تجري يومه الجمعة دورة استثنائية لمجلس مدينة الدارالبيضاء بنقطة واحدة وهي دراسة الميزانية، بإطلالة على وثائق الميزانية سيتضح منذ الوهلة الأولى أن العمدة قائدة التحالف الرباعي الذي يضم الاتحاد الدستوري الحزب القوي داخل التحالف والبام والأحرار والاستقلال، لم تكلف نفسها أي عناء بمعية الحلفاء حيث اعتمدت ذات الأرقام التي كان يعتمدها العماري العمدة السابق عن حزب العدالة والتنمية ، إذ لم يتضح من خلال التبويب المعتمد أن الميزانية المقدمة هي ميزانية التوازنات بين المداخيل والمصاريف ليس إلا، إذ تغيب اي رؤية واضحة حول التوجه الذي سينهجه هذا التحالف طيلة تدبيره للشؤون الجماعية للمدينة، ولم يلمح هذا المجلس ولو بإيحاء بسيط من خلال الأرقام المقدمة، على انه يأخذ بعين الاعتبار مخلفات وإكراهات كوفيد، أما الاستراتيجية فهي ضبابية، ولم تشر بوصلة وثائق الميزانية إلى توجه التحالف هل سينصب على المشكل الاجتماعي أو البيئي أو الاستثماري أو البنية التحتية.. وما إلى ذلك إذ اكتفوا بملء الخانات الخاصة بالمصاريف الاعتيادية كأجور الموظفين، وما إلى ذلك من المصاريف كان من الممكن أن يملأه مدير المصالح بدون ضجيج اعتمادا على ما خلفه العماري في مكتبه .
بداية القصيدة كفر كما يقال، ومن هنا يتضح بأن الأغلبية المسيرة للمدينة لم تشتغل على أي برنامج خاص بالمدينة قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع لافتقادها إلى مشروع حقيقي، يواكب ما تحقق من خلال البرنامج التنموي للدارالبيضاء 2015/2020، وما يزيد الطين بلة أن المجلس الحالي غير منسجم تنخره التصدعات والأنانيات.