موسمان دراسيان بعد كورونا….ما النتيجة؟

 

إن المتتبع للشأن التربوي بالمغرب خلال فترة وباء كورونا، يكاد يجزم بما لا يتيح مجالا للشك أن الوضع التربوي والتعليمي ببلادنا ازداد سوءا عما كان عليه من قبل، فلا يختلف اثنان على أن المستوى التعليمي للمتعلمات والمتعلمين انحدر إلى الحضيض، مع ضعف مهول على مستوى الكفايات الأساس، الأمر الذي يشكل تحديا أمام المنظومة التربوية ككل.
لقد كان لإنجاح المتعلمات والمتعلمين في جل المستويات بدون امتحانات أثر مدمر على المستويات المستقبلة والمستقبلية، فبالنظر إلى مستوى الثانوي مثلا، شهد موجة صادمة من التلاميذ الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، ينضاف إلى ذلك تدني شديد وملموس للمستوى السلوكي والأخلاقي، مما ينذر بكارثة، ويدق ناقوس الخطر، في انتظار تصدير الأزمة للجامعات والمعاهد العليا.
هذا الوضع الكارثي يستدعي بالضرورة البحث عن حلول ناجعة، آنية وعلى المدى البعيد، لتخفيف هذا الأثر الذي سيمتد وينعكس لاحقا على كل مكونات وميادين المجتمع.
إن الاستثمار في مجالات الطاقة والفلاحة أمر جيد وله انعكاس إيجابي على الاقتصاد والبنية التحتية وغيرها، لكن الاستثمار في العنصر البشري له عظيم الأثر في الازدهار والتقدم، وقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت**فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وصار لسان حال هيئة التدريس في الوقت الراهن ما قاله الشاعر إبراهيم طوقان من قبل :
شوقي يقول وما درى بمصيبتي***قم للمعلم وفّه التبجيلا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة***لقضى الحياة شقاوة وخمولا
فإلى متى سيستمر هذا النزيف الذي يدمي شباب الغد؟ وماهي الحلول الآنية لوقف هذا النزيف الأخلاقي والتعليمي؟

(*)أستاذ الثانوي التأهيلي


الكاتب : مودنان مروان (*)

  

بتاريخ : 31/03/2022