تعزز أدب الرحلة مؤخرا بصدور مؤلف تحت عنوان «من مزكان إلى جاكرطة… رحلة على خطى ابن بطوطة « للصحفي والكاتب أحمد ذو الرشاد، يرصد فيه مسارات الرحلة التي قام بها الرحالتان يوسف عبد النعيم وعبد الكريم راشق على مدى 11 شهرا، انطلقا فيها من المغرب صوب أندونيسيا مرورا بكل من تونس وليبيا ومصر والأردن وسوريا ولبنان والسعودية والكويت والبحرين وقطر واليمن والإمارات العربية المتحدة والتايلاند وماليزيا ..
ويشكل الكتاب حكيا يسلط الأضواء على أبرز المشاهدات والمعاينات لحياة ساكنة البلدان التي تم المرور منها وطرق عيشهم، وتعاملاتهم المختلفة كنموذج لمدرسة مفتوحة تتيح كل إمكانيات الاحتكاك بالمجتمعات العربية والإسلامية والآسيوية التي شملتها محطات الرحلة، وتزيد من رفع منسوب الرصيد المعرفي والثقافي والاجتماعي ، مع الإتيان على ما واجهه الرحالتان من صعوبات ومشاكل خلال رحلتهما ، وكذا ملاقاتهما لعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية ، من أناس بسطاء ومثقفين وأدباء وسفراء ووزراء وأمراء ..
وفي تقديمه للكتاب يقول الدكتور شعيب حليفي: «في هذا النص تتماهى الرحلة مع ما أنجزه ابن جزي وهو يحرر رحلة ابن بطوطة…. وفي كل هذه الأسفار كان لقاء الآخر والجغرافيات المتنوعة ، أهم شيء لرؤية المجتمع وثقافاته في تنوعها وقيمها، كما عكست الرحلة، بشكل من الأشكال، المحنة والهواجس ثم الفرح..»