ندوة تقديم الناخب الوطني الجديد تتحول إلى فقرة لقراءة الصحف فقط !

مع الأسف الشديد، لم تحمل الندوة الصحافية التي احتضنها مركز محمد السادس لكرة القدم بضاحية سلا، كثيرا من المستجدات والمعطيات التي تتعلق بالفريق الوطني وربانه الجديد.
لقد بدا رئيس الجامعة، فوزي لقجع، وهو يسرد تفاصيل التعاقد مع الناخب الوطني الجديد، والانفصال عن البوسني وحيد خاليلوزيتش، كما لو أنه يقدم وصلة لقراءة الصحف، منذ شهر يونيو الماضي وإلى 31 غشت المنقضي، لم تكن المعلومات بالجديدة، ولا الأخبار بالحصرية، فبدا الحدث كما لو أنه «مباراة استعراضية»، يتجدد فيها الوصال برجال الإعلام، وتلتقط فيها صور لترسيم حدث خرج إلى العلن مع آخر دورة من الدوري الاحترافي المنصرم.
لا جديد، فقط كلام مجتر، ومعلومات مكرورة، لتغيب معها حرارة اللقاء، الذي كان باردا جدا، رغم سخونة فصل الصيف.
إن المتتبع الرياضي على علم بكل التفاصيل التي قيلت، وكان انتظارنا لهذه الندوة خوفا من حدوث واحد بالمائة من المفاجأة فقط، لأن الأمور كانت محسومة، والأخبار ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، والجرائد الوطنية، طبعا باعتماد منطق التسريبات، وضرب الحق في المعلومة الذي كثيرا ما نادى به العاملون في الحقل الإعلامي وناضلوا من أجل ترسيمه، وخرجت إلى الوجود هيئة تعنى به.
لا حاجة لنا بندوة نتحول فيها إلى مجرد كومبارس، يؤثث الفضاء، ويُجَمِّل الصورة، بل نحتاج إلى ندوة نكون فيها فاعلين، من خلال تمرير المعلومة في حينها، وأن يتم التعامل مع وسائل الإعلام على قدم المساواة، لأن الفريق الوطني هو ملك لكل المغاربة، وأخباره لا يجب أن تكون حصرية لفائدة جهة واحدة. كما لا يمكن أن نقبل بأن تروج الأخبار عن طريق أحد وكلاء الأعمال، الذي أصبح نافذا داخل المشهد الكروي المغربي، مستغلا في ذلك علاقته الوثيقة مع بعض المسؤولين النافذين داخل الجهاز الجامعي.
إننا نأمل، وهذا شعار جريدة الاتحاد الاشتراكي، التي كانت قاطرة المشهد الإعلامي المغربي منذ سنوات، أن نقطع مع سياسة الاحتكار واصطفاء المحظوظين، وإغلاق الأبواب عن المزعجين، ليس لقلة الاحترام فيهم، وإنما بسبب مهنيتهم وغيرتهم وحرصهم على تحصين المكتسبات، وفي مقدمتها الحق في المعلومة.
إننا السيد الرئيس كنا في حاجة إلى أجوبة عن الكثير من التساؤلات، التي لم تجد لها أثرا في تلك الندوة الصحافية، وفي مقدمتها لماذا تأخرتم في الانفصال عن وحيد خاليلوزيتش، رغم أنه لم يحقق الهدف المتوخى من المشاركة في أمم إفريقيا بالكاميرون، علما بأن إقالته كما جاء على لسانكم، وبلاغ الجامعة، الذي أعدتم قراءته فقط في لقائكم الإعلامي، لم تكلف الجامعة سوى راتب ثلاثة أشهر فقط؟ لما كل هذا التأخير في وقت حساس قبل المونديال، حيث لن يجد وليد الركراكي أمامه سوى شهرين ونصف من التحضير؟
لقد قلتم خلال هذه الندوة أنكم فتحتم قنوات التشاور بشأن الناخب الوطني الجديد مع العديد من الأطر الوطنية، على غرار فتحي جمال والطاوسي قبل رحيله إلى الرجاء، والحسين عموتة، وانتظرتم حتى نهاية الموسم من أجل مفاتحة وليد الركراكي، الذي اقترحتم عليه في البداية مهمة مدرب مساعد، وانتظار تطورات ما بعد مونديال قطر، وأنكم لمستم لديه الرغبة والإصرار على التحدي، لكن وليد كان علم قبيل نهاية الموسم بأنه سيكون ربان المنتخب الوطني المقبل منذ متم شهر يونيو، رغم أن الجامعة خرجت ببلاغ تنفي فيه كل هذه الأخبار جملة وتفصيلا. لكن أما كان الأمر يتطلب وضوحا أكثر، لأن الركراكي برفضه عرض الوداد، الذي سعى ما أمكن لتمديده بالنظر إلى النتائج الجيدة التي تحققت معه، يكون قد قدم إشارة إلى أنه ينظر إلى المنتخب الوطني، وكانت لديه معلومات أو اتصالات أو عرض من الجامعة، لا فرق، وأنكم كنتم تنتظرون فقط الصيغة لفك الارتباط مع وحيد، رغم أنه لم يكلف الجامعة سوى راتب ثلاثة أشهر.
وحتى المفاوضات مع عادل رمزي خرجت إلى الوجود، وتناقلتها وسائل الإعلام، وحتى التعاقد مع غريب أمزين بدلا منه، كان معروفا، رغم أنكم قلتم إن وسائل الإعلام تقوم بعلمها، وتتسابق على الأخبار، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات، التي كثيرا ما أضرت بكرة القدم المغربية، لأن السباق على السبق يقوي هامش الخطأ.
هي مجرد ملاحظات، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى إثارتها، آملين أن يتم التأسيس لمنطق يعزز الوضوح ويضع الجميع على نفس المسافة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 02/09/2022