ناسك الجبل وحارس الوردة فوق الأرض.. الطبال متوجا بجائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري

للمرة الثانية على التوالي هذه السنة ، يفوز الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال بجائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري في دورتها الثالثة، عن فئة الشعراء العرب، بعد أن فاز في مارس المضي بجائزة عبد الله الفيصل للشعر العربي.
علاء عبد الهادي رئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ذكر في حيثياث نتائج لجنة تحكيم الجائزة أن جائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري تسعى إلى تكريم ذكرى أمير الشعراء وإحياء لمكانة الشعر والشعراء.
سامي سليمان أستاذ الأدب والنقد وعضو مجلس أمناء الجائزة وهو يعلن عن أسباب اختيار ناسك الجبل قال إن الشاعر عبد الكريم الطبال» يعد واحدا من رواد حركة الحداثة الشعرية في المغرب، وصاحب مسيرة إبداعية ممتدة لأكثر من ستة عقود مرت تجربته الشعرية خلالها بعديد من التحولات الدالة على تفاعل تلك التجربة مع تطورات الشعرية العربية المعاصرة مع احتفاظه بخصوصية صوته الشعري، وقدرته على أن يظل مجددا وساعيا إلى ارتياد مناطق جديدة في إبداعه الشعري المتواصل».
وأشار سليمان إلى أن هناك عدة مبررات تدعم ترشيح الشاعر عبد الكريم الطبال لجائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري، منها التجربة الشعرية الممتدة عبر أكثر من ستة عقود متواصلة بدأها الشاعر ناسخا على ملامح الرومانسية في احتفائها بالطبيعة وفي سعيها إلى أن يكون النص الشعري تعبيرا عن رؤية فردية لا تخلو من تفاعل مع صوت الجماعة دون أن تجعل منه قيدا يجمح رغبتها في أن يكون لها غناؤها الخاص الذي تترنم به
ويعتبر مرمم « الأشياء المنكسرة « المخضرم عبد الكريم الطبال من رواد الشعر بالمغرب والوطن العربي، نشر أولى قصائده في نهاية الأربعينات، وصدرت أعماله الكاملة سنة 2000، لكن ما صدر بعدها يفوق ما تضمنته أعماله الكاملة. وقد توج بجوائز أدبية رفيعة داخل المغرب وخارجه.
كرس صاحب «الوردة فوق الأرض» بداياته الشعرية لتحقيق النقلة النوعية التي كان لها الأثر البالغ في توطين بذرة الحداثة في الشعر المغربي إلى جانب رفاقه محمد السرغيني، وأحمد المجاطي ومحمد الخمار الكنوني. وتوالت إسهاماته على مدى عمر شعري خصب ومديد، عمل خلاله على كتابة سيرة الشعر المغربي في لحظة التحامه بسيرة الإنسان، مع استغوار شعري للذات والسفر بها نحو جغرافيات التأمل والعزلة، وهو ما أسفر عن منجز شعري نجح في عبور أجيال الشعر المغربي منذ خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم.
حظي في مهرجان أصيلة الثقافي عام 2004 بجائزة تشيكايا أوتامسي عن مجموع أعماله، وفي 2016 نال جائزة المغرب للكتاب عن ديوانه «نمنمات»، وهو في التسعين من عمره، لم يتوقف نشاطه مثل مشاء نبيل في زمن أغبر.
حصل أيضا على جائزة المغرب للكتاب سنة 1994 عن ديوانه «عابر سبيل»، وعلى جائزة ابن الخطيب مرتين من بلدية مونيكار الإسبانية سنتي 1993 و2001.
وتشكل مجلس أمناء هذه الدورة، الذي ترأسه علاء عبد الهادي، من الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والناقد يوسف نوفل، والناقدة مكارم الغمري، والناقد سامي سليمان.


بتاريخ : 19/09/2024