مِيسَاو مِنْ جَبَلِ سَرْغِينَة

1
نجمتانِ
هما عيناكِ
حين تومضانِ
أكتوي باللظى
ولا أبرحُ مكانا..
زاده الظلامُ
نورا.. !

2
زادني اتسّاعُ
حدقتيْ الفجر
انبلاجا
وانكشافا
في كلّ مرة أتقافزُ
فرحا بحبّات البَرَد.

3
البرْدُ شريرٌ يا ميساو
يشدّني إليكِ كإطبَاقَةِ شَفَتينا.
يُبْعِدُني عنكِ..
إذا ما تَواقَعْنا صُدْفة
ولامستْ كفّ المنى
بياضَ الثلج
في غفلة من المرآة السّحرية.

4
الرّجُلُ الجَزرة
يَتَضَاحَكُ!
ويُومِئ إلى السّماء..
طيورٌ بمنَاشِير
تجرّبُ صَوتها
في مكبر الصّوتِ!
وتخطبُ في الملإ
عنْ كنزِ جَبَلِ (سَرْغِينة)!

5
تهافتَ القومُ
ينظرونَ
جُيُوبَهم المنخورَة.
قدَرهم الموبوءَ بالوَيْلاتِ
أنْصَافَ ظلالهم..
أشكالهم المكعّبَة
المُحدّبة..
المُقعّرة
ينظرون وقد أعماهم الصّهدُ
يبّسَهُم
كأجثاثِ نباتِ الغُول.. !

6
قالَ قائلٌ:
– نَصِيبي مِنَ الكنْزِ
أَشْتَري بهِ أَعْوَادَ ثِقَاب.
لِتَلْتَهِمني النَّارُ
لَذَّتي بِطَقْطَقَةِ عِظامي لا تُوصَفُ
كأنّي أعْزِفُ في حَفلِ شِواء.. !

7
وقال آخر:
– نصيبي اتخذتُه مهرا معجّلا
لميسَاو
العرسُ على سَفْح الجَبل
والصّدى
يُعِيدُ أغنيَة (لمسناوة).

8
قالَ الفقيهُ: الكنزُ لي
خبّرني (عَيْروض)
وأنْتم
نَعَم
أنْتم.. !
نَصيبكم في الجنّة
أتكفُرون؟
أخرجُوا أسْلحتكم
شدّوها إلى أياديكم
اصطفّوا، وتراصّوا، واعتدلوا.. !
مَنْ مِنْكُمْ سَيْف بن ذي يَزَن؟
ومنَ منكنّ ميسَاو؟

9
السّيوفُ في أغمادِهَا
نالهَا العَجز
هَرمت،
كمَا هَرمت عُقُولهم.
والفقيهُ بسَيْفين.. !
يخصِي قَصَائد الشّعراء
وأغنية ميسَاو الأخيرة.
وينفثُ آخرَ تَعَاويذه
فيتمخضُ الجبلُ
عَنْ كِذبة كبيرة.

10
عَيْرُوضُ
شُقّ الجبلَ نِصْفَين
واحذرْ
نَجْمة في عَيْنِ مِيسَاو
لا تتعجّل قِراءة
طَالعها.. !
الكنزُ أوّلا.
لا يُغْرِيكَ جَمَالها
الكنزُ أوّلا.
زُمَّ شفتيكَ..
سَيُؤذيكَ طعمُ الثلجِ بفمِهَا
لا تُحَاول.. !
فإنّ لهَا طاقَة البلور
وزهو الملائِكة
وشفاء هَوْمِ المجوسِ.

إنّهَا بكلّ بَسَاطة
ميسَاو..!
قصيدةٌ مجدليّة
قد تُبْطل تَعْزيمتي.
يَا عَيْروض
باسمِ اللوْحِ آمُرك
مِيسَاو
لي.


الكاتب : كمال الإدريسي

  

بتاريخ : 27/11/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *