في إطار فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات الصيفية، الذي تنظمه جمعية «صورة للتراث الثقافي» من 17 إلى 21 يوليوز 2025 بالمخيمات الوطنية بكل من المحمدية، سيدي الطيبي، المعمورة وبوزنيقة، احتضنت فعاليات المهرجان ندوة فكرية بعنوان «السينما وتجديد الذاكرة»، بمشاركة الكاتب والناقد السينمائي نور الدين محقق، والشاعر والناقد السينمائي جمال بوزوز.
في مستهل الندوة، قدم الباحث والناقد نور الدين محقق مداخلة بعنوان «من الذاكرة الشخصية إلى الذاكرة الجماعية»، تناول فيها العلاقة بين التربية والصورة، مؤكدًا أن العصر الراهن هو عصر الصورة بامتياز، وأن حضورها بات مركزيًا في مختلف مجالات الحياة. وتوقف بالتحديد عند السينما كأداة فعالة في المجال التربوي، وكمحفز لتجديد الذاكرة بمختلف تمثلاتها.
وحدد المتدخل ثلاثة محاور أساسية في هذا السياق،السينما والذاكرة الشخصية،السينما والذاكرة الوطنية،السينما والذاكرة الثقافية.
واستعان بعدد من الأفلام السينمائية المغربية لتوضيح أطروحته، من بينها،»ماجد» لنسيم عباسي، «ميكا» لإسماعيل فروخي، «بامو» و»العربي بن مبارك» لإدريس لمريني، و»المسيرة الخضراء» و»الشعبية» ليوسف بريطل.
وخلص محقق إلى أن السينما، في ارتباطها بالذاكرة، سواء كانت فردية أو جماعية، وفي امتداداتها الثقافية والتاريخية والفكرية والفنية والرياضية، تشكل وسيلة إعلامية وفنية قوية تساهم في تجديد هذه الذاكرة، وربط المجتمع بمكوناته من خلال مقاربة إنسانية منفتحة.
من جهته، انطلق الناقد جمال بوزوز من تحليل مفهوم الذاكرة، ليلامس علاقة هذه الأخيرة بمفهوم الهوية، مؤكدا أن محاولة تعريف الذاكرة تقود حتمًا إلى استحضار الهوية بوصفها متعددة ومتجددة بتعدد الإنسان وتجدد تجاربه. ثم قرّب الأطفال من مفهومي الذاكرة الفردية والجماعية، مبرزا تمفصلاتهما من خلال السينما، باعتبارها سجلا موثقا للذاكرة الإنسانية، واستعرض أشرطة سينمائية جسدت مراحل ومحطات من تاريخ الإنسان، والمغربي على وجه الخصوص.
الندوة التي أدارها المستشار التربوي والمدير الفني للمهرجان محمد اشويكة، تميزت بتفاعل كبير من الأطفال والشباب الذين طرحوا مجموعة من الأسئلة حول موضوع الندوة، ما أتاح للمحاضرين تصويب العديد من المفاهيم المغلوطة السائدة حول دور السينما والصورة في تشكيل وعي الأجيال الصاعدة.