسارات النضال الديمقراطي.
ومن أبرز قرارات المؤتمر، منح العضوية الكاملة لتنظيم «شبيبة صحراويون من أجل السلام»، في خطوة وُصفت بالمكسب النوعي للحضور الصحراوي داخل الفضاءات الشبابية العربية، واعترافاً بالدور الذي يلعبه التنظيم المنبثق عن الحركة الصحراوية المنشقة عن جبهة البوليساريو في دعم السلم والتنمية. واعتُبر القرار بمثابة تكسير لجدار هيمنة انفصاليي البوليساريو باسم المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف، ودعماً لصوت صحراوي بديل يساند الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
ويُذكر أن التنظيم ذاته كان قد حصل على اعتراف رسمي من منظمة الشباب الاشتراكي الدولي خلال اجتماعها في إسطنبول، ما يعزز حضوره داخل المنظمات الشبابية العالمية.
وقد شكّل هذا المؤتمر، الذي أُطلق عليه اسم «دورة فلسطين»، محطة مهمة لتناول قضايا الشباب العربي والتحديات التي تواجه المنطقة، من ضمنها أمن واستقرار الدول ووحدة أراضيها، كما ناقش دور الشابات العربيات في الحركة الاشتراكية، وانتقالهن من التمثيل الرمزي إلى القيادة الفعلية. وشكلت الجلسات فرصة للاطلاع على التجربة البرلمانية المغربية من خلال عروض قدمها عبد الرحيم شهيد، يوسف إيدي، وسعيد بعزيز عن الفريق الاشتراكي بمجلسي البرلمان.
كما استقبل المشاركون من طرف جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب، الذي قدّم عرضًا مؤثرًا عن الوضع الإنساني الكارثي في فلسطين، في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن عدد الشهداء تجاوز 70 ألفًا، بينهم 18 ألف طفل، مع تسجيل أول استخدام منهجي للجوع كسلاح ضد المدنيين.
كما قام وفد المؤتمر بزيارة إلى سفارة دولة فلسطين بالرباط، حيث فتحوا نقاشاً مباشراً مع السفير وعدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، ومداخل العمل المشترك بين الشبيبات العربية دعماً لنضال الشعب الفلسطيني.
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن احتضان هذا المؤتمر في المغرب هو امتداد لدينامية الحزب في تعزيز الدبلوماسية الحزبية العربية والدولية، مبرزًا أن ميلاد هذا الاتحاد الشبابي العربي انطلق من المغرب وبدعم مباشر من الاتحاد الاشتراكي والشبيبة الاتحادية.
وقال لشكر: «لا يمكن لمشروع وحدوي عربي أن ينجح إن لم يكن قائماً على الاحترام الصارم للوحدة الوطنية والترابية لكل بلد، لأن أي تهاون في هذه المسألة هو ضرب لأسس السيادة والانتماء المشترك.»
وسجل لشكر بقلق استمرار تآكل التضامن العربي في ظل الحروب والنزاعات الداخلية، إلى جانب تصاعد التغلغل الإقليمي لقوى خارجية مثل إيران وتركيا، محذرًا من تواطؤ الصمت العربي والدولي مع المجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، قائلاً: «نحن اليوم أمام حرب إبادة تُبثّ على الهواء مباشرة، ومع ذلك نشهد عجزًا أخلاقيًا وسياسيًا غير مسبوق من المجتمع الدولي.»
وأضاف الكاتب الأول: «آن الأوان لأن تتجاوز الحركة الاشتراكية العربية خطابها التقليدي، وتُعيد صياغة مشروعها وفق مقاربة عقلانية وعملية قادرة على التأثير في القرار السياسي وصناعة التغيير المنشود في العالم العربي.»
واستُهلت أشغال المؤتمر بجلسة افتتاحية احتضنها مركز وزارة العدل بتيكنوبوليس بسلا، بحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي العربي وممثلي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية. وقد تميزت الجلسة بحضور عدد من الشخصيات، من بينها جمال الشوبكي، سفير فلسطين، وباسم كامل من التحالف الديمقراطي العربي، والحسين الحسني وفادي حماد عن اتحاد الشبيبة العربية، إلى جانب فادي الوكيلي العسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية.
ومن المنتظر أن يُصدر المؤتمر بياناً ختامياً يُجمل خلاصات النقاشات والتوصيات، كما سيتم الإعلان لاحقاً عن التشكيلة الكاملة للقيادة الجديدة .