«نظرية السرد في الخطاب النقدي العربي» لسعيد أوعبو .. أسئلة عميقة حول طرائق اشتغالنا بالسرد العربي

عن دار خطوط وظلال الأردنية، يصدر قريبا كتاب: «نظريَّة السَّردِ في الخطابِ النّقديّ العربيّ: التّعدّد والانحياز :دِراسةٌ مقارنةٌ بين منجزاتِ سعيد يقطين وعبد الله إبراهيم»للباحث المغربي سعيد أوعبو.
يتناول هذا الكتاب «نظريَّة السَّرد في الخطابِ النّقديّ العربيِّ: التّعدّد والانحياز» للدكتور سعيد أوعبو، تجربتين عربيتين في تحليل السرد العربي، قديمه وحديثه، لكل من عبد الله إبراهيم من العراق، وسعيد يقطين من المغرب.
يمكن التعامل مع كل باب باعتباره كتابا خاصا، بذل فيه الباحث سعيد أوعبو مجهودا كبيرا في الاطلاع على تجربة كل واحد منهما، وفي إنجاز قراءة متأنية لصيرورتها. لقد توقف على طبيعة مشروع كل منهما، وخصوصيته، وتتبع بدقة ورؤية شمولية، وبموضوعية أيضا، مميزات كل تجربة في تطورها، وفي تصورها النظري، وكيفية ممارستها التحليل السردي، وهو يتعدد بتعدد المفاهيم والمصطلحات، وأشكال المقاربة التي سار عليها الباحثان معا.
عن الكتاب يقول الناقد سعيد يقطين: «لم يتوقف أوعبو على معاينة كل مشروع على حدة، ولكنه عمل أيضا على إنجاز مقارنة بينهما في ضوء ما راكمه من رصد دقيق، وتتبع متأن لأعمال الباحثين، كاشفا بذلك عن خصوصية كل تجربة، منتهيا إلى تقديم أسئلة عن مستقبل الدراسات السردية العربية. لقد تجشم سعيد أوعبو في هذا الكتاب مسؤولية قراءة التجربتين، وحلل تفاصيل كل منهما ليس فقط بهدف تقريب المشروعين من القارئ العربي، ولكنه عمل أيضا على طرح أسئلة عميقة تتعلق بكيفيات طرائق اشتغالنا بالسرد العربي.
في هذا الكتاب إدراك واع لما ينتظر منا في قراءة ما كتب من دراسات وأبحاث سردية عربية بغية الارتقاء بالمنجز العربي إلى المستوى العالمي. إن التراكم الذي تحقق في دراسة السرد العربي يحتم هذا التوجه الذي أقدم عليه الباحث أوعبو بصبر وبمجهود لافت للانتباه، ويمكن اتخاذه منطلقا لدراسات متعددة تتقدم إلينا من خلالها خريطة شاملة للدراسات السردية العربية تمكننا من معرفة: ماذا أنجزنا؟ وكيف؟ وإلى أين وصلنا؟ وماذا نريد؟ وما هو الممكن لتطوير السرد العربي الحديث، وجعل دراساتنا السردية تتلاءم مع تاريخنا السردي ومستقبله؟ «
ويضيف الناقد إدريس الخضراوي: « هذا كتاب مهمّ مكرّس للسرديات العربية انطلاقا من متنين نقديين ما فتئا يقابلا بترحاب كبير. ومن المؤكد أن التقصيّات اللمّاحة، والكشوفات العميقة التي استطاع سعيد أوعبو القيام بها لا تعدّ فقط لبنة مهمّة في بناء نقد للسرديات العربية، بل تؤكدّ كذلك أننا بإزاء ناقد لديه من المؤهلات المنهجية والفكرية ما يجعل منه مشاركاً فعّالا في راهن التجربة النقدية العربية المعاصرة في تطورها وتحولها في هذه المرحلة التي تتعرّض فيها لمؤثرات نقدية وفكرية مغايرة لتلك التي هيمنت منذ ثلاثة قرون».


بتاريخ : 19/09/2024