مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته 28

في محيط سينمائي هادئ ومريح، طافي فوق أرضية تنظيمية محكمة ومتماسكة، تفتحت للمرة 28 قصة عشق حقيقة للسينما، أيام معدودات (13-10 مارس) تجلت كمداخلة حب سينمائية وقع عليها مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، ومعها لا نستطيع إلا أن نقر بأن ثمة انتصارات استحقت الفرح والامتنان وسط كم الأصداء الجيدة حول تطور المهرجان وتوهجه المستمر، من هنا فإن حكاية هذا المهرجان في دورته الأخيرة قد تكون من المحطات السينمائية الصافية التي تستحق التشجيع والاستمرارية بالنظر لنهجه المتأصل والمدافع عن سينما حقيقية تنتصر للخلق والابداع وينتظر عشاق السينما مشاهدتها دوما في القاعات السينمائية؛ لذا، ليس مصادفة أن تكون أجمل وأعمق مظاهر نجاح المهرجان في دورته الأخيرة هو ثبات وغنى برنامجه بمختلف فقراته، هو بالضرورة استكمال بارع وحقيقي للخط العام لرؤى المهرجان وتطوره من دورة إلى أخرى. ويبدو أن حرص المهرجان على حسن انتقاء فقرة المسابقة الرسمية للأفلام هو مسألة أثيرة على نفوس منظميه، وهو ما يلفت الانتباه إلى المستوى الجيد والتنافسية العالية للأفلام، حيث تنافست على جوائز هذه المسابقة مجموعة من الأعمال (12 فيلما) هي على التوالي: فيلم «ظلمة» للمخرج الصربي دوشان ميليش و»علم» للمخرج الفلسطيني فراس خوري و»أسماك حمراء» للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي و»نزوح» للمخرجة السورية سؤدد كعدان، إضافة إلى شريط «رامونا» للمخرجة الإسبانية أندريا بانيي و»مكان آمن»  للمخرج الكرواتي جوراج ليروتيتش «القرنفل» للمخرج التركي بكير بلبل. «السد» للمخرج اللبناني علي شري و»صيف في بجعد» للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، و»شتنبر» للمخرجة الإيطالية جوليا لويس ستيكروالت إضافة إلى «عند الدخول» للمخرج الإسباني خوان سباستيان فاسكيز أليخاندرو روخاس و»بركة العروس» للمخرج اللبناني باسم بريش.
هناك هاجس قوي بمكانة السينما تواصل في فقرة خفقة قلب، قدمت فيها أفلام لمخرجين متنوعين يشكل كل فيلم مغامرة سينمائية مختلفة، وهو ما يعكس فضيلة البحث والانضباط في انتقاء الأفلام، حيث يشكل كل فيلم من أفلام هذه الفقرة جمهوره الخاص الذي يجد ضالته في تصور فني محدد تشكله إنجازات مخرج معين، ضمت هذه الفقرة كل من فيلم «حمى البحر الأبيض المتوسط» للمخرجة الفلسطينية مها حاج و»جزيرة الغفران» للمخرج التونسي رضا باهي و»الجبال الثمانية» لشارلوت فاندرميرش وفيلكس فات كروينينجن من بلجيكا، إضافة إلى «الحدائق المعلقة» للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي و»أسوء العناصر» لرومان جيري وليز أكوكا من فرنسا.
كما أن هناك لمحات لمبادرات عميقة ومسبوقة يطل بها المهرجان لأول مرة في نسخته الأخيرة (أيام تطوان للصناعة السينمائية/محترفات تطوان السيناريو/مهارات لتطوير الفيلم القصير)، وهي بلا شك انتصارات قد تحققت وتكللت في الأخير بتيجان الاعتراف والتنويه من كل الفاعلين والمهتمين. وقد شكلت أيام تطوان للصناعة السينمائية فضاء للقاء بين حاملي مشاريع السيناريو المختارة (12 سيناريو روائي/وثائقي) مع صناع الفيلم من موزعين ومنتجين ينتمون إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، هذا اللقاء الذي توج بمداخلات مهمة حول الإنتاج المشترك وسوق الأفلام العالمية وفرص الإنتاج المشترك والتعاون بين شطري البحر الأبيض المتوسط، وأيضا فتح نافدة على طلبة المدارس والمعاهد السينمائية (12 طالب) من أجل فتح أفاق جديدة لحاملي مشاريع فنية ومواكبتهم فنيا.

