من أجل ناظور يستحق الإنصاف التنموي والمكانة الوطنية التي تليق به

 

حين نقرر عقد المؤتمر الإقليمي الخامس لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالناظور، فإننا لا نستعيد فقط تقليداً حزبياً عريقاً في التنظيم والمساءلة وتحصين البناء الديمقراطي، بل نفتح أيضاً أفقاً جديداً لنقاش عمومي صريح حول حاضر الإقليم ومستقبله، في سياق وطني يزداد تعقيداً، وجهوي يعرف اختلالات مقلقة، ومحلي ينادي بجرأة في وجه الإقصاء والتهميش.
إن الورقة السياسية التي أعددناها لهذه المحطة التنظيمية ليست مجرد وثيقة داخلية، بل إعلان موقف حزبي مسؤول يربط بين الهوية الاتحادية التاريخية وبين رهانات التنمية المعاصرة. وهي، في جوهرها، دعوة صريحة لكل الغيورين على إقليم الناظور وجهة الشرق إلى الانخراط في تفكير جماعي مشترك، لتجاوز واقع البطالة المرتفعة، وتراجع الاستثمار، والركود الاقتصادي، وتفكك البنيات الاجتماعية والخدماتية التي تُضعف شروط العيش الكريم.
لقد اخترنا أن يكون عنوان المؤتمر هو: «من أجل ناظور منفتح، عادل، منتج، ومندمج في دينامية التنمية الجهوية والوطنية»، لأننا نؤمن أن الإقليم لا يفتقر إلى المؤهلات، بل إلى الإرادة السياسية والرؤية المؤسساتية التي تضع الإنسان في قلب المشروع التنموي، وتحرر الطاقات المحلية من سلاسل التهميش الإداري والسياسي.
نريد لهذا المؤتمر أن يكون أكثر من مجرد لحظة تنظيمية؛ نريده فضاءً للنقاش السياسي الحر، وفرصة لترسيخ ثقافة الحزب كقوة اقتراحية تؤمن بالمواطنة الفاعلة، وتحلم بإقليم يشكل بوابة حقيقية للمغرب على المتوسط، وجسراً للتنمية، لا مجرد هامش جغرافي. نريد حزباً مُجذّراً في التراب، حاضراً في القضايا اليومية للناس، لا حزب مناسبات أو خطابات.
ولذلك، فإننا نهيب بكل الاتحاديات والاتحاديين، وبكل أصدقائنا في القوى الحية، وكافة الفعاليات المدنية والاقتصادية والثقافية، أن يجعلوا من مؤتمر 15 يوليوز لحظة فارقة، قوامها الإنصات، والصدق، والوضوح، والإرادة الجماعية لإعادة بناء الأمل في ناظور يستحق أن يكون في قلب المغرب، لا على هامشه.
(*) عضو المكتب السياسي، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي الخامس بالناظور


الكاتب : سليمان أزواغ (*)

  

بتاريخ : 12/07/2025