موتى الدارالبيضاء بين يدي الهلال الأحمر..والمكفوفون يتولون جمع الحيوانات الضالة؟

 

ستعرض على أنظار مجلس مدينة الدارالبيضاء خلال دورة ماي القادمة، نقطة تتعلق بموتى المدينة ، ذلك أن اللجنة المكلفة بالثقافة والرياضة والشؤون الاجتماعية، تدارست خلال اجتماعها في الأسبوع الأخير مشروع اتفاقية تتعلق بهذا الموضوع في أفق طرحه على المجلس.
الاتفاقية تقضي بتفويض عملية القيام بالإجراءات المتعلقة بالمتوفين، إلى الهلال الأحمر المغربي، حيث سيصبح هو المسؤول الرئيسي على معاينة المتوفين ومنح رخص الدفن بالإضافة إلى شهادة الوفاة.
من أجل ذلك خصصت الجماعة الحضرية للدارالبيضاء، مبلغ 350 مليون سنتيم للهلال الأحمر سيتقاضاها في كل سنة منها 240 مليون سنتيم ككتلة أجور لفائدة 20 طبيبا، سيعينهم الهلال للقيام بهذه المهمة، على أساس أن يتقاضى كل طبيب 10 آلاف درهم في الشهر، ومنها 110 مليون سنتيم سيصرفها الهلال على عملية التحسيس والتوعية فيما يخص مرض داء السكري.
موضوع التفويض هذا أثار الكثير من الملاحظات من لدن المتتبعين، منها أن طبيبا داخل المجلس له ارتباط مع هذه «الهلال الأحمر»، كما أثيرت تساؤلات أخرى بخصوص: وهل من اختصاص الهلال وحده القيام بنقل الموتى والتحسيس بالعملية، ثم هل كانت هناك دراسة قبلية لتحديد المبلغ المذكور؟
معلوم أن المجلس كان قد وقع في وقت سابق اتفاقية مع أطباء متقاعدين أو مستقلين عن الوظيفة العمومية، للقيام بهذه المهمة لكن أثناء صرف المستحقات لهؤلاء الطباء وجدت الجماعة صعوبة مع مصالح وزارة المالية التي لم تجد الخانة القانونية لصرف مستحقاتهم.
اليوم ونحن على عتبة تطبيق سياسة اللاتمركز لماذا لم يتم عقد شراكة أو اتفاقية مع المديرية الجهوية للصحة، إذ هي المخول الأول للقيام بعمليات التحسيس ومراقبة مرضى داء السكري وتوفير أطباء لمعاينة الموتى؟
في موضوع آخر تدارست اللجنة اتفاقية أخرى تدعو بدورها للتساؤل والدهشة.
معلوم أن هناك حيوانات ضالة تجوب المدينة، وكانت مصالح حفظ الصحة البلدية هي من يقوم بمحاربتها وكانت هذه المصالح تجمع ما لا يقل عن 12 ألف كلب ضال يتم حرقها ، بالإضافة إلى عشرات الأبقار والبغال والحميرتحال على المحجز البلدي، وبعد مرور 15 يوما ولم يظهر أصحابها يتم بيعها في المزاد العلني، وتودع المداخيل في خزينة الجماعة.. الآن قررت اللجنة المجتمعة أن تكلف جمعية المكفوفين نعم جمعية المكفوفين، بالقيام بعملية جمع هذه الأبقار والأغنام والحمير والبغال وإبعادها مباشرة عن الدارالبيضاء ، بنحو 50 كيلومترا مقابلة منحة سنوية لا تتعدى 5 ملايين سنتيم؟؟.
المكفوفون علينا دعمهم حتى دون أداء أي مهمة فكيف نسمح بإعطائهم هذه المنحة المحتشمة مقابل خدمة، يعلم من مارسها أنها تتطلب جهدا لوجيستيكيا مهما كالوقود واداء التعويضات لمن سيقوم بتعقب هذه الحيوانات بالإضافة الى شاحنات وغيرها، ثم ألم تظهر سوى هذه المهمة كي نكلف بها هذه الشريحة؟


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 01/05/2019