أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، أول أمس السبت، أن كأس الأمم الإفريقية ستقام كل أربع سنوات بعد النسخة المقررة في 2028، في تغيير كبير لما هو حاليا حيث تقام البطولة كل عامين.
وكشف موتسيبي عن هذا التغيير ضمن إعادة هيكلة شاملة لكرة القدم في القارة، قائلا «لضمان أن يكون تقويم كرة القدم العالمي أكثر انسجاما».
وكان تنظيم البطولة كل عامين يشكل مصدرا أساسيا للإيرادات بالنسبة للاتحادات الوطنية الإفريقية، لكن موتسيبي أوضح أن إطلاق بطولة سنوية جديدة تحت اسم «دوري الأمم الإفريقية» على غرار دوري الأمم الأوروبية، سيساعد في تعزيز الموارد المالية بدلا من ذلك.
وقال موتسيبي للصحافيين في الرباط، عشية المباراة الافتتاحية لنسخة المغرب «تركيزنا الآن على هذه النسخة من كأس الأمم، لكن في 2027 سنذهب إلى تنزانيا وكينيا وأوغندا، والنسخة التالية ستكون في 2028».
وأضاف أن عملية تقديم طلبات الاستضافة ستفتح أمام الدول الراغبة في تنظيم نسخة 2028 من البطولة.
وتابع «ثم بعد كأس العالم للأندية في 2029 سنطلق أول نسخة من دوري الأمم الإفريقية… مع مزيد من الجوائز المالية، ومزيد من الموارد، ومزيد من المنافسة. وكجزء من هذا التعديل، ستقام كأس الأمم الإفريقية مرة كل أربع سنوات».
وتقام البطولة القارية كل عامين منذ النسخة الأولى عام 1957، لكنها واجهت خلال السنوات 15 الأخيرة صعوبة في إيجاد مكان مناسب ضمن الروزنامة العالمية المزدحمة.
وستكون نسخة المغرب الثامنة في غضون 15 عاما، منذ نسخة 2012 التي أقيمت في غينيا الاستوائية والغابون.
وأقيمت نسخة 2019 في مصر خلال شهري يونيو ويوليوز، في خطوة ابتعدت عن الموعد التقليدي في بداية العام، واعتبرت وسيلة لإرضاء الأندية الأوروبية الكبرى عبر تجنب إقامة البطولة في منتصف موسمها، كونها تفقد خدمات العديد من لاعبيها في مرحلة مهمة من الموسم خصوصا الدوري الانكليزي.
لكن النسختين الأخيرتين في الكاميرون عام 2022 وكوت ديفوار عام 2024، عادتا إلى موعد يناير – فبراير لتجنب التزامن مع موسم الأمطار في تلك المناطق.
وكان من المقرر أن تقام النسخة الحالية في يونيو ويوليوز من هذا العام، لكن الاتحاد الإفريقي اضطر إلى تأجيلها إلى الشتاء بسبب النسخة الأولى من كأس العالم للأندية الموسعة لفيفا في الولايات المتحدة، كما لم يكن بإمكانه تنظيمها في يونيو المقبل بسبب كأس العالم 2026. كما لم يعد بإمكان «كاف» إقامة البطولة في يناير وفبراير بسبب الصيغة الجديدة لدوري أبطال أوروبا، والتي أصبحت مبارياتها الأخيرة في دوري المجموعة الموحدة تقام في الشهر الأول من كل سنة.
وكان الحل هو بدء البطولة في دجنبر واستمرارها حتى العام الجديد، في فترة تتوقف خلالها بعض الدوريات الأوروبية التي يلعب فيها العديد من النجوم الأفارقة.
وقال موتسيبي إن هذا التغيير، إلى جانب إطلاق دوري الأمم، جاء «لضمان أن تكون روزنامة كرة القدم العالمية أكثر انسجاما «، مضيفا «بالطبع واجبنا الأساسي هو تجاه كرة القدم الإفريقية، لكن لدينا أيضا واجب تجاه اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في أفضل الأندية الأوروبية».
وتابع «نريد أن نضمن وجود مزيد من التنسيق وأن تسمح الروزنامة العالمية لأفضل اللاعبين الأفارقة بالتواجد في إفريقيا كل عام».
وأوضح أن دوري الأمم السنوي الجديد سيبدأ بشكل إقليمي، بحيث يضم 16 منتخبا في كل من مناطق الشرق والغرب والوسط – الجنوب، وستة منتخبات في شمال القارة.
وستقام المباريات في شتنبر وأكتوبر، على أن تجتمع أفضل المنتخبات من كل منطقة في النهائيات التي ستقام في مكان واحد خلال نونبر، وجميعها خلال النوافذ الدولية.
واوضح أن قيمة الجوائز المالية لكأس الأمم في المغرب سترفع، بحيث يحصل الفائز على عشرة ملايين دولار، مقابل سبعة ملايين دولار حصل عليها الفائز في نسخة ساحل العاج عام 2024.
كما أشار موتسيبي إلى أن النسخة الحالية تحظى بمشاهدة من 190 دولة وهو رقم قياسي يبرز مدى أهمية كرة القدم الإفريقية، بعد الانجاز الرائع للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 عندما بلغ نصف النهائي وأنهاه في المركز الرابع.
وختم رئيس الكاف كلامه بأن الهدف الأساس الذي تسعى إليه القارة هو أن تصبح بطلة للعالم، مشيرا إلى أن الهدف في مونديال 2026 سيكون تحقيق أفضل من 2022 «أي بلوغ المباراة النهائية».
موتسيبي يعلن من الرباط .. أمم إفريقيا كل أربع سنوات وعشرة ملايير سنتيم للبطل ومسابقة جديدة بداية من 2029
بتاريخ : 22/12/2025