الجائزة الكبرى
فيلم القرنفل …حين يهمس الموت في أذن الحياة

يستعرض فيلم (القرنفل) للمخرج التركي بكير بلبل حكاية طريق جنائزي بتوسل شاق وملفت يعكس طريقة صعبة لا يتحملها الإطار المحدد لأفلام الطريق التقليدية، لأنه لا ينتزع من هذه النوعية من الأفلام إلا أجواء برانية فرضتها حبكة الفيلم، لكنه يبقي التركيز أكثر على مستوى البناء الداخلي للفيلم، إذ يحفر عميقاً في النفس الإنسانية بلا رحمة معلنا عن حساسية ملفتة ومشاعر بالغة الصدق، وكاشفاً على مناحي من حياة إنسانية بائسة تبدت كفصل طويل في جحيم لا ينتهي حتى مع الموت.
يستعير الفيلم أحقيته وتميزه من ذلك البناء الباهر على المستوى الفني والجمالي، والمستوى الثقافي، ما خلق لنا فضاء عبور سلس تتحرك فيه الشخصيات وأحداث الفيلم الجنائزية داخل مواقع أشبه ما تكون بالخراب والفراغ، حيث الظلمة والهشاشة، وحيث لا يظهر أي بصيص أمل أو انفراج قريب، عالم جنائزي ملغز وقاس، تمتصه الكاميرا بتثاقل واضح دون أن يشوش عليها شيء، فالمخرج ترك لكاميرته الوقت والفضاء والشخصيات في تقنية تذكرنا بأفلام كثيرة من هذا النوع (نوري بيلج سيلان/تيرنس ماليك/أكي كوريسماكي …)، حيث العالم الذي يتجلى أمام الكاميرا وتتحرك فيه الشخوص، أشبه ما يكون بتقاطع غريب للوحات تشكيلية ضخمة في أقصى تجلياتها الجمالية، والذي يتحول لفرط الدقة، إلى مشاهد يصعب على العين نسيانها.
ناهيك عن أهمية الصورة جماليا فهي وبدرجة كبيرة متطلبة ومنظمة وذات معنى وبعيدة عن الترفيه والابهار البصري المبالغ فيه، ثمة تقشف حريص أيضا في الشريط الصوتي (شبه غياب للحوار والموسيقى) يؤدي إلى فخامة في الكشف عن نوازع النفس الإنسانية للشخصيات وما تختبره وهي تعاني الغربة والعزلة، حتى الطبيعة بعناصرها المختلفة تملكت بعضا من روح الفيلم بدورها المرهف والحزين وهي تتجلى كفضاء وأمكنة داخل مشاهد ماتعة حيث أدت روعة التصوير -بكادرات أغلبها ثابت- دورا آسرا ومبهرا، جعلنا نقف على جدارة واضحة للمخرج في تثبيت كاميرته في المكان والزمان المناسبين.
طريق جنائزي شاق يقطعه رجل لاجئ بكيمياء قاسية يحمل على كتفيه عبئا مضاعفا، جسد زوجته الميت وشقاوة حفيدته الصغيرة وعليه أن ينتهي بهما إلى حيث لا يدري، وحتى مع قربه من حدود بلده تبدو خيارات تحرره غامضة … لكن في النهاية تبدى بكل جسارته وأظهر أنه يملك خياره الذي يريد حتى ولو كان على حساب كل شيء.

جائزة السيناريو / جائزة أحسن دور رجالي
فيلم مكان آمن … حين تحب الأحياء وتكره الحياة

تحضر كرواتيا بفيلم «مكان آمن» سيناريو وإخراج وتشخيص يواري ليروتيتس، الذي قدم فيلما مشحونا بعاطفة مضطردة، إذ يستعير زخمه الدرامي من تشويق متسارع للأحداث حيث يخطف المشاهد من أول مشهد (محاولة الانتحار الأولى)، لا فراغات ولا تهوية مشهدية للاسترخاء وأخد نفس جديد، الفيلم يلتف حول حدث طارئ بطله الأخ اليائس والمعتل الذي يخلق هزة نفسية وعاطفية داخل العائلة (الأم والأخ الأكبر)، يستميت الأخ في محاولة الانتحار بشكل مفجع وصادم، تتسارع الأحداث بشكل مكثف بإيقاع منظم وقوي، تتغير معه حياة الأم والأخ بشكل كامل، وعلى مدار يوم كامل سنتابع معاناتهم وسط ضغط كبير وتشويق مفجع.
فيلم يبتدأ بكلمة «آسف» كعتبة قوية تفسر أسباب وظروف وعوامل لا تصلنا مباشرة من الفيلم، كلمة (آسف) يحطم بها أفق انتظار المشاهد ويعلن معها عن بداية علاقة غريبة ومغايرة بين الأخوين دامير (جوران ماركوفيتش)، رجل بهامة واضحة، هادئ وقوي، قليل الكلام لكن عيونه الطفولية تتكلف بالإفصاح عن معاناته وألمه، برونو (يوراي ليروتيتش) الاخ المنبهر من اعتذار مفجع وقاهر ينبأ بفاجعة في الطريق.
الفيلم مستوحى من قصة حقيقية/سيرة ذاتية للمخرج الذي يؤدي دور البطولة بشكل مبدع ومثابر، حيث تمكن من الفوز بجائزة السيناريو وجائزة أفضل ممثل، والحق أن كل حركة وكلمة صغيرة لها مكانها في الفيلم بلا حشو ولا زيادات، حتى أن روعة الفيلم وتناسقه تجعلك تقف بدهشة على جدارة مؤلف ومخرج أنجز فيلما ترك أثرا كبيرا على المستوى الفني والانساني وممثل أدى دور البطولة بقدرة لافتة، إذ يبقى حصول الفيلم على جوائز شيئا مستحقا ومتوقعا بلا شك.

