من أجل ثراء التراث الموسيقي العالمي .. مهرجان فاس للموسيقى الروحية يعود من جديد بنغمة افريقية

 

في رحلة عبر المكان والزمان من خلال تجربة غامرة وغير مسبوقة في ثقافات العالم، ترسيخالقيم التعايش والانفتاح وتعزيز الحوار الثقافي على مختلف الحضارات، أيام قليلةوتحتضن مدينة فاس الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، المقرر تنظيمه خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 24 ماي 2025، تحت شعار»الانبعاث»، بما يعكس هوية الحاضرة الإدريسية كمركز للإشعاع الثقافي والحضاري، وكونها رمزا للنهضة والانبعاث، مما يجعل هذا المهرجان حدثا بالغ الأهمية في الحياة الثقافية للمملكة.
وتركز هذه الدورة على البعد الإفريقي، حيث سيخصص حيزا هاما للاحتفاء بالقارة الإفريقية من خلال عروض موسيقية تمثل غنى وتنوع التراث الإفريقي، وإبراز دور الشباب الإفريقي في الحفاظ على التقاليد الثقافية ونقلها للأجيال القادمة، انسجاما مع توجه المغرب لتعزيز التعاون الثقافي بين دول الجنوب، تأكيدا على عمق الروابط الإفريقية للمملكة.
كما اختيرت إيطاليا كضيف شرف بالمهرجان في نسخته الثامنة والعشرين، حيث سيتم تسليط الضوء على مدينة فلورنسا، التي شكلت مهد عصر النهضة الأوروبية بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر،احتفاء بالتقارب الثقافي بين المدينتين، في إطار التوأمة التي تجمعهما، واللتين تمثلان معا نموذجا للإبداع الفني والروحي.
ومن المنتظر أن تتضمن الدورة، التي تأتي هذه الدورة في سياق احتفالها بمرور 44 سنة على إدراج المدينة العتيقة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، برنامجا متنوعا، يشمل عروضا موسيقية استثنائية وسينوغرافية، بمشاركة أكثر من 200 فنان يمثلون 15 دولة، من بينها إيطاليا، تركيا، فرنسا، إسبانيا، سويسرا، وسلطنة عمان، وفنانين من دول إفريقية مثل السنغال، كوت ديفوار، غانا، بوروندي، والتوغو، إلى جانب ندوات فكرية ولقاءات ثقافية، تعكس ثراء التراث الموسيقي العالمي، استمرارا لإشعاع فاس كمركز ثقافي عالمي ومنصة حقيقية يؤكد من خلالها المغرب عن انفتاحه كبلد للتعايش والسلم، وجسرا للتواصل والحوار بين الثقافات بحكم مكانته الدولية، ويعمل على تعزيز قيم السلام والتفاهم بين الشعوب والثقافات والحضارات.
ويحمل شعار هذه الدورة رسالة قوية، التي تبناها المهرجان منذ انطلاقه، حيث يعتبر فضاء للتلاقي الإنساني عبر لغة الموسيقى،(رسالة)تعكس نبض الحياة في مواجهة التحديات العالمية، مع التأكيد على صورة المغرب كأرض للتجديد والتوازن بين الأصالة والمعاصرة.


الكاتب : حسن عاطش

  

بتاريخ : 07/05/2025