مهنيو النقل يقطعون .. وآخرون يضربون بكيفية سلمية واتساع رقعة الخسائر

اتسعت رقعة دائرة الخصاص في عدد كبير من المواد الأولية ومواد التموين نتيجة لإضراب مهنيي النقل، الذي أرخى بظلاله على الدينامية الاقتصادية للبلاد خلال الأيام الأخيرة، واستهدف القدرة الشرائية للمواطنين، إذ شلّت حركة عدد من المقاولات الإنتاجية والقطاعات الخدماتية، وارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه وقينينات غاز البوطان التي خضعت لمنطق المضاربة وغيرها من المواد، التي باتت معدودة على رؤوس الأصابع، ومقتصرا على أسواق دون غيرها، شأنها في ذلك شأن الدواجن، التي أصبحت هي الأخرى نادرة في بعض الأسواق، هذا في الوقت الذي اشتكى فيه أرباب ضيعات من عدم التوصل بالأعلاف مما ترتّب عنه نفوق عدد ليس بالهين منها، وجعلهم يدقون ناقوس الخطر بسبب حجم الخسائر التي تكبّدوها.

الدارالبيضاء، وبحسب مصادر “الاتحاد الاشتراكي” تعاني بدورها من تبعات الإضراب، إذ توقفّت الحركة بالنسبة لعدد من صناع وتجار المنتجات الجلدية الذين افتقدوا لمادة الاشتغال الأولية التي تعدر وصولها إليهم، شأنهم في ذلك شأن أرباب حمامات تشغّل أفرانها بالخشب التي نفد مخزونها، بالمقابل لم تتضرر حركية سوق الجملة للخضر والفواكه أمس الأحد بشكل كبير، إذ تمكّنت شاحنات النقل القادمة من ضواحي العاصمة الاقتصادية من ولوج السوق محّملة بالخضراوات والفواكه، خلافا لتلك القادمة من أكادير التي وصل عدد منها معدود على رؤوس الأصابع نتيجة لمحاصرتها، خلافا لبلاغ الوزارة الذي أشار إلى الوصول إلى اتفاق مع المهنيين بأربع نقط وتعليق الإضراب؟
إضراب يتّسم بسلاسة وبحرية في ممارسة هذه الخطوة بمناطق، في حين أنه في مناطق أخرى اتخذ طابع الإجبار، إذ وجد عدد من السائقين المهنيين أنفسهم في وضعية منع قسري من التحرك من طرف مهنيين آخرين شكلوا قوى ضاغطة تحول دون مواصلة السائقين غير المضربين لمساراتهم الطرقية باستعمال التهديد والوعيد، وهو ما وثقته عدد من التسجيلات المتداولة، فضلا عن التسبب في عرقلة السير وقطع الطرقات بواسطة الحجارة أو باستعمال الشاحنات، هذا الحصار الذي تسبب في خسائر متعددة لعدد من المتضررين على الصعيد الوطني، ومنهم الفلاحون والمزارعون بمناطق ملوية العليا، الممتدة بين إقليمي ميدلت وخنيفرة، نموذجا، الذين تراكم المنتوج المجني من ضيعاتهم، وهو نفس الوضع بمناطق أخرى، التي يطالب أصحابها بالتعويض عن الأضرار وبفتح الطرقات، مما اضطر السلطات المختصة إلى التدخل في عدد من المواقع للحيلولة دون استمرار هذا النوع من الحصار، وتمكين الراغبين في التنقل من مبتغاهم، في حين أنه وفي مناطق أخرى كان تحرك السلطات بها “محايدا”؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 05/11/2018