جائزة لجنة التحكيم
فيلم بركة العروس… أمومة ناقصة ونصر جريح

هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج باسم بريش الذي كتب سيناريوه بالتعاون مع غسان سلهب، قام ببطولة الفيلم كل من كارول عبود وأمية ملاعب… يقدم الفيلم حكاية سلمى التي تعيش بلا اتصال مع ماضيها وبلا علاقات إنسانية حقيقية، يظهر من تفاصيل حياتها اليومية أنها لم تنتزع هذه الوحدة بسهولة، حيث تتشبث بها كمكسب تحميه قبل أن تظهر ابنتها ثريا وهي تجر ورائها خيبات وصدمات وأيضا مفاجئات.
فيلم بركة العروس هو تجسيد محكم لنمط فيلم الشخصية، أي أنه فيلم برع في تقديم شخصية مصنوعة بتفان وإتقان، شخصية الأم الوحيدة والمعزولة والتي تعاني الوحدة والخواء حتى في لحظات متعتها تتأمل في حياتها أكثر مما تتمتع بها. يقدم المخرج سينما متقشفة غير معنية بالبذخ البصري كما لو أن المخرج يريد أن يأخذ بثأر نوع من السينما المتثاقلة والمعتمدة على لغة سينمائية يتضافر فيها التصوير والديكور والشخصيات…، لغة تدعم طرحه للموضوع بسخرية دفينة ولاذعة، فبعد حالات المتعة التي تمر بها الأم وهي في أوج سعادتها، يعكس الأمر في كل مشهد وكأنه ينتقم منها، إذ يعمل على إنهائه بلحظات تأمل أو تفكير مطول لا ينتهي.
ثمة لحظات إنسانية عميقة وحميمية، تطل من ثنايا شخصية الأم، وربما تكون علاقتها بابنتها المحطمة والمكسورة التي تعود وهي حامل بجنين لا تريده، عنصر درامي أساسي كشف عن جوانب رقيقة وصادقة، بل وبالغة الرقة والحنان في شخصية الأم، فمشهد واحد كان كاف لرأب الصدع بينهما، حيث الأم تساعد ابنتها على الإجهاض في لحظات محتشدة بانفعالات ولمسات دافئة ونظرات غاية في الرقة، خاصة وأن المشهد يتحول فيما بعد إلى لحظة صفاء. بعده تجلسا على طاولة الأكل وكأنها تتويج عاطفي وإنساني… لقد أحبت الأم ابنتها دائما لم يكن ينقصهما غير حدث يمسح الغبار عن حب صادق دفين.

