مهرجان سيدي قاسم للفيلم القصير يحتفي بربع قرن من العطاء ويكرّم داوود أولاد السيد

 

وللمرة الخامسة والعشرين على التوالي، يواصل مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير تأكيد قدرته على الاستمرارية وتوسيع آفاقه، وترسيخ حضوره كحدث فني سنوي يعتمد على نشر ثقافة الصورة والسينما بين الأجيال. وتستعد المدينة لاحتضان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من 7 إلى 10 نونبر 2025، والتي ستفتتح هذا العام بتكريم خاص للمخرج المغربي البارز داوود أولاد السيد، احتفاءً بمساره الفني المتفرد وإسهاماته المتميزة في السينما المغربية
وللإشارة، فداوود أولاد السيد يُعد من أبرز المخرجين والفنانين البصريين في المغرب والعالم العربي. وُلد بمدينة مراكش سنة 1953، وتخرج في العلوم الفيزيائية من فرنسا قبل أن يتجه إلى شغفه السينمائي، حيث تابع دراسته في الإخراج السينمائي بمدرسة «FEMIS» بباريس عام 1989
تميّز أولاد السيد بثنائية فنية جمعت بين السينما والتصوير الفوتوغرافي، حيث استطاع عبر أكثر من أربعة عقود أن يبني مسارًا غنيًا بالأفلام الروائية ذات البعد الإنساني والبصري العميق، نذكر منها: «وداعًا فوران» (1998)، «حصان الريح» (2001)، «طرفاية – باب البحر» (2003)، «في انتظار بازوليني» (2007)، «المسجد» (2010)، و*»المرجة الزرقاء» (2024)*. وقد حازت أفلامه على جوائز مرموقة في مهرجانات دولية من بينها سان سيباستيان، قرطاج، نامور، تطوان، القاهرة، وواغادوغو
كما برز في مجال الفوتوغرافيا، حيث شارك في معارض كبرى بمدن مثل باريس، نيويورك، الدار البيضاء، باماكو، والدوحة، وكان ضيف شرف في أكثر من تظاهرة دولية. إلى جانب ذلك، ساهم في الإنتاج التلفزيوني عبر أعمال درامية ووثائقية، وترك بصمته في المشهد البصري المغربي من خلال منشوراته الفنية والتوثيقية
ويُعد تكريمه خلال افتتاح مهرجان سيدي قاسم، وفق المنظمين، اعترافًا برمزية تجربته التي تجمع بين الرؤية السينمائية العميقة والحس الفوتوغرافي الراصد لتفاصيل الهوية المغربية والإنسانية
و للتذكير فمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير ينظم من طرف جمعية النادي السينمائي بسيدي قاسم، وهي جمعية ثقافية نشيطة تأسست بهدف نشر الثقافة السينمائية وتوسيع قاعدة التلقي لدى الجمهور المحلي، خاصة فئة الشباب. ومنذ انطلاقته الأولى، حرصت الجمعية على جعل المهرجان منصة لتشجيع الإبداع السينمائي الشاب، وإبراز المواهب الواعدة في مجال الفيلم القصير
وتنظم الجمعية هذه الدورة الـ25 بشراكة مع المركز السينمائي المغربي، وبدعم من السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وبعض المؤسسات الثقافية الوطنية، إلى جانب مساهمات من فاعلين مدنيين ومهنيين سينمائيين، مما يساهم في خلق دينامية ثقافية متميزة داخل المدينة
ويسعى المهرجان إلى تعزيز مكانة الفيلم المغربي القصير كأداة للتعبير الفني والنقاش المجتمعي، من خلال برمجة عروض سينمائية، وتنظيم ورشات تكوينية، وندوات فكرية، ولقاءات تواصلية تجمع صناع الفيلم بنقاده وجمهوره، بالإضافة إلى عروض خاصة بالأطفال واليافعين
تشمل برمجة هذه الدورة مجموعة من عروض الأفلام القصيرة المغربية الحديثة، إلى جانب ورشات تكوينية لفائدة الشباب، وندوات فكرية ولقاءات مفتوحة مع مخرجين ونقاد، إضافة إلى أنشطة تربوية موجّهة للأطفال واليافعين
ويحرص المهرجان، منذ انطلاقته الأولى، على أن يكون منصة سنوية تجمع عشاق السينما ومهنييها، وتفتح المجال أمام اكتشاف المواهب الجديدة في الساحة السينمائية المغربية


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 08/09/2025