في اليوم الثاني من أشغال المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في دورتها 25، صبيحة يوم الأحد 22 يونيو 2025، نظمت بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ندوة تحت عنوان «السينما والذكاء الاصطناعي»، أدار أشغالها السيد مجيد الساداتي بحضور المتخل الأستاذ الحسين البوهالي، فكانت مداخلته عبارة عن أسئلة انحرط فيها الحضور بوعي جماعي نظرا لنوعية وذكاء هذه الأسئلة، إذ اعتبر السيد البوهالي بأن الذكاء الاصطناعي يستخلص سؤالا جوهريا بين الإنسان والآلة في السينما، كما أن هذا الذكاء الاصطناعي لا يبتكر شيئا، هو فقط يحلل المعطيات التي توجد في حوزته أو رهن إشارته، ثم أن الذكاء الاصطناعي له علاقة بكل الحرف ولا يساهم في القضاء على بعض المهن كما يعتقد البعض، بقدر ما يساعد على تطويرها.
بعدها انصبت الأسئلة من داخل القاعة ونوقشت من خلالها العلاقة بين الافتراضي والواقعي، وتمت الإشارة إلى أن ترجمة المصطلح الخاص بالذكاء العربي وحتى بالفرنسية لكون أصله باللغة الإنجليزية ليست ترجمة صحيحة لأن معناها يختلف ولا يقصد بكلمة intelligency بالذكاء بل بالتجسس والمتابعة والبحث عن المعلومة وانتقاؤها على شاكلة ما تفعله المخابرات المركزية بالولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى أن الدول العربية ليست إلا تابعة لما يصدر في هذا المجال، وأن كل المعلومات التي يزخر بها الذكاء الاصطناعي ليست إلا من صنع الإنسان، ثم أننا لا نعمل إلا على شراء المعلومات التي تم الاستيلاء عليها وإعادة تسويغها حسب رأي بعض المتدخلين من القاعة ونحن فقط تابعين، ومن جهة أخرى أشار بعض المتدخلين إلى أن السينما جزء لا يتجزء من الروح الإنسانية والذكاء الاصطناعي لن يساهم إلا في اختفاء بعض المهن الخاصة بحرفة السينما، مع العلم حسب ما جاء في بعض تصريحات القاعة على أن السينما يجب أن تعمل على خلق فرص للعمل والتعارف ومد الجسور بين الشعوب لأجل تبادل الأفكار والخبرات.
وفي ختام الندوة تم التنويه بالإجماع على أهمية سيرها والإحاطة بجل الأسئلة العالقة الخاصة بهذا المجال الجديد الذي لا زلنا نجهل عنه الكثير.
أما عشية نفس اليوم، فقد تم ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال تقديم أشرطة من الأفلام القصيرة والطويلة، شريمن بعضها شريط قصير بعنوان «السؤال» «interrogation» لمخرجه جان لوك راباطيل من دولة الطوكو، مدته 26 دقيقة وهو شريط يحكي عن فتاة قاصرة ولجت مخفرا للشرطة للتبليغ عن ضياع بطاقتها الوطنية ليتحول هذا الإجراء الروتيني لمغامرة إدارية بسبب تصرفات غريبة وساخرة في بعض الأحيان لعميد شرطة غريب الأطوار.
بينما الريط الآخر فكان من إخراج روث هاندوما من إثيوبيا، مدته 19 دقيقة ويحكي عن مراهقة في ريعان شبابها ستتعرض للاعتقال في ظروف سياسية غير قارة، ربطتها بذكرى والدتها قلادة منقوشة بصور ذهبية وقضت جزءا من شبابها ليس من الهين في معسكر شيوعي لعدة سنوات.
أما الفيلم الطويل فكانت مدته 85 دقيقة وهو لمخرج من دولة التشاد «آرون باداكي زيكولي»، شريط يثير قضية تتعلق بمسألة الإرث في أعراف هذا المجتمع، من خلال قصة بطلتها فتاة قاصرة ومعاناتها مع عمها الذي حاول الاستلاء على ممتلكات أخيه المتوفى وحرمان ابنته من حقها حسب ما جاء في الوصية، مما سيساهم في تطور الأحداث.
بينما اتخذ الفيلم التونسي القصير التالي تحت عنوان «صورة لامرأة بلا وجه» أبعادا فنية تتعلق بقصة فنانة تشكيلية شابة كانت تحاول رسم وجه امرآة ، فكانت ملامح هذه المرأة غير واضحة مما جعل هذه الفنانة أن تعيش توترات لها علاقة بخالات إبداعية غريبة.
أما الفيلم الطويل والأخير، فقد كان شريطا مغربيا تحت عنوان «Cerved by the wind»، ويحكي عن شابة مغربية ستكتشف من خلال سرقة متجرها رسالة تثبت بأن أمها الحقيقة هي فرنسية وليست مغربية، ومن هنا ستتوالى الأحداث بأسلوب درامي لا يخلو من التشويق، ويطرح قضايا متعلقة بزواج المغاربة بالأجنبيات، وما يتعرض له الأبناء من معاناة، تجسدت في شخص البطلة.