أثار فيلم «حميدة الجايح» للمخرج مصطفى الدرقاوي، صاحب رائعة «أحداث بدون دلالة»، نقاشا مستفيضا غلب عليه الاستياء. واتفق أغلب المتابعين والنقاد على أن الفيلم يقع خارج المسار الإبداعي المشرق لهذا المخرج.
وكتب الناقد الفني فؤاد زوريق في صفحته على الفايسبوك: «عاد مصطفى الدرقاوي بعد طول غياب وانقطاع، وأخرج مؤخرا فيلما جديدا اسمه «حميدة الجايح»، وذلك بعد حصوله على دعم مكنه من انتاجه والمشاركة به في مسابقة المهرجان الوطني، الفيلم للأسف خيب آمال الكثير من الجمهور والنقاد، ووصفه البعض بالأضعف في المسابقة، فهل هو تسرع جديد يذكرنا بنكسة 2004، نعم هو حصل على الدعم ولم يرفض له كما رفض في فيلم ‘’الدار البيضاء داي لايت’’، لكن السينما لا تنجح بالأموال فقط، والمخرج لا يسعد ولا ينجح إلا بنجاح فيلمه جماهريا ونقديا، مصطفى الدرقاوي يستحق التكريم سواء كان غائبا أو حاضرا، وكان من الأفضل التروي دون الإقدام على مغامرة غير محسوبة، وكان من الأهم والأجدى أيضا عدم تمرير فيلمه الجديد للمشاركة في المسابقة الرسمية، لأنه حتما عرض على لجنة الانتقاء وهي أكيد عاينت مستواه، خصوصا أن لدينا افلام أخرى استبعدت وهو أخذ مكانها، وهذا منافيا للعدل والمساواة التي تتطلبها المسابقة، وكان من الأفضل عرضه على هامش المسابقة تكريما له ولتاريخه، ولما لا تخصيص أمسية أو ندوة خاصة به تناقش فيها سينماه مع المهتمين والطلبة، فهل سنصبح أمام اختيار صعب وهو منح جائزة ما مضطرين لرفع الحرج وكتكريم غير مباشر له؟ وفي هذه الحالة سنكون أمام أزمة غير عادلة ولا أخلاقية ستقصي حق الآخر في الفوز بما يستحق، أنا أتكلم عن حالة عدم الاستحقاق مقارنة مع كل ما عرض في المسابقة أما إن كان الاستحقاق قائما فهذا شيء آخر، أقول هذا لأن مسيرة مصطفى الدرقاوي لا تقاس بالمسابقات ولا بالجوائز فهو أكبر من هذا، ويستحق تكريما مشرفا أكبر من دخول غمار المنافسة مع الشباب».
وأضاف زويريق: «سيبقى المخرج المغربي مصطفى الدرقاوي مخرجا مقتدرا وواحدا من كبار الرواد لدينا الذين ساهموا في إغناء التجربة السينمائية بأعمال متنوعة رغم الظروف القاسية التي طغت على صناعة الأفلام أنذاك، أفلامه السينمائية قطعت مع السائد وخلقت الاختلاف داخل الفيلموغرافيا المغربية من بداية السبعينات الى بداية الألفية الثانية ومنحتها نفسا جديدا، فهو صاحب فيلم «أحداث بدون دلالة» و»أيام شهرزاد الجميلة» و»عنوان مؤقت» و»أبواب الليل السبعة» و»غراميات الحاج المختار الصولدي ‘’ و’’ الدار البيضاء باي نايت ‘’ وغيرها من الأفلام».
أما الناقد عبد الكريم واكريم، فقد كان أكثر شراسة في التعبير عن استيائه من فيلم «حميدة الجايح»، وقال إنه ضعيف جدا، ومليئ بالأخطاء في المونطاج والتوضيب، وهو ما أشعر المتلقي بتشويش غير مبرر في السرد والحكي. بل ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر أن هذا الفيلم يسيء لمسار المخرج مصطفى الدرقاوي السينمائي المهم، لاسيما وأنه مريض وعاجز، مردفا: “يبدو أن المخرج الكبير مصطفى الدرقاوي تم توريطه في هذا العمل».
وأوضح واكريم أن الفيلم حينما يعرض على أنظار الجمهور والمهتمين بالمجال السينمائي يصبح موضع الحكم عليه بعيدا عن “الشفقة أو التعاطف أو حتى التقدير الذي نكنه لهذا المخرج الكبير الذي تمت الإساءة إليه ولمساره الطويل والمحترم».
هذا الرأي لم يستسغه المخرج سعد الشرايبي الذي كتب في حسابه علي الفايسبوك ردا على الناقد واكريم، وقال إن كلامه خالي من التحليل ويؤشر على جهل تام بشروط إنتاج هذا الفيلم. وقال إن سيناريو الفيلم والحوارات والمؤشرات الفنية والممثلين، أشياء كلها من اختيار المخرج مصطفى الدرقاوي بدون أي إرغام خارجي. وأضاف موجها كلامه إلى واكريم: «لو كنت تعرف، ولو قليلا، مصطفى ومتطلباته، فإنك ستفهم مجريات الحكاية ومونطاج الفيلم. أنت لا محالة لا تعرف أن مصطفى لن يسمح لأي كان بالتدخل في فصوله، والفريق الذي رافقه في هذا العمل يعرف هذا، ولم يتدخل أبدا في اختياراته الفنية، احتراما لهذا المخرج الكبير، بل أجهد نفسه من أجل تسهيل شروط الإنتاج ليخرج فيلمه كما يتمنى. فإذا كنت لا تملك الرؤية، ولا الحساسية، لفهمه، فهذا مؤسف بالنسبة لك كناقد».
واكتفى المخرج والناقد رشيد زكي تعليقا على الفيلك بالقول: «تنتابني رغبة قوية في الحديث عن فيلم «حميدة الجايح». لكنني سأتوقف قليلا احتراما للتاريخ».
نقاد يهاجمون فيلم «حميدة الجايح» للمخرج مصطفى الدرقاوي وسعد الشرايبي: «فهم الفيلم يتطلب حساسية خاصة»!
الكاتب : الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 04/11/2023