مهرجان اللقاءات الكوريغرافية بالدارالبيضاء يتبث تواجده في الساحة ويطمح لإشراك وزارة الثقافة في الإنخراط في الدعم المستمر

شهدت مدينة الدارالبيضاء خلال الفترة الممتدة ما بين ال12 و ال16 من شهر أكتوبرالجاري فعاليات الدورة ال8 لمهرجان اللقاءات الكوريغرافية الذي تنظمه جمعية «كول جام».
وفي هذا الإطار،نظمت إدارة المهرجان يوم الأربعاء 12 أكتوبرالماضي، بالمركز الثقافي الفرنسي، ندوة صحفية للإعلان عن انطلاقه، بحضور كل من جايتان بيلان، مدير المركز الثقافي الفرنسي بالدارالبيضاء، والفنانين: فيرونيك لاهين، مديرة «مسرح الرقص والوني-بروكسيل»، وموتونوبو كاساجيما، المندوب العام لوالوني- بروكسيل بالمغرب
Véronique LAHEYNE et Motonobu KASAJIMA
وصرح جايتان بيلان، خلال تقديمه الندوة، بأن هذا المهرجان الذي وصل لدورته الثامنة، وتدرجه إدارة المركز الثقافي الفرنسي ضمن برنامجها لسنة 2022-2023، قد غاب بسبب جائحة كوفيد لفترة، ولكنه عاد ليتبث مرة أخرى بأنه مناسبة لللقاء وتبادل الأفكار والرؤى، حول الرقص المعاصر الذي يعيش حاليا أوج تطوره. وبعد أن رحب بالضيوف، أكد جايتان على ان الجهود يجب أن تكون جماعية ومكثفة لدعم الثقافة والفن.
و عبرت فيرونيك لاهين، مديرة وممثلة أعضاء إدارة «مسرح الرقص والوني-بروكسيل»، عن فرحتها بالمشاركة في هاته الدورة من المهرجان، وقالت بأنهم يدعمون الفن البلجيكي، و كان لهم الحظ الإشتراك مع شركة جام كول من أجل تنظيم هذا التعاون البلجيكي المغربي حول فن الرقص المعاصر، كما أشادت بالعمل الجبار الذي يقوم به هذا المهرجان خاصة في ما يخص بدمقرطة فن الرقص والتحسيس بأهمية هيكلة هذا المجال.
نفس الفرحة تقاسمها موتونوبو كاساجيما، المندوب العام لوالوني- بروكسيل بالمغرب، بتواجده بهاته القاعة التي تعلن عن انطلاق هاته التظاهرة، وذكر بالتعاون القديم ما بين بلجيكا و المغرب في هذا الإطار، إذ سبق و استقبلت مؤسسته فنانين مغاربة من بينهم لحسن زينون وغيرهم وبالتالي هو مسرور لاستمرارية التعاون من خلال الشركة المنظمة كول جام كذلك.
اللقاء كان مناسبة لعرض لوحة فنية من تقديم الراقصين وجدي غاغي و جوليان كارلييه، و فرصة لبث برنامج المهرجان على الشاشة الكبيرة، الذي تضمن أنشطة متوعة توزعت ما بين: المسرح 121 التابع للمعهد الفرنسي للدار البيضاء ، المركز الثقافي الإسباني سيربانتيس، وفيلا الفنون، والمركب الثقافي ثريا السقاط. وساهم فيه حوالي 80 راقصا،وعرف 16 عروضا فنية و إقامتين فنيتين و 5 ماستر كلاص ولقاء مهني بمشاركة فنانين ومؤسسات ثقافية لمناقشة مشاريع مشتركة و هيكلة المجال الكوريغرافي بالمغرب .
