عرف اليوم الثاني من مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير في دورته25 أي يوم السبت 09 نونبر 2025 على الساعة الرابعة مساء لقاء حول تجربة المخرج داوود اولاد السيد ضمن برنامج (ماستر كلاس)، سيره الكاتب ادريس القري، بدار الشباب المدينة، حيث طرح مشكل صناعة الفيلم المغربي والتكوين بالإضافة إلى المعاهد المختصة في هذا التكوين وقلة قاعات العرض وشروط العرض بها… وبهذا لم يصل الفيلم المغربي على حد قول اولاد السيد إلى مستوى (تامغرابيت) الذي يتكلم عن الهوية أو عن الروح الكامنة فيه.
كما أشار اولاد السيد إلى أن هناك طابع مغربي في الكلام أو في أماكن التصوير الذي تحتويه جل أعماله، ثم اعتبر جل الانتقادات التي وجهت لأعماله تصب في منحى عن أفلامه نظرا لرؤيته المختلفة التي تمتح من نوعية تكوينه العلمي، فاهتمامه كان منصبا على عنصري الزمان والمكان التي كانت كاميراته تنفس منهما، كما أضاف بأن لا علاقة له مع المخرجين الكبار من طينة (سكورسيزي) وغيره، بل اعتمد على الواقع المغربي بتجلياته، رغم ما وصفت أعماله بأنها تهتم بالهامش وأسئلته، معتبرا نفسه مناضلا لا غير يحاول رصد الواقع بمفهومه الخاص.
واعتبر داوود اولاد السيد بأن شريطه الذي عرض في هذا المهرجان تحت عنوان «الذاكرة المغرة» إلا انعكاس لما شاهده في طفولته وعايشه.
واستشهد بفيلمين هما «باديس» و»شاطئ الأطفال الضائعين) باعتبارهما من أقوى الأفلام التي أنتجتها السينما المغربية، وللأسف كما قال أنه لم يكن عليهما إقبال من طرف الجمهور، نظرا لتفشي الأمية المعرفية والمشهدية.
أما على الساعة السادسة مساء من نفس اليوم، فقد تم بالقاعة الإقليمية للعروض – قطاع الشباب، عرض أفلام المسابقة الرسمية من المجموعة الأولى، وفي الساعة الثامنة ليلا عرضت أفلام مسابقة المجموعة الثانية.
وفي اليوم الثالث من مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير على الساعة الرابعة مساء بدار الشباب، عرف ندوة النادي السينمائي مدرسة الرؤية، بمشاركة الناقدين محمد باكريم ومحمد صولة والمخرج الشريف الطريبق، وتسيير الناقد السينمائي محمد الخيتر رئيس المركز الجهوي للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، نوه فيها محمد باكريم بمجهودات المهرجان واهتمامه بالسينما في هذه المدينة، ثم اقترح هوامشا على هامش أرضية النادي السينمائي منها مدرسة التكوين الذاتي ومدرسة للمواطنة وتربية المنزل والمدرسة ويؤمن بما تمليه بينهما هاتين الخاصيتين ويقصد تربية الشارع نوعا ما، ثم احترام الرأي والرأي الآخر وأخيرا العمل بشعار مدرسة الرؤية كانفتاح محلي بأفق كوني.
ثم تحدث عن مفهوم السيني فيليا، وهو أن تقرأ فيلما بفيلم كأداة للمقاومة الثقافية، بما أننا أصبحنا رهائن منظومة صناعة الفرجة العالمية خاصة وهي تفرض خطابا معينا يوجه المشاهد لما شاهده.
أما المخرج الشريف الطريبق، فقد اعتبر مداخلة محمد باكريم شاملة عندما تحدث عن مفهوم السيني فيليا المرتبط بالفرجة التي تنتج المعنى، كما أصر الطريبق على العودة إلى السيني فيليا بالمغرب، كما تحدث عن أفلام DVD ومدى اهتمامنا بها في مرحلة معينة من حياتنا لكن لا نجدها كأثر في المشهد السينمائي المغربي.
ثم عرج على الحديث عن سينما (البلاط فورم) وأفلام إعادة التدوير، وأشار إلى أن عددا من المخرجين السينمائيين المغاربة لم يتكونوا عن طريق (السيني فيليا) مما جعل أعمالهم تميل إلى التقنية أكثر منه إلى الأفلام التي تحمل طابعا فكريا.
بينما مداخلة الناقد محمد صولة، فقد انصبت على وظيفة النادي السينمائي كسؤال جوهري وأضاف إلى أن هذا المكون شكل غيابا في المدرسة والجامعة، مضيفا على أن الرؤية في السينما هي وجهة نظر باستعمال زوايا البصر متسائلا حول وجود رؤية موحدة، معتبرا إياها في الأخير مجموعة من الرؤى المختلفة.
وفي الساعة السابعة مساء، تم الاحتفاء بتجربة المخرج الحسين شاني وتقديمه من طرف الناقد محمد باكريم والحديث عن تجربته ومساره الإبداعي ، مع عرض لفيلميه (وأنا) و(عطر).
وأخيرا، ومن تقديم المنشطة كنزة دراز تم إهداء درع المهرجان للمخرج الحسين شاني، وقدم شريط فيديو عن أشغال المهرجان، ليليه عؤض فيلم للمخرج الشاب نسيم بلعربي تحت عنوان (صوناص) بطله الممثل حميمصة.
ثم أعلن عن نتائج المسابقة وتوزيع جوائز المهرجان والتي كانت على الشكل التالي:
تنويه خاص للطفلة مروة حنين عن مشاركتها في فيلم (لعبة ملاك).
تنويه لبطلة فيلم (الضحية).
جائزة التشخيص: لعمر مقتدر بطل فيلم (فراغ) للمخرج رشيد العماري.
جائزة السيناريو: للتهامي بورخيص عن فيلم (ها تخمامي).
جائزة الإخراج: (مرآة للبيع) للمخرج هشام أمل.
الجائزة الكبرى: فيلم (ربيع) للمخرج زكرياء خراط.
مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير يواصل فعالياته ويناقش تجربة المخرج داوود أولاد السيد
الكاتب : شفيق الزكاري
بتاريخ : 13/11/2025

