مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية يسدل الستار بندوات والإعلان عن نتائج المسابقة

في إطار أنشطة مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية، عرف يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 على الساعة الثالثة والنصف عشية، ورشة حول السيناريو من تأطير المخرج والإعلامي رشيد زكي، تناول فيها عددا من القضايا الأساسية المتعلقة بكتابة السيناريو، معتبرا إياها من بين أساسيات إنجاح الفيلم، والقاعدة المحورية التي تجعل من كاتب السيناريو أن يكون أو لا يكون، مشيرا على المستوى التاريخي إلى أن أرسطو هو من نظر لكتابة السيناريو، وأكد رشيد زاكي على أن القراءة هي مصدر الإبداع في الكتابة كقاعدة ضرورية لإنجاح الأشرطة السينمائية، لأنها تساعد المخرجين على حبكة مواضيعهم بما تحمله من تعقيدات سردية بمفهوم شامل، معتبرا أن الكتابة مرتبطة بكل الأجناس التعبيرية الفنية والأدبية، شريطة وجود تلك الموهبة والملكة الإبداعية لكل كاتب وطريقة تحريره للنصوص السردية المتعلقة بتقنية كتابة السيناريو، موضحا أن هناك زمنين: زمن العرض وزمن داخل الفيلم المبني على حبكة السيناريو، مؤكدا على أهمية الكتابة رغم انشغال جل المخرجين بالصورة والديكور والألوان… حيث تبقى كتابة السيناريو من المحددات الضرورية لهذه العناصر الفيلمية، كما اعتبر رشيد زاكي أن مفتاح وسر كتابة السيناريو هو (الجلوس)، وأن السيناريو كيفما كان يجب أن يحمل جوابا لكل سؤال، وأن كل من يشتغل في الفيلم ابتداء من المخرج إلى الممثل هم الذين يجيبون عن الأسئلة المطروحة.
كما اعتبر رشيد زكي، أن السيناريسط يفترض فيه أن يمتلك تقنية الوصف الدقيق نسبيا لكل المشاهد الفيلمية، وبطريقة سهلة ومباشرة ومختصرة دون زيادة لا مفاد منها، كما لا يجب أن يكتب بطريقة أدبية بل عملية مع قوة الوصف للتفاصيل كالفضء بديكوراته وألوانه وأبعاده وأكسسواراته وشخصياته باعتبار أن الشخصية والفعل هما الأساسيان في هذه العملية.
كما أشار إلى أن السينما يجب أن تكتب انطلاقا من القاعدة، لكن للأسف حسب وجهة نظر رشيد زكي، أن السينما المغربية ركزت فقط على صناعة الفيلم بمنحى عن أهمية الكتابة وعن القاعدة مما تسبب في فشل صناعة الفيلم، مضيفا في مداخلته أن هذا هو السبب في عدم حصول هذه الأفلام على الجوائز الدولية لغياب تفاعل الشخصيات مع الفعل في حد ذاته.
وأخيرا، قام رشيد زكي بجرد أمثلة للسيناريوهات التي تتقاطع فيها كل العناصر التي تساعد على كتابة السيناريو بشكل دقيق ومستفيض قد تساعد المخرج في تصويره وتصوره النهائي.
وفي اليوم الأخير من المهرجان، أي السبت 12 أكتوبر من نفس السنة، على الساعة الرابعة مساء، أطر الإعلامي أحمد ردسي ورشة حول الكتابة الصحفية عن السينما ومهرجاناتها، حدد فيها مستويات المهرجانات السينمائية بالمغرب، وقسمها إلى أصناف، منها الصنف الأول والثاني والثالث، وطريقة تحرير الخبر عنها، كما اعتبر هذه الورشة فرصة لمساءلة الحقل الإبداعي حول هذا الموضوع.
كما اعتمد في مداخلته على أهمية الخبر لأنه يجيب عن خمسة اسئلة منها الزمان والمكان كما يضم من جهة أخرى ثلاثة أسئلة هي ماذا وأين ومتى، ليضيف إلى أن الجانب التحريري والعملي له دور أساسي في أهمية الخبر باعتبار أن الخبر مقدس والتعليق حر، لتختم هذه الورشة باسئلة إضافية هامة أغنت هذه الورشة، من طرف الحاضرين من الطلبة والنقاد والمهتمين من بينهم الناقد العلواني وأحمد سيجيلماسي ورشيد زكي وغيرهم.
أما عشية نفس اليوم على الساعة السابعة مساء، أعلن عن جوائز المسابقة فجائزة التشخيص كانت من حظ فيلم «نيفادا 21» لمخرجيه وسيم بودراع وإليزا بودان من فرنسا، أما جائزة التحكيم عادت إلى فيلم «أنين صامت» لمخرجته مريم جبور، بينما الجائزة الكبرى كانت من نصيب فيلم «لي» لمخرجته انتصار الأزهري.
ليسدل الستار عن هذه الدورة بتكريم الفنان الكوميدي ابراهيم خاي، لما اسداه من خدمات جليلة لعالم السينما والتلفزيون والمسرح الكوميدي وبتقديم الجوائز للفائزين.


الكاتب : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 14/10/2024