جائزة العمل الأول
فيلم «علم» …أو كل ما تبقى من الوطن

«علم» هو الفيلم الروائيّ الطويل الأوّل المخرج الفلسطينيّ فراس خوري، فيلم عن القضية والاحتلال وبينهما مكان واحد يجمعهما دون أن يحس صاحب القضية بأنه مهزوم أو المحتل بأنه منتصر، إذ يبدو قدرهما مرتبطا وبينهما حدود تقصر تدريجيا بل لا تلبت أن تختفي في لحظات صراع الأبطال لتثبيت العلم. محور الصراع يحركه الطالب تامر وزميلته ميساء، ثمة ما سيوحدهما ويجمعهما ولديهما صراع واحد مشترك، ولكنهما محكومان بقدر أكبر ومعاناة أشد تظهر حتى في لحظة حسم الصراع، إذ يبدوان مهزومين ومعذبين، بل إن حكاية الفيلم بدورها بدت طائشة وهي تجتهد في البحث عن معنى وحيد، أي ذلك الحس المتأصل بأن هناك قضية وأن هناك عدالة، فدفاع الشباب عن العلم الفلسطيني في يوم تاريخ النكبة هو محاولة اسقاط علم آخر في نفس التاريخ لكن العدو يعلنه عيدا للاستقلال، بالتالي يبدو دفاع أبطال فيلم «علم/فلسطين» (فلسطينيّي الداخل/عرب 48) دفاعا مشروعا عن الحق في التواجد لتصبح المعادلة في جوهرها غير معنية بحجم القضية بل بمعنى العدالة والتضحية.
فيلم «علم» يطرح بشكل عرضي مشكلات مركبة، وخاصة المشكلات الصارخة والجديرة بالاهتمام الأبعد من تلك المتعلقة بقضية وعدو، إذ يحدث أن تتضافر مجموعة من الأساليب الدرامية والأسلوبية على مستوى أعلى من البنية العضوية للموضوع، لتجعلنا أمام بنيات ثابتة تجعل من الممكن الانزياح مباشرة داخل عوالم الفيلم بشخصياته المركبة، خصوصا في ظل وجود تنوع وتباين بصري ودرامي أكبر بكثير من أساليب المزايدات والمباشرة غير المتجانسة.
فيلم «علم» يمكن أن يوظف كنموذج لبناء فيلم أول، ولثراء، وتنوع، ومخيلة خيارات أسلوب وتمرين جيد يراهن على حركية الشخصيات وعلى التنوع الشكلي للمشاهد واللقطات، وهو ما يخلق بنية تصبح باعثة على تغيرات فورية وساحقة في الإيقاع وتتابع الأحداث بشكل سليم ومحكم، علاوة على التناسق الدرامي القوي.
العدو، هو فكرة أساسية لحد كبير في الفيلم، يجتهد المخرج في بوح ذاتي من داخل أبطال فيلمه، شباب يحمل كل ندوب المجتمع الذي أنتجه الاحتلال وعكسته الحالة السيئة للحياة غير الحقيقية وغير المحتملة، حيث لا تسوية كافية ولا توسط ممكن، إن بطل الفيلم المنفصم نسبيا والمتأرجح بين سلبيته ونزوعه البطولي، هو بطل على شاكلة أصدقائه نموذج للبطل الذي يحمل على عاتقه علم التناقض، وهكذا، فحتى في عز شجاعته تظهر رغبته في أن يتمسك بهذا التناقض بدون تنازل، لخلق توازن من أجل الحرية والتحرر بغض النظر عن الدوافع والأسباب والنتائج.

جائزة أحسن دور نسائي
أسماك حمراء… ثلاثة حيوات في مهب الريح

كل واحد من شخصيات الفيلم الثلاثة كان يلزمها مساحة أضيق للاحتكاك ببعضها كنوع من الاختبار، وهو ما أجاده المخرج عبد السلام الكلاعي الذي عرف كيف يخلق هذه المساحات بطريقة فذة مكنته من أن يقدم فيلما إنسانيا غنيا، يحفر عميقا في دواخل النفس الإنسانية ويثير أحاسيس عميقة لثلاثة نساء مقهورات، يجمعهما اليأس والوحدة والعزلة إلى الحد الذي يشعر معه المرء بأنه غير قادر على مواجهة العالم إلا بالآخرين. تفوقت جليلة التلمسي في دور»حياة»، وهو دور منسوج بأناة وحيوية بالغة عرفت كيف ترفعه إلى مستوى من الاتقان والتفنن مكنها من الفوز بجائزة أحسن دور نسائي، ويمكن قول كل شيء أيضا حول الدورين الآخرين، دور «هدى» الذي جسدته نسرين الراضي بصدق بالغ وكأنه نوع من التطهير والخلاص، ودور «أمل» الذي تفردت بتشخيصه فريدة البوعزاوي، إذ يحسب للمخرج جرأته في اختياره لها، وتفانيه في إدارتها بالشكل الذي جعلها تصل إلى مستوى من التمكين لم يكن متوقعا، وكأن المخرج نفخ في رماد خامد لتتوهج بشكل بديع في دور هو الأكثر اقناعا في مسيرتها، هو تحدي حقيقي لها كممثلة نجحت في تشخيصه وعرفت كيف تنقل ذلك الحس المتنامي والعميق باليأس والقهر، حيث يحتاج الإنسان إلى جرأة كبيرة كي يخرج من ذاته لغيره.
استطاع عبد السلام الكلاعي بجدارة أن يموضع ويحرك شخصياته بقدرة عالية متوسلا بكاميرا ذكية عرفت كيف تقتنص كل اللمحات الجميلة ذات الدلالة في وجوه وحركات الشخصيات الثلاث، ما منحنا إحساسا بالغا بالتفوق والبراعة وهو يصور حالات من الانهيار والمساومة والضعف الإنساني.
لقد تبدت شخصيات الفيلم الثلاثة وكأنها جواهر صقلت وهذبت ولمعت بعناية واضحة لتجد لها مكانا في فيلم عبد السلام الكلاعي الذي يبني تصوره على رثاء الواقع وفضحه بحكاية تحفر عميقا في الوجدان وتترك أثرا يصعب نسيانه لأمد بعيد.


الكاتب : عبد الله صرداوي

  

بتاريخ : 24/03/2023