مهرجان الموسيقيين المكفوفين بتطوان يكرم الفنان التطواني محمد بنحقة

انطلقت مساء الجمعة بمسرح إسبانيول بتطوان فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للموسيقيين المكفوفين بمشاركة فنانين ومجموعات موسيقية من وتونس والكاميرون والعراق وبلجيكا بالإضافة إلى المغرب.
وتحمل دورة هذه السنة من المهرجان، الذي تنظمه جمعية لويس برايل بدعم من وزارة الثقافة والشباب والرياضة ووكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وعمالة إقليم تطوان وجماعة تطوان، اسم الفنان التطواني محمد بنحقة، الذي يعتبر من الموسيقيين والفنانين المكفوفين المرموقين بمدينة الحمامة البيضاء والجهة الذين بصموا على مسار فني وتكويني متيمز، كما يعتبر من أعمدة جوق محمد العربي التمسماني التابع للمعهد الموسيقي بتطوان.
وجاء هذا التكريم عرفانا بمسار الفنان محمد بنحقة في المجال الفني والموسيقي بمدينة تطوان، وبعطائه السخي في التكوين الموسيقي، إذ عمل أستاذا لآلة العود في المعهد الموسيقي بتطوان في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، كما عمل أستاذا للموسيقى بمعهد طه حسين التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، هذا إلى حضوره الفني والموسيقي، خاصة الموسيقى الاندلسية، إذ يعد أحد العازفين المهرة في آلة العود.
واعرب المحتفى به، في تصريح صحافي بالمناسبة، عن إمتنانه للجهة المنظمة لهذا المهرجان في جعل هذه الدورة تحمل إسمه، معتبرا أن هذه الالتفاتة لها وقع خاص في نفسيته كإنسان قبل ان يكون فنانا، موضحا أن هذه التكريم، بمدينته تطوان، سيطبع مساره الفني والموسيقى، لاسيما وأنه جاء ضمن مهرجان يعد من أهم التظاهرات الموسيقية الدولية، التي تشهد مشاركة موسيقيين مكفوفين مرموقين بالعالم.
من جانبه، أكد رئيس جمعية لويس برايل، عبد اللطيف الغازي، أن هذا المهرجان لا يعتبر تظاهرة “فنية وفرجوية كباقي المهرجات الموسيقية فقط، بل هو منصة تهدف إلى تحقيق التواصل وتقاسم التجارب بين الموسيقيين المكفوفين من جميع أنحاء العالم وإبراز إبداعاتهم”، مشيرا إلى أن الدورة تعرف مشاركة فنانين ومجموعات موسيقية من المغرب وتونس والكاميرون والعراق وبلجيكا.
وشدد على أن المهرجان محطة لتأسيس تجارب ومبادرات رائدة، حيث توجت دورته التاسعة بافتتاح فصل خاص بتعليم الموسيقى عبر لغة برايل للطلبة المكفوفين بالمعهد الموسيقي لتطوان، بينما توجت دورته العاشرة بفتح تكوين في البرمجة الالكترونية لتحويل الكتابة الموسيقية إلى نظام برايل عن طريق الحاسوب، من أجل تمكين هذه الفئة من الطلبة من تلقي تكوين موسيقي أكاديمي عصري يواكب التطورات الالكترونية الحديثة.
إلى جانب إلقاء الكلمات الرسمية، عرف حفل الافتتاح تقديم ثلاث عروض فنية لكل من جوق محمد العربي التمسماني برئاسة محمد الأمين الأكرمي ومشاركة الفرقة الصوتية لمعهد طه حسين التابع للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين فرع تطوان، وفرقة “Blind SMS” من الكامرون، ومجموعة الفنان كمال الراضي رفقة الفنانة كوكب فتحي من بلجيكا.
وتمزت فعاليات المهرجان، التي إختمت يوم الاحد المنصرم، بعقد ندوة حول ” الابداع في مواجهة التحديات”، فيما سيعرف يوم السبت تنظيم ندوة ثانية حول” التكنولوجيا والموسيقى”، خلال اليوم الثاني من المهرجان، فيما كان لجمهور المهرجان موعدا، خلال اليوم الأخير من هذه الفعالية الثقافية، مع عروض فنية لكل من أنجيلين تيزانو (الكاميرون) ثم عرض لفرقة “التحدي” (تونس)، يليه عرض موسيقي لفرقة “الروز” (العراق) فعرض موسيقي غنائي للفنان هشام القيسامي والفنانة فتيحة مبارك (المغرب) لتختتم السهرة بأداء عرض غنائي لفرقة “البصائر” (المغرب).
يذكر أن هذا المهرجان الدولي الفريد يهدف إلى إبراز قدرات الموسيقيين المكفوفين والتعريف بإبداعاتهم في المجالات الفنية، وخلق فرص التلاقي وتبادل الخبرات والتجارب بين الموسيقيين المبدعين المكفوفين من المغرب وباقي بلدان العالم، إضافة الى المساهمة في إدماج الشخص الكفيف في محيطه العام.
يشار أن هذا المهرجان أضحى سنويا قارا ضمن المواعيد الثقافية الهامة والجادة التي تؤثث شبكة المهرجانات الثقافية بمدينة تطوان، بعدما أصبح فسحة جميلة للتلاقي والتواصل بالنسبة للمكفوفين، التي لهم بصمة وحضور راقي ومتألق في شتى المجالات، لاسيما في الموسيقي.


الكاتب : مكتب تطوان

  

بتاريخ : 24/12/2024