جرى يوم الخميس الماضي بالدار البيضاء، عقد الجلسة الثانية من المؤتمر الفكري المنظم في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي، التي سلطت الضوء على تجارب مجموعة من أبرز الوجوه المسرحية المغربية.
وتميزت الجلسة الثانية من هذا المؤتمر المنظم تحت شعار ” التجارب المسرحية المغربية، الامتداد والتجديد .. مساءلات علمية وعملية، لتجارب مسرحية مغربية”، بعرض تجارب المسرحيين المغربيين، عبد المجيد فنيش، وسعد الله عبد المجيد.
وهكذا، استعرض المسرحي عبد المجيد فنيش، بدايات مساره الفني، مبرزا أن الأسرة والمدينة التي نشأ فيها (مدينة سلا) كان لهما التأثير الكبير في شغفه وولوجه إلى عالم الفن والمسرح خصوصا، وذلك من خلال تشبعه بثقافة تراثية غنية، بدء من قاموس يومي، مرورا بطقوس وعادات، وصولا إلى تعبيرات فنية بحمولات بلاغية وطبوع وأنغام وإيقاعات وزنية.
وأبرز أن بداياته المسرحية، كانت منسجمة مع ميولاته نحو كل ما هو تاريخي وتراثي، من خلال تأسيس جمعية “أنجزنا داخلها نصوصا لا تخلو من مادة تراثية ما بين فصيح ودارج”.
وأوضح السيد فنيش أنه يميل في أعماله إلى إدخال تفاصيل في الثقافة الشعبية معتمدا على الانخراط اليومي فيها، والتي “قد تبدو غريبة بل وحتى مستهجنة للبعض”.
من جهته، استعرض المؤلف والمخرج سعد الله عبد المجيد، تجربته الذاتية التي جاءت حصيلة متابعته لفرجة الساحات بمدينة الدار البيضاء، ومشاهدة العروض المسرحية الأجنبية بخشبة المسرح البلدي، مبرزا أن تجربته التطبيقية تأليفا وإخراجا جاءت حصيلة الممارسة في مجال مسرح الهواة لينتقل بعدها إلى المسرح الاحترافي.
وفي تصريح له، أعرب سعد الله عبد المجيد عن سعادته بمشاركة تجربته المسرحية من خلال تسليط الضوء على أبرز المحطات التي ميزت مساره الفني الذي يقارب 45 سنة، قدم خلالها أكثر من 50 عملا مسرحيا أغلبها من إخراجه، بالإضافة إلى استعراضه لمجموعة من النقائص التي يجب العمل على تجاوزها للنهوض بالعمل المسرحي في المغرب.
وذكر في هذا السياق بضرورة العمل على تقديم كنانيش خاصة بالمخرجين والتقنيين والمشخصين وجميع أصحاب الحرف المسرحية حتى يكون هناك توثيق يتجاوز ما هو أدبي إلى ما هو توثيق تقني.
وحسب هذا الكاتب والمخرج، فإن أهمية مثل هذه المؤتمرات والندوات تكمن على الخصوص، في خلق نقاش وتبادل التجارب بين الأجيال وبين مختلف المسارح العربية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بإثبات ذاتية وهوية المسرح العربي عموما والمغربي خاصة.
وتخللت فعاليات هذه الجلسة، التي تميزت بمناقشة وتبادل التجارب بين المسرحيين المغاربة ونظرائهم من دول عربية أخرى، تقديم عروض حية لمقاطع من مسرحيات للمسرحيين عبد المجيد فنيش، وسعد الله عبد المجيد.