و في حوار خصت به الجريدة، صرحت أحلام المرسلي، مديرة مهرجان اللقاءات الكوريغرافية، بأن هدفهم كمنظمين ، هو هيكلة المجال الكوريغرافي (أو تصميم الرقصات) بالمغرب، والتعريف بفن الرقص كمهنة من أجل إعطاء الحقوق لممتهنيها، و الحصول على الدعم المناسب والكافي ليصل هذا الفن للإشعاع وتمنح له المكانة اللائقة له بجانب المجالات الفنية الأخرى المتواجدة بالساحة المغربية، وتوفير الظروف اللائقة لذلك، من قاعات الرقص والمسارح إلخ، كما يحلمون أيضا أن يصل المهرجان إلى العالمية، و أن تعرف الشركات الفنية المساهمة في المهرجان إشعاعا وتقدم العروض سواء داخل المغرب أو خارجه . واسترسلت أحلام موضحة أنهم يهدفون أيضا للحصول على مركز للتكوين يستقبل إقامات للفنانين حتى يتمكن هؤلاء من إنتاج لوحات فنية، و قاعة للتدريب مجهزة تتوفرعلى بنيات تحتية محترمة.
من جهة أخرى سطرت مديرة المهرجان على أنهم يسعون للحصول على دعم مستمر ودائم للمهرجان و للجمعيات المساهمة وللتكوين، وأن تكون وزارة الثقافة الشريك الأول في هذا المهرجان الذي وصل سنته الثامنة، و تنضاف للشركاء الحاليين،المثمثلين في مؤسسات ثقافية أجنية و الذين يعتبرون أكبر داعم لهذا المهرجان في غياب شبه تام لشركاء مغاربة.
ولم يفت أحلام المرسلي أن تؤكد على أهمية المهرجان و الشركة المنظمة «كول جام»ـ باعتبارها شركة لفن الرقص رائدة بالمغرب، تديرها رفقة شريكها في المهنة والحياة، مصمم الرقصات التونسي وجدي غاغي. و أضافت أن «كول جام» لها ربيتوار مليء بعروض فنية كثيرة، ولكن في نفس الوقت تعرف بتنظيم ثلاث مهرجانات في المغرب: «ماروك بايلار» بالعرائش، «إسكال رباطية» ثم «مهرجان اللقاءات الكوريغرافية» بالدارالبضاء.
من بين أهداف شركة «كول جام»، أيضا، دمقرطة فن الرقص والسعي لانتشاره بين جميع فئات المجتمع، وبالتالي فهي تقوم بتنمية مشاريع لتكوين الراقصين الشباب في إطار مشروعها الذي يحمل عنوان «لابو دانس» و تتوجه أيضا للشباب في مركز تأهيل السجناء اليافعين وفي دور الايتام والأحياء المهمشة..
و للإشارة فأحلام المرسلي درست فن الرقص العصري و الفلكلوري بالمعهد الموسيقي مولاي رشيد سنة 2003، بعدها تم اختيارها من طرف شركة «كافار» لإجراء تكوين في الفن المعاصر، قبل أن تراكم تجارب ودراسات وتداريب من خلال مشاريع إبداعية سواء بالمغرب أو بفرنسا على يد راقصين بصموا إسمهم في هذا المجال، بقيت على هاته الحال لكن حلم تأسيس شركة كان يراودها إلى أن استطاعت تحقيقه وبدأت تشتغل من خلال شركتها كول جام وأنجزت عدة مشاريع فنية. التقت بعدها برفيق دربها الذي اصبح في نفس الوقت شريكها في العمل،ألا وهو الكوريغرافي التونسي وجدي الغاغي، وفكرا معا في خلق مهرجان»لقاءات كوريغرافية بالدارالبيضاء، هذا الفنان الشاب كان له مسارا مختلفا نوعا ما عن أحلام المرسلي، بحيث بدأ الرقص بمدينة دجيربا بتونس، في فن «الكلاكيت» و كانت له الفرصة للعمل في الباليه بتونس ودرس هناك الفن المعاصر والحديث على يد فنانين عالميين، و بعدها بسنوات عمل مع الكوريغرافي عماد جمعة ، وحصل خلال مسيرته على عدة جوائز منحا به بمهرجانات خارج تونس.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 25/10/2022