مهرجان فاس للثقافة الصوفية ينعش فاس سياحيا ويساهم في إشعاعها الروحي دوليا

بعد أن أسدل الستار على السهرة الفنية الأخيرة لمهرجان الثقافة الصوفية في دورته 12 و الذي انطلق يوم 19 اكتوبر الجاري وامتد إلى غاية 26 منه تحت شعار «من أجل إنسانية روحية في وقتنا الحاضر»، استجوبت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» عددا من الزوار الذين عايشوا فقرات المهرجان الفنية والثقافية، حيث أجمع كل المستجوبين أن الدورة 12 لمهرجان الثقافة الصوفية كانت ناجحة بامتياز، ونوهوا بكل الأساتذة المحاضرين، وبما قدمته الزوايا الصوفية التي شاركت في المهرجان، مشيدين بأداء الفنانين الأجانب والمغاربة في طليعتهم الفنان المتألق مروان حاجي و عز العرب العلوي المنشد المغربي المقيم بفرنسا، الذي كان أداؤه متميزا خلال سهرته الصوفية، حيث كان يعبر عن القطع التي أداها بكل حواسه وبحركات جسده المتناغمة مع الإلحان الصوفية الموسيقية التي صفق لها الجمهور كثيرا، كما نوه المستجوبون بالمجهودات الجبارة التي يبذلها الدكتور فوزي الصقلي، مؤسس مهرجان فاس للموسيقى العريقة ومهرجان الثقافة الصوفية، هذان المهرجانان اللذان أعطيا لفاس إشعاعا دوليا مما جعلها تستقطب كما هائلا من السياح الأجانب .
ولم يكن الأسبوع الذي ودعناه عاديا بفاس، فقد كان أسبوعا مختلفا، حيث استمتع الفاسيون وزوار فاس المغاربة والأجانب، بليالي خالدة لن تنسى واستمتعوا بأجمل الأصوات و أعذب الإلحان الشعرية لفطاحلة الشعراء الصوفيين في طليعتهم الشستري وابن عربي وغيرهما. اختلفت الإيقاعات الموسيقية.. غير أن مضامين القصائد الشعرية انصبت على ذكر لله ومدح الرسول سيدنا محمد صلي لله عليه وسلم، كما اطلع الجمهور على تاريخ الصوفية و التفسير القرآني من خلال كتاب المديد بالإشارة لابن عجيبة و غير ذلك من الموائد المستديرة حول عدد من المواضيع المختلفة التي أقيمت بالمدرسة البوعنانية التي ترجع إلى العصر المريني و التي أعيدت هيكلتها مؤخرا إلى جانب عدد من المدارس العتيقة والفنادق الكثيرة بأمر من جلالة الملك محمد السادس .
فمنذ انطلاق مهرجان الثقافة الصوفية إلى آخر محطة فيه، كانت حديقة جنان السبيل الفيحاء مزهوة بما يردد من أمداح نبوية، فأريج الورود يفوح في إرجائها و العصافير غادر الكرى أجفانها، فقد استهوتها الموسيقي والألحان الجميلة، مما جعلها تزقزق، و تنتقل بين أغصان الأشجار التي تخللتها الأضواء الكاشفة المختلفة الألوان متماهية مع روائع الأغاني والامداح الدينية.
ومساء السبت 26 اكتوبر اختتمت فقرات المهرجان بتقديم لوحة فنية تحت عنوان «نفحات الطيب» جمعت بين التمثيل المسرحي والطرب والموسيقي، حيث تألقت كل من الفنانة المغربية أمال عيوش وكورال لطيفة أمير المديرة الفنية للمهرجان وثيوفيلدو انسبوغ، وهو راهب قديم، في قراءة أشعار تغنت بالطيب و العطر وتأثيرهما على الكائنات، كما عرجت تلك القصائد الشعرية على سوق العطارين بمدينة فاس الذي اشتهر تجاره، ومنذ القدم، ببيع العطور والتوابل، حيث يكون لها وقع سحري عندما يقصد الزائرون مسجد القرويين أو ضريح المولى إدريس الثاني مؤسس فاس.
وخلال ذلك انبري صوت ملائكي صداح ويتعلق الأمر بالفنانة المغربية فاطمة الزهراء القرطبي التي أدت مجموعة من القطع الدينية الصوفية و شاركها في أدائها فرزانة جورايشي من إيران إلى جانب فرحات اوغوز من تركيا، حيث رقص على هذه الأنغام الرائعة التي عزفتها مجموعة من الشباب تحت رئاسة الفنان مصطفي عمري دراويش تركيا، لتختم هذه اللوحة الفنية المبهرة على إيقاعات الحضرة الفاسية التي أدتها مجموعة من الشابات تحت الرئاسة الفنية لكارول لطيفة امير.


الكاتب : فاس محمد بوهلال

  

بتاريخ : 02/11/2019