ناقشتها مداخلات لقاء جهوي تكويني : «الأسرة والطفولة والشباب» تحت «مجهر» المجالس العلمية المحلية لجهة بني ملال – خنيفرة

احتضنت مدينة خنيفرة، يوم الأحد 19 دجنبر 2021، لقاء جهويا تكوينيا التأمت فيه المجالس العلمية المحلية لجهة بني ملال – خنيفرة، حول موضوع «الأسرة والطفولة والشباب»، والذي افتتحت أشغاله بجلسة أولى سيرها عضو المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ذ.محمد بوربيع، مبرزا «أهمية موضوع اللقاء في شقيه النظري والإجرائي»، وهو ما أكدته كلمات كل من رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، د.المصطفى زمهنى، والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، ذ. الحبيب الكردودي، وعضو المجلس العلمي المحلي لإقليم أزيلال، ذ. أحمد السوسي، وممثلة لجنة الطفولة والشباب التابعة للمجلس العلمي المحلي، ذة.زهور بورباش.
وسير الجلسة الثانية، عضو المجلس العلمي المحلي، ذ.عباس أدعوش، والتي تمحورت حول «قضايا الأسرة والطفولة والشباب، وأهميتها وآلياتها،» وتوزعت بين مداخلة أولى للمرشدة بالمجلس العلمي، ذة.رقية اليونسي، في موضوع «الأسرة والشباب: من الوعي بالأهمية إلى تفعيل الوظيفة»، ومداخلة ثانية لعضو خلية المرأة والطفولة بالمجلس العلمي، ذة.سعيدة الفقير، حول «المجالس العلمية المحلية وملف الأسرة والطفولة والشباب: مجالات الاشتغال ومنهجية التدبير»، فيما استعرضت مداخلة ثالثة لعضو لجنة الطفولة والشباب التابعة للمجلس العلمي، ذ. حينة بلعيد،»تقنيات التنشيط من حيث آليات الاشتغال ورهان التجويد».
وتناولت ذة. رقية اليونسي موضوع «الأسرة والشباب: من الوعي بالأهمية إلى تفعيل الوظيفة»، «باعتباره موضوعا بالغ الأهمية بالنظر إلى حجم التحديات الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأسرة»، متطرقة «إلى عناية الإسلام بالإنسان في حياته وعلاقته بخالقه وبنفسه وبالكون، وأهمية ووظائف الأسرة بوصفها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وفي تربية الأطفال وتأطير الشباب، جسديا ونفسيا وأخلاقيا واجتماعيا، وباعتبارها النواة التي يتشكل فيها الانسان ليبني العمران ويحقق الاستخلاف في الأرض»، لافتة إلى «ما يتعلق بالعناية التي يوليها الدين الاسلامي للشباب»، مستعرضة « نماذج من إسهام الشباب في منظومة الإصلاح الحضاري والبناء العمراني عبر التاريخ،»، مستشهدة بشهادة للمستشرق البريطاني «مونت كمري وات «في كتابه «محمد في مكة» والذي تناول موضوع الإسلام كحركة شباب بالأساس، دون أن يفوت المتدخلة» استحضار عدد من شباب الإسلام الذين جاء ذكرهم في التاريخ الإسلامي»، فضلا عن الإشارة إلى «نماذج من النساء الصحابيات والعالمات ممن ساهمن في صناعة التاريخ»، مع التوقف عند « نماذج معاصرة من المجتمع المغربي، ومما تزخر به بلادنا من طاقات وكفاءات شابة في مختلف الميادين والمجالات العلمية والفكرية والاقتصادية والرياضية».
