احتفت مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، مساء أول الخميس خلال افتتاح البرمجة الأدبية والفكرية للدورة التاسعة عشرة لمهرجان «ثويزا»، بديوان الشاعر السوري أدونيس الموسوم بـ «دفتر مقابسات في أحوال طنجيس ومقاماتها».
ويبوح أدونيس، الذي غاب عن هذه الدورة من المهرجان لظروف خاصة، بين دفتي منجزه الشعري المستوحى من مشاركاته الأخيرة في فعاليات مهرجان ثويزا، وزيارته، أثناءها، لمعالم طنجة الساحرة، بافتتانه بسحر المدينة وجمالها.
بحضور ثلة من المسؤولين والشعراء والأدباء والنقاد والمهتمين بالحقل الأدبي والثقافي، اعتبر الشاعر رشيد المومني أن «دفتر المقابسات»، صادف في طنجة فضاءه الأثيري، الذي تتوحد فيه أسئلة الذاتي، بأسئلة الكوني، بحثا عن أثر محتمل لغربة المعنى، وقد غدا أمام العين الرائية مزهوا بانفلاته، واحتجابه عن الرصد والتأويل.
وتوقف المومني، في معرض توطئته للديوان الموسومة بـ»العالم بين يدي الخميائي»، عند المراوحة التي يقدمها أدونيس «بين فضاءين، ينتشيان معا بحلولهما المتبادل، حيث تتلاشى حدود الاختلاف بين فضاءات طنجة ذات الطبيعة الطوبوغرافية، وبين فضاءات القول المتوج برمزيته النصية، التي يسري في تفاصيلها دبيب كلام آخر، مغاير تماما لرنين الكلام».
من جهته، اعتبر الإعلامي والشاعر، عبد اللطيف بنيحيى، أن هذا الديوان الصادر عن دار النشر «السليكي أخوين» بغلاف من إنجاز محمد الجعماطي، «يصدح بعشق أدونيس لطنجة إثر جوالات رافقته فيها عبر مختلف فضاءات المدينة العتيقة، وما كنت أتصور أنه كان يختزن في ذاكرته ما يؤهله لكتابة هذا النص الشعري العشقي لها».
وذهب بنيحيى، في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن «دفتر المقابسات» الذي أهداه أدونيس لـ «ثويزا» واستغرق تأليفه سنتين تقريبا، يعد «من أجمل النصوص الشعرية التي جادت بها قريحة الشعراء عن طنجة على الإطلاق»، مستذكرا استفسار أدونيس له عن معالم المدينة القديمة ودروبها وأزقتها.
بدوره، رأى مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، أن «أدونيس بديوانه هذا، خ ل د طنجة وخ ل د اسمه فيها، وهو ينظم شعرا عن أبوابها وحاراتها ومعالمها وأبراجها التاريخية».
وقال الصغير، في تصريح مماثل، إن «أدونيس اليوم يضم اسمه إلى قائمة طويلة وفريدة من المفكرين والمبدعين مغاربة وأجانب، ممن استوقفتهم هذه المدينة ومروا منها، أو أولئك الذين عاشوا فيها، وكتبوا عنها لتصبح طنجة الشعرية تضاهي المدينة الواقعية».
وارتباطا بفعاليات المهرجان المتواصلة إلى غاية 27 يوليوز الجاري، تحت شعار «نحو الغد الذي يسمى الإنسان»، أكد منير ليموري، رئيس جماعة طنجة، في كلمة بالمناسبة، أن «هذا الموعد الثقافي الراسخ أضحى من أبرز رموز التعدد والتنوع الثقافي بمدينة طنجة، وحدثا سنويا يعكس روح الانفتاح والحوار التي تتميز بها عروس الشمال».
وسجل ليموري أن «تنظيم هذا المهرجان يتناغم مع العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يوليها للثقافة الأمازيغية، تأكيدا على كونها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة دون استثناء».
وتزامنا مع ذلك، تم عرض لوحات للفنان عبد القادر السكاكي، توثق تشكيليا الفضاءات الساحرة لمدينة طنجة التي ألهمت أدونيس قصائد ديوانه «دفتر مقابسات في أحوال طنجيس ومقاماتها».
مهرجان «ثويزا» يحتفي بديوان «دفتر مقابسات في أحوال طنجيس ومقاماتها» للشاعر أدونيس

بتاريخ : 26/07/2025