أعلنت يوم الجمعة وزارة الثقافة الفلسطينية عن القائمة القصيرة للدورة الأولى من جائزة غسان كنفاني للرواية العربية، ومن بين روايات القائمة الأربع، جاءت رواية الكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج، «أحجية إدمون عمران المالح» التي اختيرت من بين مئة وخمسين رواية مرشحة.
وتكونت لجنة التحكيم من رزان إبراهيم (رئيسة اللجنة)، سعيد يقطين، فخري صالح، مصطفى الضبع، وأمير تاج السر. وقد قالت لجنة التحكيم في مسوغات اختيار الرواية: يُحسب لرواية احجيوج قدرة فنّية على استبطان أعماق شخصيّتَين متباينتَين في إطار من صراعات دراميّة متوازنة تُظهر شخصية اليهودي الممزّق التائه الذي يغلب عليه احساس بالاغتراب يرافقه تمسّك نفسي يعكس قلقًا في الزمان والمكان. وهو اليهودي نفسه الذي لا يجد في أرض الميعاد الأمن الذي وعدته به نبوءة مزعومة. تحضر هذه الشخصية قبالة اليهودي المحتمي بظلامية تُغير على الحق وأصحابه والتي تمارس دورها بتحطيم الآخرين بكل الوسائل الممكنة لغايات مادية بحتة تعمل في إطار جماعة وظيفية. الرواية في عمومها مكتوبة بلغة فنية متمكّنة وفي إطار بنية متماسكة تفضح نفسية الناشر اليهودي الذي يرفض عمران الانصياع لها.
صدرت رواية أحجية إدمون عمران المالح عن دار هاشيت أنطوان في بيروت، خلال أكتوبر 2020، وقد حصلت على احتفاء نقدي كبير على امتداد العالم العربي.
وتعقيبا على هذا الاختيار، قال الكاتب محمد سعيد احجيوج : «جاء اليوم خبر الإعلان عن القائمة القصيرة، ومن بين الروايات الأربع المحتفى بها توجد روايتي «أحجية إدمون عمران المالح». هذا تتويج يستحق الاحتفال، وأنا سعيد طبعا، وأي كاتب كيف عساه لا يفرح بالاحتفاء الكامن في كل جائزة؟ بل سعادتي اثنتان: الجائزة مقدمة من فلسطين، وهل من وسام أكبر من هذا؟ الجائزة تحمل اسم غسان كنفاني، وهل من شرف أكبر من أن يقترن اسمي باسم من أبدع «رجال في الشمس» و»أم سعد» وغيرها من الروايات المعجزة في تكثيفها وبساطتها المخادعة والمخاتلة؟
هذه الجائزة المقدمة من دولة فلسطين، احتفاءً بالشهيد غسان كنفاني من جهة، والرواية العربية من جهة ثانية، هي إضافة نوعية للجوائز المخصصة للرواية، ونأمل أن تكون انطلاقتها قوية بما يتيح لها دوام الاحتفاء بالمميز من الروايات العربية.
رواية أحجية إدمون عَمران المالح هي الثانية في رصيد الكاتب محمد سعيد احجيوج، بعد روايته الأولى «كافكا في طنجة» التي صدرت في القاهرة، دجنبر 2019. كما أصدر من قبل مجموعتين قصصيتين، «أشياء تحدث (2004)» و»انتحار مرجأ (2006)»، وسبق له الفوز بثلاث جوائز شعرية، وفاز مخطوط روايته «ليل طنجة» بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة (نونبر 2019)، وصدرت الرواية عن دار العين في القاهرة خلال يناير 2022. كما أصدر مجلة «طنجة الأدبية» (2004-2005) وعددا من المشاريع الأدبية والثقافية.