اخْلَعْ حذاءكَ
ثُمَّ قلبَكَ
عندَ عتبةِ الشارعِ،
وَادْخُلْ من حيثُ أمَرَتْكَ الرغبةُ
والْبَسْ
أيَّ رذيلةٍ شِئْتَ !
واقتربْ بروحِكَ زُلْفى
إلى شفا حفرةٍ من الكونِ؟؟
إنَّها العاشرةُ ليلاً
وبعضُ الطلبة يَطْهون أفكارَهُم
فوق نارٍ هادئةٍ؟ !
بينما البعضُ
يجوبون الضوضاءَ
خارجَ فسحةِ أحلامهمْ… !
أتساءلُ:
لماذا يتسلَّلُ وجهُ المدينةٍ
لِواذاً
نحو هذه الثغرةِ الباردةِ؟ !
رُبّما ليَدُسَّ فيها جبهتَهُ
التي اشتعلتْ طوالَ الضوءِ
بالعَبثِ والقهْقَهاتِ !
الحاديةَ عشرةَ ليلا
تتشرَّدُ الموسيقى
بين رقصاتِ الحمقى
ونشازِ المغنيين
وعَويلِ الضحكاتِ..
الثانيةَ عشرةَ
يخرجُ الأمواتُ
للبحث عن قيلولةٍ
في بطنِ الليلِ؟
هروبا
من تَهاليلِ الجماجمِ
وقِصَصِ النُّشورِ..
الواحدةُ إلاّ رُبع
بدأتُ ألتقطُ الضجيجَ
المُنبعثَ من الحاناتِ،
وصُراخَ الدخّان
الذي يرْمونَ بِهِ
دونَ شفقةٍ
على صُدور العاهراتِ !
الواحدةُ والنصف
الخطايا أَيْنَعَتْ
وَلَمْ يَحِنْ قِطافُها
بَعدُ،
سياراتُ الرونو
تخطفنَ الشقراوات
من فَمِ الكورنيشِ
خوفاً مِنْ أنْ يَبْتلِعَهُنَّ
البحرُ !
الثانيةُ والربع
تتلاقَحُ الأنْفاسُ
بينما تهربُ القلوبُ
نَحوَ الأرضِ
لتضيعَ بينَ أرجلِ المارَّةِ !!
تترامى الأجسَادُ
على الأجسادِ
وَتَنْطَفِئُ المشاعرْ
كالسّجائرْ..
الثالثةُ ليلاً
يتعطّرُ السّكارى
بأوراقِ الكاليبوسْ
حتى يَحْموا أنفسهم
من مَأزقِ الزُّكامِ
خاصة
وأن هَياكِلَهمْ تجرّدتْ
لحظةَ تقديمِهِمْ
القرابينَ لعشيقاتهمْ…؟
الرابعةُ صباحاً
الصيادونَ
يقذِفونَ بالرصاصِ
في أرحامِ بُندُقيّاتِهمْ
ويسْتعدّون
لإلغاء المشهد
قبل استيقاظِ الشمسِ
وضحايا الظلام.
الخامسةُ صباحا
هديرُ الفجرِ قادمٌ
الصَّومعاتُ
توقظُ كل هذه الغَفْلَةِ
عبْرَ مكبّرات الصوتِ
بينما تَهْذي الأفواهُ
بِرَفَثٍ خافتٍ !؟
الخامسةُ والنِّصْف
تتقيّأُ المدينةُ
ما تبقّى في أحْشائِها
من الجُثَثِ !
وتصْفعُ ذاكرتَها
برشفةِ قهوةٍ
أو رَشْفَتَيْنِ…
ثُم تَرْفُو
مزَقَ فستانِها
عَلَّهُ يواري بقايا عوراتِها
وتتهيأُ لاستقبالِ
وفدٍ هائلٍ
من القَساوِسَةِ
والأعيانِ
وأحفادِ الأوْتانِ…
“ميرامار” شارع بمدينة مرتيل