مهرجان تاصميت للسينما والنقد يختتم دورته السابعة ببني ملال ويكرم وجوها سينمائية

نظمت جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال الدورة السابعة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد بمدينة بني ملال، تحت شعار “سينما الشباب من المحلية إلى العالمية”.
وعلى مدى أربعة أيام كانت فضاءات ومؤسسات بني ملال وخارج بني ملال، على موعد مع العرس الثقافي والفني السنوي ، الذي عرف برمجة مكثفة ومتنوعة اشتملت على العروض السينمائية، والندوات، وماستر كلاس، والورشات التكوينية الخاصة بالشباب وبالأطفال،
وبخرجات لمواقع سياحية متعددة في الجهة.
وعرف حفل الافتتاح، إلقاء كلمة الجمعية المنظمة، خصصت لشكر الشركاء والترحيب بالضيوف وبالمشاركين وبالمساهمين في المهرجان، وذكرت خلالها أمينة الصيباري مديرة المهرجان ورئيسة جمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال،بأهمية وضرورة التمسك بهذا المهرجان واستمراره من منطلق المضي بسينما الشباب وإتاحة الفرصة لهم للتحليق من المحلية إلى العالمية، وفاء لسياسة المهرجان الذي يزاوج بين السينماوغريمها/شريكها النقد.أعقبتها فقرة موسيقية على آلة العود من عزف الأستاذ أحمد برعو،
وخلال هذا الحفل تم تكريم الممثلة الأنيقة ماجدولين الإدريسي وتكريم المخرجة المجدة والمجتهدة أسماء المدير.
وقد عرف الحفل تقديم شهادة مصورة للإعلامي عبد الحميد جماهري في حق المحتفى بها المخرجة أسماء المدير،كما تولى الإعلامي والمخرج إدريس الإدريسي تسلم ذرع التكريم بينما تسلمت ربيعة ألوان صديقة المهرجان وصديقة المحتفى بها هدية المهرجان نيابة عن المخرجة التي أدلت بدورها بكلمة شكر مصورة من الديار الأمريكية.
وخلال حفل الافتتاح هذا تم، كذلك، تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وتشكلت من المخرج کمال کمال
رئيسا للجنة، مع عضوية كل من الفنانة نجاة الوافي ،خولة لسباب بنعمر وشبير عبدالرحيم العجمي.
وقد تنافست على جوائز المهرجان عشرة أفلام، تم عرضها في حصتين منفصلتين، وهي: “أميرة” لرشيدة السعدي ،”بدون مفتاح” لوليد المسناوي،”حالة” لدلال العراقي،”حبال المودة” لوجدان خالید،”حكاية” لمحمدبوحاري،”خيانة” لسلمي الخماس،”طريق الحجر” لادريس صواب،”على حافة البحر” لمحمد الهوري، “مول التيليفون”، لحمزة عاطفي و”نجمة مارس” لليلى المسفر.
وفي فقرة الأندية السينمائية التي ظل المهرجان وفيا لها،تم بالمركب الثقافي الأشجار العالية ببني ملال توقيع الإصدار السينمائي “خطاب السينما المغربية وتخوم التربية: بحث في الجماليات” للباحث والناقد إسماعيل هواري.
وتعبيرا عن انفتاح المهرجان على طاقات الجهة رحبت مديرة المهرجان أمينة الصيباري بالحضور، والضيف ابن الجهة القادم من مريرت بإقليم خنيفرة، وتولى الأستاذ محمد زروال تقديم الكتاب من خلال استحضار أهمية الكتاب النقدي السينمائي، في تصورات المهرجان
الذي يضع النقد السينمائي ضمن أولوياته في التكوين والتباري، ومتابعة آخر الإصدارات، وبعد
ذلك انتقل الأستاذ زروال إلى قراءة مختصرة للغلاف وبعض المضامين التي تناولها الكتاب.
وبعدها تناول الكلمة الباحث إسماعيل هواري الذي تعمق في الحديث عن فصول كتابه، ووضح اختياراته المفهومية، والتطبيقية. ووضح العلاقة بين السينما والتربية.