وتطرقت ذة. سعيدة الفقير، لموضوع «المجالس العلمية المحلية وملف الأسرة والطفولة والشباب: من التحصين إلى التنمية»، عبر ثلاثة محاور «تضمن كل منها حديثا عن الأهمية ثم عن آليات التنفيذ والتنزيل، انطلاقا من التحصين العقدي والفكري وأهميته الوقائية في حماية الطفولة والشباب من مساعي تلويث الهوية وإشاعة مفاهيم وأنماط سلوكية غريبة، ومن مظاهر انتشار الإلحاد بين التلاميذ الراجع في الغالب إلى حب التميز والانبهار وتقليد الجديد والحيرة والجهل، وحب التحرر من أشكال السلطة وفقدان المصداقية بسبب مظاهر التدين غير السليمة أو غياب القدوة، والنفور من الخطاب الديني القائم على الوعيد والترهيب والتقرير المجرد من الحجة والعقل»، لافتة إلى «ضرورة الاعتماد على وسائل المحاضرات والندوات التي تعالج المشكلات العقدية والفكرية والتي تحضر فيها قوة الحجة والدليل، مع إشراك متعاونين من لجان المجلس وخارجها، متخصصين في العلوم التجريبية والفلسفة وعلم النفس، مع تكوين الفئة المستهدفة بين إعمال البرهان وترسيخ قيم الحوار والتواصل، وقراءات في الكتب المناسبة لهذا المقصد».
و تناولت المتدخلة في المحور الثاني ما يتعلق ب»التحصين ضد المفاسد الاجتماعية والصحية، ومنها المخدرات التي طالت تداعياتها الطفولة المبكرة والشباب، والهدر المدرسي والعنف والانحراف الجنسي، ثم حالات الانتحار التي سجلت ارتفاعا ملحوظا، مشيرة إلى أهمية «الخيار الاستباقي الوقائي باعتباره الحل الأجدى، سواء في الأسرة أو في أشغال المجالس العلمية التي تكثف الندوات والمحاضرات بمشاركة أهل الاختصاص في الصحة والقانون وعلم النفس، وجلسات الإنصات بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية لتقديم الدعم الروحي والنفسي والصحي»، متناولة في المحور الثالث «أهمية الاستقرار الأسري وأثره على مكوناتها، وعلى تربية الأولاد»، لافتة إلى «أن الاستقرار يبدأ من التأسيس اختيارا وفقها بالمقاصد والحقوق والواجبات وأسباب المودة وآليات تدبير الخلاف»، مسترشدة «بالمنهج الإسلامي في تثبيت أركان الأسرة، وكذلك اللقاءات التواصلية».
واستعرض الأستاذ بلعيد حينة، في مداخلته «تقنيات التنشيط: آليات الاشتغال ورهان التجويد»، والتي سعى من خلالها إلى اطلاع أعضاء لجن الأسرة والطفولة والشباب، بمختلف المجالس العلمية المحلية، على مفاهيم «التنشيط، من أسسه ومبادئه وتقنياته وأدواره وأساليبه، إلى مهاراته ومعيقاته، فضلا عن مفهوم الجماعة، انطلاقا من ميول الإنسان، منذ وجوده على الأرض، إلى الاجتماع والتواصل مع الآخر ضمن مدنيته الموجبة لتبادل المصالح والمنافع القائمة على التعاون والتآزر»، «إذ على يد الناس، يقول المتدخل، تنشأ الحضارة وتتعدد مناحيها، وتتنوع منجزاتها، وفي مدنيتهم ينشأ التنشيط والتحفيز بحكم تنوع طبيعتهم النفسية، وقدراتهم العقلية، وطاقاتهم الجسمية، وإبداعاتهم الفردية»، مع التعريف بـ «دينامية الجماعات»، واستحضار مقولات بعض الباحثين من أمثال د جميل حمداوي الذي يعرف دينامية الجماعات «بكونها مجموعة من التفاعلات والقوى الحركية الفعالة والعالقات البنيوية الوظيفية التي تتحكم في الجماعات البشرية بشكل سلبي أو إيجابي، والتي تعمل على تطوير الجماعات وتحسين أجوائها ومجالات عملها لتحقيق أغراضها وأهدافها، سواء أكانت شخصية أم جماعية، ويعرفها جان ميزونوف بمجموع المكونات والسيرورات التي تتدخل في حياة الجماعات، وعلى الأخص الجماعات التي يكون أفرادها في وضع وجه لوجه؛ بمعنى أن وجود الأفراد يكون نفسيا ويرتبطون فيما بينهم، في ظل وجود تفاعل ممكن فيما بينهم»


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 28/12/2021