مَا نَدْعُوهُ الْوَرْدَةَ

1
مَا لَيْسَ فِيهِ لُبْسٌ،
نَقِيٌّ مِنَ الطَّبَقَاتِ وَصِرَاعِهَا.
فَائِضُ قِيمَةٍ مُنَزَّهٌ عَنْ عَرَقٍ جَفَّ.

2
لِلَغُبَارِ أَنْ يَتَرَسَّبَ فِي جِهَاتِهَا الْبَاطِنِيَّةِ.
مَحْضُ تَرَفٍ أَنْ نَتَنَادَى،
بِالْفُؤُوسِ،
إِلَيْهِ.
مَحْضُ
بَذْخٍ زَائِلٍ،
مَحْضُ
شَظَفٍ مُفْتَرىً عَلَيْهِ.

3
قَطْرَةُ النَّدَى
وَيْلٌ لَهَا مِنْ قَطْرَةِ عَرَقٍ.

4
تُسْأَلُ الْوَرْدَةُ في سَاقِهَا؛
مَا لِهَذَا الرَّسُولِ بَيْنَ لَيْلِكِ وَنَهَارِكِ قَدْ خَانَكِ؟
تُسْأَلُ فِي الَّذِي تَأَفَّفَتْ مِنْهُ،
تُسْأَلُ فِي الظَّمَأِ،
تُسْأَلُ فِي الْمُشْكِلِ مِنْ دَلاَلاَتِهَا عَلَى الْمُفَسِّرِينَ.

5
مَا يُقَالُ فِيهَا
يُقَالُ عَنْهَا؛
مُبْتَدَأُ رَعْشَةٍ وَخَبَرُهَا.

6
بِاسْمِ وُجُودِهَا، فِي ضَيْقِ بَابِهِ وَاتِّسَاعِ بَهْوِهِ، تَلْهَجُ رُوحٌ دَقِيقَةٌ لاَ تُرَى بِالعَيْنِ لَكِنَّهَا تَحْتَوِيهِ وَتُنِيرُهُ:
أَضَلَّتْكُمْ عَلَى عَمَاكُمْ
وَهَدَتْكُمْ عَلَى بَصَرِهَا.
بِاسْمِهَا أَيْضاً يُغْلَقُ بَابٌ وَيُفْتَحُ بَابٌ.

7
{صِفْ لِي،
يَا مُغَسِّلَ الْفِكْرَةِ الْمَيِّتَةِ،
عِطْراً أَفُوحُ بِهِ فِي مَأْتَمٍ}
تَقُولُ الْوَرْدَةُ.

8
تُقْرَأُ آخِرُ أَوْرَاقِهَا
كَمَا تُقْرَأُ حَاشِيَةٌ فِي كِتَابٍ.

9
لَيْتَ الَّذِي يَعْرَى عَنْ أَبْيَضِهَا يَعْرَى عَنْ أَحْمَرِهَا. ذَهَبنَا لِلَّذِي الْتَمَعَ فِي الْيَدِ الشِّمَالِ وَانْطَفَأَ فِي الْيَدِ الْيَمِينِ أَنْظَارُنَا عَلَى مَحْفَلِ السَّتَائِرِ الْبَيْضَاءِ، شَفَّافَةً، تَتَهَادَى فِي ضِيَافَةِ الرِّيحِ. وذَهَبْنَا بِمَنَاجِلِنَا حَيْثُ يَقْتَضِي الذَّهَابُ الصَّلَوَاتِ وَحْدَهَا. وَرَفَعْنَا ما يُنْبِئُ عَنْ فَزَعٍ مُجَسَّدٍ بِسَاقٍ وَ بِلاَ رَأْسٍ. تَأَتَّى لِلْفَمِ كُلُّ شَيْءِ بِمَا فِي ذَلِكَ مَا أُدِينَ بِهِ وَمَا تَحَاشَاهُ. لَيْتْ الَّذِي عَادَاهَا مِنْ جِهَةِ سِيَاقِهَا نَاصَبَهَا الْوَلاَءَ مِنْ جِهَةِ سَاقِهَا.
قُلْ كَلِمَتَكَ عَنِ الْوَرْدَةِ،
لَنْ تُحْمَلَ عَلَى ظَنٍّ أَوْ يَقِينٍ.

10
مَا أَبْعَدَهَا،
إِذْ تَتَنَبَّأُ،
عَنِ التَّمِيمَةِ فِي ذُبُولِهَا.
مَا أَقْرَبَهَا،
فِي الْيَنَاعَةِ،
لِكَلِمَةٍ شَفِيفَةٍ تَحْجُبُ الْغَيْبَ وَغَابَاتِهِ.


الكاتب : أبوبكر متاقي

  

بتاريخ : 19/12/2025