موازين يعود في دورته العشرين والمغرب ينصت لإيقاعات العالم من جديد

 

تستعد العاصمة الرباط لتفتح ذراعيها مرة أخرى لعشاق الموسيقى من كل جهات الأرض، مع اقتراب انطلاق الدورة العشرين من مهرجان «موازين – إيقاعات العالم»، ما بين 19 و28 يونيو الجاري.
هذه الدورة، التي تأتي بعد عقدين من التراكم الفني والثقافي، تحولت قبل بدايتها إلى حديث الناس في الشارع والمقهى والمنصة الرقمية، حيث عاد اسم موازين ليتصدر المزاج الصيفي للمغاربة، بعدما بات يشكل موعدا ثابتا في ذاكرة الجمهور وعشاق الإيقاع.
هذه الدورة تحمل رمزية خاصة، فهي تنهي عشرين سنة من الحضور والنجاح، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الثقافي، حيث تتقاطع الأصوات واللغات والجنسيات، من مصر إلى لبنان، ومن المغرب إلى أميركا، في تظاهرة تعيد للرباط دورها كعاصمة فنية بإشعاع دولي. أولى الليالي ستكون مصرية بامتياز، مع كارمن سليمان التي تطل يوم 19 يونيو من المسرح الوطني محمد الخامس، في افتتاح رسمي يعكس الرغبة في الانطلاق بصوت شبابي يحمل لمسة الأصالة.
أما المسرح ذاته فسيشهد في ليلة 26 يونيو واحدة من أقوى لحظات الدورة، مع عودة كاظم الساهر بعد غياب طويل، في سهرة يتوقع أن تتحول إلى لقاء حميمي بين صوت العراق ومشاعر المغاربة الذين طالما غنوا مع «مدرسة الحب» و»أنا وليلى».
وفي الجانب الآخر من المدينة، تستعد منصة النهضة لاستقبال شيرين عبد الوهاب يوم 28 يونيو، في ختام فني لا يقل توهجا، حيث ستقف صاحبة «كدة يا قلبي» وجها لوجه أمام جمهور يعتبرها واحدة من أبرز الأصوات العربية المعاصرة، بصحبة فرقة موسيقية حية بقيادة مدحت خميس.
الدورة العشرون تحمل مفاجآت عديدة، بينها حضور أسماء عربية تحظى بمتابعة واسعة، مثل نانسي عجرم التي ستغني يوم 22 يونيو، وميريام فارس التي ستشعل المنصة في 26 يونيو، إلى جانب الفنان التونسي نوردو، الذي يحضر للمرة الأولى إلى المهرجان في سهرة مرتقبة يوم 23 يونيو.
كما سيكون الجمهور على موعد مع محمد حماقي في 21 يونيو، وتامر عاشور في 24 يونيو، في تأكيد على الحضور المصري القوي في هذه النسخة.
و من المنتظر أن يشارك فنانون عالميون إلى جانب فرق إفريقية ولاتينية، في تنويع يجسد شعار المهرجان نفسه: «إيقاعات العالم». ا
وستتحول الرباط خلال هذه الأيام إلى عاصمة مزدوجة، مدينة للاحتفال وممر للذاكرة، حيث يلتقي الفنان بالجمهور دون وسيط، ويذوب الاختلاف في مزيج موسيقي يكرس التعايش والانفتاح.
موازين تجربة وجدانية جماعية، كما وصفها العديد من المتتبعين تبنيها أصوات وتعاش في لحظات لا تنسى، ولهذا فإن انتظاره بحد ذاته صار جزءا من طقوسه.
بين المسرح الوطني ومنصة النهضة ومنصات أخرى موزعة بين السويسي وسلا وأبي رقراق، يمتد النغم من الحناجر إلى الأزقة، ومن اللافتات إلى الحوارات اليومية، في بلد يعرف أن الموسيقى قد لا تحل المشاكل، لكنها تداوي التعب وتمنحنا ما نحتاجه لنكمل الطريق.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 16/06/2025