عرفت صبيحة اليوم الثاني من المهرجان أي يوم الجمعة 01 نزنبر 2024، على الساعة العاشرة صباحا بدار الشباب، تكملة لورشة السينما في موضوع كتابة السيناريو التي أشرف عليها السيناريست والمخرج الحسين شاني، مع تحديد بعض العناصر المكونة للفيلم القصير مع عرض ومناقشة مقتطف من هذا الفيلم، خضوعا لبعض المقومات المحورية لبنائه، من بينها الجانب التخييلي في علاقته بالحكاية الصورة والصوت، وإفراز نوعية الاشتغال على الفيلم الوثائقي والتلفزيوني والسينمائي، مع فتح حوار مع الطاقات الشابة الحاضرة في هذه الورشة.
وموازاة مع هذه الصبيحة، كان للبراعم وفي نفس الساعة بمركز الاستقبال، موعدا مع المخرجة المقيمة بفرنسا مليكة زعيري، التي قدمت عرضا سينمائيا حول الهجرة السرية تحت عنوان “الحدود الجنوبية” باقتراح من المهرجان الدولي لحماية الطفولة بفرنسا، حيث حقق هذا الفيلم التربوي متعة للأطفال، وحفزتهم من خلال مشاهدتهم لهذا الشريط على مناقشة حامية لأجل المعرفة بخبايا القضايا المطروحة لهذا الموضوع.
أما عشية نفس اليوم على الساعة الرابعة زوالا، فقد تم بمركز الاستقبال والندوات عرض ستة أفلام ضمن المسابقة الرسمية للشريط المغربي القصير، ليليه على الساعة السابعة ليلا عرض الستة أفلام المتبقية ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الروائي المغربي القصير.
ما ميز هذه العروض السينمائية، هو أن جل مخرجيها من الشباب، وهذا ما تبناه المهرجان كسياسة تدخل في إطار تشجيع الطاقات الشابة من داخل مدينة سيدي قاسم ومن خارجها على المستوى الوطني. أما الملاحظة أو الميزة الثانية هو نوعية اختيار اللجنة لهذه الأفلام المتبارية، لأنها تصب وتلتقي في أسئلة تحيينية وجودية لها علاقة بهموم وتساؤلات الشباب، بعمق في الأفكار وبتقنية سينمائية عالية، مما أعطى لتقديم هذه العروض نكهة ثقافية تتقاطع مع عنوان وشعار المهرجان وهو “السينما: ذاكرة ثقافية”.
أما صباح يوم السبت 02 نونبر 2024، على الساعة العاشرة صباحا، بمركز الاستقبال والندوات، فقد نظمت ندوة موسومة ب “السينما والذاكرة الثقافية”، أعد أرضيتها الناقد السينمائي نور الدين بوخصيبي وشارك فيها إلى جانب كل من المخرج محمد الشريف الطريبق، وسير الجلسة بحرفية عالية اشاعر والناقد والسينيفيلي محمد عابد الذي مهد لأرضية الحوار والنقاش حول الموضوع المطروح.
بعد ذلك تناول الكلمة نور الدين بوخصيبي ليتحدث عن المفارقة بين التأريخ والذاكرة، وكيف يمكن التعامل مع الذاكرة الثقافية في علاقتها بالسينما المغربية وكيف تحضر فيها معتبرا بأن الذاكرة هي ترميم السينما بالضوء، مع طرح أسئلة محورية محاولا تعريف معنى الذاكرة الثقافية من منظور سينمائي، والوقوف على الذاكرة المغربية في السينما، وهل السينما المغربية إعلام أم ثقافة، مع الحديث عن تجليات السينما المغربية وامتداداتها للسينما الكولونيالية في فترة معينة، وكيف تعاملت الذاكرة السينمائية مع الأسطورة، مشيرا إلى حضور الطقوس والأساطير في السينما المغربية ومستشهدا بعدد من الأفلام منها : فيلم حمو أنامير وعاشوراء وفيلم لالة شافية واعتبرها محاولة فاشلة، ليخلص إلى أن السينما المغربية ولدت من الموت حسب رأي الباحث آيت همو.
أما المخرج الشريف الطريبق، كانت له رؤية من زاوية شخصية كمبدع ممارس وعالم بخبايا الإشكاليات المطروحة المتعلقة بمحور موضوع الندوة، هذه الرؤية التي لخصها في أنه ليس هناك رابط بين الذاكرة في السينما المغربية كما هو الحال في السينما الغربية نظرا للقطيعة التي تعرفها الإنتاجات السينمائية المغربية في سياق تكتل تيماتي وموضوعاتي يجمع بينها، بمعنى أن عدد من المخرجين لا يستحضرون الذاكرة الجماعية.
وفي الرابعة مساء من نفس اليوم بمركز الاستقبال والندوات، تم مناقشة حول تجربة المخرج محمد بوحاري مع عرض لفيلميه (جينز والحكاية)، من تأطير محمد زرنين الذي جعل من هذا اللقاء مفتوحا على كل أسئلة الحاضرين بحرية مطلقة، مما جعل من هذا اللقاء فسحة لاستنباط آراء مختلفة ومتنوعة للحاضرين بشكل موضوعي وتلقائي أفرز عددا من الأفكار التي كانت موضع تساءلات في هذين الفيلمين.
أما في الساعة السابعة والنصف، عرفت نفس القاعة عرضا موسيقيا أحيته مجموعة (ضي الكمرة)، بأغاني من التراث الشعبي بما فيها أغنية الصينية لناس الغيوان، لتليها فقرة حفل خاصة بتقديم درع التنويه للمحتفى به المخرج محمد بوحاري.
بعد ذلك، أعلن في اختتام هذه الأمسية عن نتائج المسابقة التي جاءت كالتالي:
جائزة الجمهور كانت لفائدة رشيد اعنطري عن فيلمه (الفنان).
جائزة الجامعة الوطنية للأندية السينمائية (دون كيشوط) لفائدة المخرجة عبير فتحوني عن فيلم (الأيام الرمادية).
بعدها جاءت قراءة تقرير لجنة التحكيم من طرف نجاة الوافي فكانت النتائج المتبقية كالتالي:
تنويه خاص لمريم جبور عن فيلمها (أنين صامت).
جائزة أحسن دور رجالي للممثل مروان بلعربي عن فيلم (الشامبري).جائزة أحسن ممثلة لسانديا تاج الدين عن فيلم (مول التيليفون).
جائزة أحسن سيناريو عادت لياسمين ملوك عن فيلم (ميمة).
جائزة أحسن إخراج كانت من نصيب المخرج وليد المسناوي عن فيلم (بدون مفتاح).
وأخيرا سلمت الجائزة الكبرى لمليكة الزايري عن فيلم (حكاية فكانسية).