‎نازك الملائكة: رحيل رائدة غيّرت ملامح الشعر العربي

 

‎في العشرين من يونيو من كل عام، تحلّ علينا ذكرى وفاة شاعرة عراقية تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الأدب العربي هي نازك الملائكة. رحلت عن عالمنا في عام 2007، لكن إرثها الشعري لايزال يتردد صداه في كل زاوية من زوايا القصيدة العربية الحديثة.
‎تُعتبر نازك الملائكة ،المولودة في عام 1923، إحدى أهم رواد حركة الشعر الحر في الأدب العربي. لم تكن مجرد شاعرة تكتب وفق الأوزان والقوافي التقليدية، بل كانت ثائرة حقيقية على البنية الكلاسيكية للقصيدة، مدافعة عن فكرة تحرير البيت الشعري من القيود لصارمة، ليصبح أكثر قدرة على التعبير عن تعقيدات الحياة الحديثة وتجارب الذات الإنسانية.
‎كانت قصيدتها المسماة ب»الكوليرا» (1947) نقطة تحوّل محورية في مسيرة الشعر العربي،حيث يُنظر اليها على نطاق واسع كواحدة من أولى القصائد التي تبنت نظام التفعيلة،مما مهّد الطريق لثورة شعرية غيرت وجه ملامح الأدب . لم تكن نازك الملائكة مجرد منظرة للشعر الحر، بل كانت تمارسه ببراعة فائقة، ممزوجة بفكر عميق وإحساس مرهف.
‎إلى جانب ريادتها الشعرية،كانت نازك الملائكة ناقدة ومفكرة بارزة حللت الشعر الحديث ونظرت له في كتب مهمة مثل «قضايا الشعر المعاصر» .
كانت تمتلك رؤية واضحة لمستقبل القصيدة،مؤمنة بأن التجديد ضروري للحفاظ على حيوية الأدب، وقدرته على مواكبة التغيرات الاجتماعية والفكرية.
في ذكرى وفاتها، نستذكر نازك الملائكة ليس فقط كشاعرة عظيمة, بل كرمز لللجرأة الأدبية والتجديد المستمر. تركت لنا إرثا شعرياً لا يقدر بثمن، لتظل حاضرة في قلوب وعقول محبي الشعر/ و لتذكرنا بأن التغيير الحقيقي يبدأ بجرأة الفكرة وصدق الكلمة .


الكاتب : يونس بدن

  

بتاريخ : 26/06/2025