واحتضن مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة أشغال الندوة الرئيسية للمهرجان حول موضوع:”سينما الشباب من المحلية إلى العالمية”، حيث تناول المتدخلون هذا الموضوع بعمق محاولين الإلمام بجوانب عديدة لتحقيق هدف لا يختلف عليه وهو تنمية وترقية السينما المغربية وإبلاغها مبلغ العالمية بشباب طموح يؤكد يوما بعد يوم
جدارته وأحقيته في العالمية، دون إغفال كون التأسيس الحقيقي لبنيان السينما لا يتأتى إلا بتبني
رؤی استراتيجية تستحضر مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية والتقنية
مستمدة قوتها من إرادة سياسية واضحة ترى في السينما دعامة وموردا ماديا رئيسيا وسببا في
جلب الاستثمار وتحقيق التنمية المنشودة.
واستقبل مختبر الأبحاث التطبيقية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ماستر كلاس مع المخرج محمد مفتكر تولت تنشيطه الناقدة والمخرجة جميلة عناب، واستعرض فيه المخرج مفتكر تجربته السينمائية واقتسم معارفه مع الحضور الذي تفاعل معه من خلال تدخلاته الهادفة وأسئلة دقيقة ومتخصصة في الميدان السينمائي.
واحتضن قطب الدراسات في الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، كذلك، محاضرة تحت عنوان: “تقاطعات السينما والتاريخ” من إلقاء الدكتور بوشتى المشروح، وتنشيط الدكتور محسن إدالي الذي أكد على أهمية بذل مجهود إضافي من لدن السينيفيليين المغاربة، من أجل سبر أغوار تاريخ المغرب،و التعريف به، و الدفاع عنه، أمام الحملة الشرسة من أجل السطو على تراثه المادي واللامادي و تاريخه.
وقد تناول الدكتور بوشتى المشروح،في مداخلته إشكالية موضوع السينما والتاريخ من خلال
تقاطعاتهما، مركزا بشكل أساس على مفهوم الزمن العام، ثم التاريخي والزمن السينمائي ،كما تم، على هامش المهرجان، تنظيم لقاء مع المخرجة دلال العراقي مع عرض ومناقشة فيلم “حالة” بالمركب الثقافي الأشجار العالية بتنسيق مع منظمة بروجيطوموندو.
وعلى مدى ثلاثة أيام، احتضن المركز الجهوي للتوجيه المدرسي والمهني لجهة بني ملال خنيفرة ورشتين، الأولى اهتمت بالقراءة الفيلمية من تأطير المخرجة والناقدة جميلة عناب.
وتحت شعار “المساهمة في التسويق المجالي” نظمت رحلة ترفيهية لاستكشاف بعض المؤهلات الطبيعية والسياحية لمدينة أزيلال وشلالات أوزود ومتحف جيو بارك مكون بأزيلال ،حيث شكلت فرصة لتعريف الضيوف بالإمكانيات التي تتميز بها المنطقة، ودعوتهم لإنتاج وتصوير أفلام سينمائية، وفاء لأهداف الجمعية والمهرجان في المساهمة في التنمية الثقافية والسياحية بالجهة.
ولإتمام تنزيل كل فقرات برنامج الدورة السابعة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد، بنجاح، نظم حفل تضمن فقرات متنوعة، أعلنت خلاله لجنة تحكيم المسابقة الرسمية عن النتائج التالية:
-الجائزة الكبرى لفيلم “بدون مفتاح” للمخرج وليد المسناوي.
-جائزة أحسن سيناريو لفيلم “حبال المودة” للمخرجة وجدان خاليد.
-جائزة لجنة التحكيم لفيلم “مول التيليفون” للمخرج حمزة عاطفي.
– تنويه لفيلم “نجمة مارس” للمخرجة ليلى المسفر.
وتمخضت مسابقة المقال النقدي، التي شارك فيها المتبارون المشاركون في ورشة القراءة الفيليمة التي اختارت خلالها المؤطرة الاشتغال على الفيلم الوثائقي “143 شارع الصحراء” للمخرج الجزائري حسن فرحاني(2019)، عن النتائج التالية :
-الفائزة بجائزة المقال النقدي المحرر باللغة العربية فاضمة نايتخويا لحسن.
-الفائزة بجائزة المقال المحرر باللغة الفرنسية بشرى الحنفي.
كما عرف حفل الاختتام تكريم الناقد السينمائي الدكتور بوشتى فرقزايد، الذي أطر على مدی دورات ورشة القراءة الفيلمية. وقد قدم صديقه أحمد بوغابة كلمة مستفيضة في حق المحتفى به، كما قام بتسليمه ذرع المهرجان، وتولى السيد مدير دار الثقافة ببني ملال تسليمه هدية المهرجان.
واغتنمت الجمعية فوز الممثلة المغربية بجائزة أفضل ممثلة مناسبة لتكريمها وعرض فيلم “ذاكرة للنسيان”للمخرج الهواري غباري، ليتم إسدال الستار على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد على أمل تنظيم الدورة الثامنة.

رحيل عراب المهرجان المخرج ومصمم الرقصات لحسن زينون

رحل عنا عراب المهرجان المخرج ومصمم الرقصات لحسن زينون، الذي كان مواكبا للمهرجان منذ مرحلته التكوينية، مرافقا بيد ممدودة بحضوره الفعلي خلال العديد من الدورات وبمساهماته ولمساته الفنية،
وحضوره المعنوي بالنصح والتوجيه مانحا بسخاء ثقل وزن علاقاته المتميزة في الوسط الفني
والثقافي.
لقد سجل الفقيد حضورا متميزاخلال الدورات السابقة ضمن فقرة ماستر كلاس في لقائه بالجمهور حيث استعرض تجربته مع الرقص، بداية في بلد المهجر بلجيكا إلى حين عودته إلى أرض الوطن، بالإضافة إلى مساره في السينما والنقد السينمائي والفني.
كما اعتلى منصة تكريم النسمة الرقيقة وسيدة الطرب الأصيل الفنانة المتألقة كريمة الصقلي إذ أدلى، في كلمة مؤثرة وعميقة، بشهادة في حق المحتفى بها.
وقام خلال إحدى الدورات بعرض أفلامه المثيرة للجدل، كما قام بتصميم لوحة فنية من فولكلور المنطقة.
وقام بتسيير ماستر كلاس مع الناقد “ادريس القري” حول “واقع السينما والنقد بالمغرب بين الأفاق والإكراهات”.
وشارك الراحل في أشغال الندوة الرئيسية تحت عنوان «السينما ورهانات التنمية الجهوية» وقام بتسييرها الكاتب نورالدين محقق وضمت، إلى جانب المرحوم، الناقد والباحث الأكاديمي الحبيب ناصري والناقد السينمائي سليمان الحقيوي.
بصم حضوره في المهرجان وفي بني ملال متفاعلا مع ما جاء في ندوة “السينما ورهانات التنمية الجهوية”بتوجيه رسالتين للمسؤولين بالجهة مرفوقة بتوصيات بغية إنعاش المنطقة سينمائيارفقة المخرجة سلمى بركاش.
كما قام بتوقيع مؤلفه “الحلم الممنوع”،اللقاء كان من تقديم عبد الحميد الجماهري.
وبحلول موعد الدورة السابعة، لم يسعفه المرض فكاتب مديرة المهرجان يعتذر عن الحضور، لكن دعمه لم ينقطع ولو بالدعاء بالتوفيق للمهرجان المتفرد ولعشاق هذا المهرجان، وبينما بقي الأمل معقودا على حضوره في الدورات القادمة، يأتي خبر انتقاله إلى جوار ربه كالصاعقة على مديرة مهرجان تاصميت للسينما والنقد، وعلى أعضاء الجمعية، وعلى كل عشاق هذا المهرجان، وعلى كل من عرفوا هذا الرجل المتفرد الذي كان صادقا في أحاسيسه وفي اختیاراته وفي ابتسامته.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 01/02/2024