مهرجان «فيلم الطالب» في دورته 12 : سينمائيون شباب يترجمون شعار الحرية بوعي سينمائي جديد

 

افتتحت أول أمس الثلاثاء، فعاليات الدورة 12 للمهرجان الدولي لفيلم الطالب التي تنظمه جمعية «فنون ومهن»، بشراكة مع المعهد السينمائي المغربي والمدرسة العليا للفنون الجميلة ومقاطعة الصخور السوداء ومعهد UHPللفن والإعلام، والذي يمتد إلى غاية 15 دجنبر الجاري، والذي يحتفي بالفنان الراحل عزيز الفاضلي.
الناقد الجمالي ومدير المهرجان عبد الله الشيخ اعتبر أن لحظة الافتتاح هي» لحظة للاحتفاء بسينما الطالب في الهنا والهناك، ومن خلال الاحتفاء بهذه السينما نحتفي بذاكرة موشومة هي ذاكرة الفنان المبدع الراحل عزيز الفاضلي». واعتبر الشيخ أن اختيار شعار دال وبيلغ للمهرجان، متمثلا في «الحرية»، نابع مما تمنحه من رغبة في الانطلاق والانعتاق نحو سماوات أرحب يحتضنها الإبداع، معتبرا أن «الحرية شرط معرفي ووجودي ومسكن رمزي للفن بمختلف أشكاله ورؤاه».
الافتتاح أيضا شهد عرض شريط يوثق لأهم اللحظات في تاريخ المهرجان منذ انطلاقته الأولى في 2008، وما راكمه طيلة مساره الإبداعي والفكري من تجارب أغنت وصححت مساره، وهو ما ضمن استمراره طيلة سنواته 15، مراهنا على تقديم الأفضل كما ونوعا.
وفاء البورقادي، رئيسة المهرجان ورئيسة جمعية «فنون ومهن» اعتبرت أن رهان الجمعية هو ضمان استمرار المهرجان، ودعم السينمائيين الشباب بإضافة أصناف فيلمية أخرى كـ»فيلم الموبايل» هذه السنة، للتعبير بحرية عن أفكارهم، وذلك إيمانا من الجمعية واقتناعا منها بأن الإبداع السينمائي، كما يتمثله مهرجان «فيلم الطالب»، قد لعب دورا محوريا في التنمية الثقافية من خلال مبادراته التي استثمرت الوساطة الإبداعية من أجل المساهمة في ترسيخ قيم إنسانية نبيلة، أولها حرية الإبداع.
وأضافت البورقادي أن الرهان الذي يحدو منظمي هذا المهرجان هو «جعله حدثا جديرا بالتكوين السينمائي والثقافي داخل المغرب وخارجه»، بدعم الشركاء ومحبي الفن السابع.
حسن نرايس، المدير الفني للمهرجان، أكد أن رهان المهرجان الأول هو ضمان الاستمرارية، وترسيخ قيم التعايش والتسامح وهو رهان شباب من كل المدارس والمعاهد، ما يدفع إلى التميز وخصوصيته وعلاقته بالتكوين وسينما المستقبل.
إن مئات الأشرطة التي توصلت بها لجنة تحكيم المهرجان، يقول نرايس، دليل على أن المهرجان أصبح له إشعاع دولي ومصداقية عالمية، وهو ما يدفع القائمين عليه إلى مضاعفة الجهود ليكونوا في مستوى الانتظارات، انتظارات الجمهور وانتظارات صناع السينما الشباب الذين اجتهدوا في تقديم أعمال تتميز بالجدية والعمق في التناول والمعالجة، والتجديد في الأشكال.
وتوقف نرايس عند شعار المهرجان «الحرية»، بكل ما تحمله من رمزية، خاصة في مجال الإبداع ومع ما يقترن بها من مسؤولية أيضا، معرجا على برنامج المهرجان الذي يتوزع بين ورشات وندوات، وتكريمات وتقديم كتب تعنى بالسينما، وتدشين رسمي لبلاطو نور الدين الصايل واستوديو عمر سليم بمعهد إ.ش.ب للفن والإعلام.
وتكريما للفنان المبدع الراحل عزيز الفاضلي، تم عرض شريط وثائقي من إنجار ابنه المخرج عزيز الفاضلي، يوثق أهم محطات الراحل الفنية ، مسرحا وسينما وتنشيطا، مع عرض شهادات لعدد من زملائه الفنانين الذين أثنوا على خصال الراحل وموهبته الفنية وعشقه للسينما وللفنون، شهادات لخصها الفنان المغربي والعربي محمد مفتاح في صداقة السينما والحياة التي جعلت عزيز الفاضلي «لم يمت» في قلوب محبيه وعشاق فنه.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 14/12/2023