أطلق المشاركون في المنتدى المتوسطي للشباب ،المغرب، المنظم من طرف جمعية روميجة احتفالا بمرور عشرين سنة على انطلاقه ، “نداء أصيلة”، وهو نداء إنساني، بيئي وشبابي عابر للضفاف المتوسطية، يدعو إلى تعزيز ثقافة السلم، والعدالة المناخية، والمساواة، وتمكين الشباب، في ظل عالم متقلب، متأزم، ومتسارع التغيرات.
وقد اختتمت فعاليات المنتدى، الذي احتضنته مدينة أصيلة خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليوز 2025، بحضور شبابي كثيف من أكثر من عشرين دولة متوسطية وإفريقية وأوروبية، ضمن برنامج مكثف من الورشات والندوات والحلقات التكوينية، التي جمعت بين الجانب التأملي في الراهن المتوسطي، والعمل الميداني على المبادرات والمشاريع ذات الأثر المحلي والدولي.
النداء، الذي حمل توقيع عشرات الشباب من مختلف الجنسيات، جاء ثمرة لحوار عميق دام أياما كاملة، عبر فيه المشاركون عن قلقهم من تفاقم الأزمات المناخية والاجتماعية والسياسية في المنطقة، واستشرافهم لسبل بناء جيل متوسطي جديد قادر على التغيير، وصياغة مستقبل مشترك يقوم على التعايش، والتضامن، والمساواة في الفرص.
وأكد النداء على ضرورة تمكين الشباب من آليات الفعل الحقيقي، وليس فقط إشراكهم الصوري في السياسات العمومية. كما شدد على أهمية إدماج البعد البيئي في السياسات التعليمية والتنموية، ومواجهة آثار التغير المناخي خاصة في الدول الهشة التي تعاني من الجفاف والتصحر وندرة الموارد المائية.
في محوره البيئي، ركز نداء أصيلة على مطلب أساسي يتمثل في تحقيق العدالة المناخية، باعتبارها أولوية غير قابلة للتأجيل في ضفتي المتوسط، حيث تتفاقم الفجوة بين من يملكون أدوات التأقلم، ومن يتركون لمصيرهم أمام الكوارث الطبيعية.
وطالب النداء بضرورة إشراك الشباب في صنع القرار البيئي، وتمكينهم من قيادة مشاريع إيكولوجية محلية قابلة للتعميم، ودعم المبادرات المدنية والمبتكرة التي تشتغل في هذا المجال.
في ظل السياقات المتوترة التي تعيشها عدة دول متوسطية، لم يغفل “نداء أصيلة” الإشارة إلى أهمية بناء ثقافة السلم والعيش المشترك، وتكريس الحوار بين الثقافات والأديان والشعوب، باعتبار المتوسط مجالا تاريخيا للعبور والتبادل لا للحروب والانغلاق. ودعا المشاركون إلى نبذ كل أشكال العنصرية وكراهية الأجانب، وإلى فتح الحدود أمام التعاون المدني والثقافي بين الشباب، بعيدا عن منطق العسكرة والسيادة المغلقة.
ولم يكتف نداء أصيلة بالتوصيف والتشخيص، بل حمل أيضا حزمة من الالتزامات التي تعهد الشباب الحاضرون بتنفيذها في بلدانهم، من قبيل، إنشاء شبكة متوسطية دائمة للشباب من أجل العدالة المناخية، إطلاق حملات تحسيسية محلية حول السلوك البيئي، دعم المبادرات الشبابية في الأحياء الهامشية والمناطق القروية، تنظيم قوافل مشتركة للترافع من أجل الحقوق البيئية والاجتماعية، إنشاء بنك أفكار مفتوح للمشاريع التضامنية والمتقاطعة بين ضفتي المتوسط.
وشكلت هذه الدورة، كذلك، محطة لتقييم 20 سنة من عمل المنتدى المتوسطي للشباب – المغرب، الذي أطلقته جمعية روميجة في 2005، واستطاع أن يراكم تجربة فريدة من نوعها على مستوى العمل الشبابي المدني، عابرة للحدود واللغات والإيديولوجيات، حيث تحول من مجرد فضاء للورشات إلى مختبر إقليمي للمبادرات التي غيّرت حياة آلاف الشابات والشبان في عدة بلدان.
وفي كلمته الختامية، أكد رئيس جمعية روميجة أن المنتدى لم يعد فقط مناسبة للتلاقي والاحتفال، بل أصبح مدرسة للتفكير والعمل والتضامن الحقيقي، مشددا على أن رهان العشرين سنة المقبلة هو أن نتجاوز صفة المنتدى، نحو بناء حركة شبابية متوسطية مستدامة ومؤثرة.
وكشف النداء أن أصيلة ، كانت شريكة في المعنى، فمن مدينة ارتبط اسمها بالحوار الثقافي والانفتاح الدولي، ارتفع هذا النداء الذي يؤمن بأن الشباب ليسوا فقط أمل المستقبل، بل فاعلون حقيقيون في الحاضر، القادرون على رسم خارطة طريق جديدة للمتوسط والعالم بأسره.
«نداء أصيلة».. شباب المتوسط يرفعون صوتهم من أجل السلم والعدالة المناخية والتضامن العابر للحدود

الكاتب : ج - كندالي
بتاريخ : 22/07/2025