شهد مدخل المعهد البلدي بالدارالبيضاء(الكونسرفاتوار)، صبيحة يوم الخميس 4 يوليوز الجاري، وقفة تنديدية قام بها مجموعة من الأساتذة الموسيقيين.
وقد عبر الأستاذ جلال، أستاذ القيثارة بالمعهد ومندوب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خلال حوار خص به الجريدة، نيابة عن جميع الأساتذة،عن استيائه من الوضعية التي يعرفها هؤلاء، مضيفا بأنهم سبق وقاموا بوقفة مماثلة منذ ما يقارب الأسبوعين، وكان الهدف هو التنديد بالوضعية المزرية التي يعيشها أستاذ التعليم الفني بصفة عامة بمختلف مقرات عمله التابعة للمجلس البلدي بالدار البيضاء والتي تبلغ حوالي 11 معهدا، وبالتالي فهم يطالبون، أولا، أن يحل هذا الوضع الذي يجعل الأستاذ لا يستفيد من أي ترقية أو تغطية صحية أو تعاقد… إلخ، ثانيا، الحصول على رواتبهم التي تم توقيفها منذ سبعة أشهر بدون أدنى تبرير، ثالثا المطالبة بتسيير تشاركي لهذا المعهد… واستمر في حديثه مستنكرا تعنت الإدارة وعدم رغبتها في الجلوس على طاولة الحوار، علاوة على إعطائها لوعود لا تفي بها، بل الأدهى أنها تهدد بسجن بعض ممن يمارس حقه القانوني في الاحتجاج.
كما صرح بوشعيب الطالعي، الكاتب العام للمكتب النقابي لأساتذة التعليم الفني بالدار البيضاء، بأن: «الأشخاص القائمين على الشأن المحلي، بمن فيهم الثقافي، يتعاملون مع مشكل الأساتذة باستخفاف وإهانة ومنطق الاستعباد والاستبداد…»، مضيفا أن الأساتذة بحكم القانون، خاصة قانون 1942، كان يجب أن تسوى وضعيتهم منذ مدة، مردفا أن مطالبهم، في هذا الشأن، تتضمن شقين، الأول تسوية الوضعية بنسبة شمولية للأساتذة المتفرغين وثانيا توفير ظروف تحفيزية للمتعاونين.
من بين المحتجين أيضا أساتذة يقرون بأنهم يعانون من جراء توقف رواتبهم، منهم حميد، وهو أستاذ بالمعهد البلدي منذ 17 سنة، وقد صرح بأنه مهدد بالطرد من منزله بسبب عدم قدرته على الالتزام بدفع ثمن كراء المنزل، فضلا عن كون مرض زوجته المزمن يتطلب منه مصاريف إضافية من أجل التطبيب، خصوصا وأنه المعيل الوحيد لأسرته المتكونة من أربعة أبناء. وكذا كريمة، أستاذة الطرب الأندلسي منذ 30 سنة، التي تشكو من كونها لا تتقاضى سوى 1500 درهم شهريا، ورغم طول مدة الخدمة هاته، فهي بدون تغطية صحية أو تقاعد أو حتى سكن لائق.
هاته الوقفة الاحتجاجية لم تعرف حضور المتضررين فقط، بل حضرها آخرون للتعبير عن تضامنهم مع قضيتهم، من بينهم وليد بن سليمة كبير الجمعويين بالمغرب ورئيس جمعية «سيدتي المغربية»، الذي ركز على كون الأستاذ الفني يعتبر مرآة لمجتمعه وسفيرا لبلده في العالم، وعلى هذا الأساس فهو يستحق كل التقدير والاحترام، وصرح بأنهم، كمجتمع مدني، متعاطفون مع أساتذة التعليم الفني، خصوصا وأنهم يعانون في صمت طيلة السبعة شهور الأخيرة، وانطلاقا من ذلك فقد وجهوا رسالة لجلالة الملك محمد السادس لطلب استقبالهم قصد طرح قضيتهم عليه، وقد تم بالفعل التجاوب مع مطلبهم حيث سيتم استقبالهم في غضون شهر غشت المقبل.
من جهتها، ولتأكيد دعمها، حضرت للوقفة الاحتجاجية، سعاد شوقي، أول سيدة عازفة على آلة القانون بالمغرب وزوجة الفنان الراحل أحمد سليمان شوقي، الذي سبق وتولى إدارة المعهد البلدي، وصرحت هي الأخرى بأنها جاءت لتساند الأساتذة، نظرا لما يعانيه هؤلاء من ظروف معيشية قاسية مستشهدة بقولة « إذا أردت أن تتعرف على بلد ما، فانظر لتقدم فنه»، واسترسلت في تحليلها متسائلة: «كيف للفن أن يكون متميزا إذا كان يتم إغفال وضعية الفنان الذي يمثله !؟» قبل أن تختم قولها بمناشدة السلطات العليا للتدخل من أجل حل مشكلة هؤلاء الفنانين الذين يعانون جراء وضعيتهم المزرية على مستوى السكن والصحة بل أحيانا حتى القوت اليومي !
موسيقيو «الكونسرفاتوار» ينددون بأوضاعهم المزرية ويحتجون أمام معهد الموسيقى بالدار البيضاء
![](https://alittihad.info/wp-content/uploads/2019/07/المعهد-البلدي.jpg)
الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 08/07/2019