الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية بمجلس النواب حريص على وضع النقط على الحروف كلما تعلق الأمر بتطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب.
غريب أمر بعض النواب بالغرفة الأولى، الذين ينتمون للأغلبية، يبدو أنهم أحيانا لا يدركون حتى بعض الأبجديات الأساسية التي تؤسس عليها  فضيلة الحوار والنقاش، المكتسب من أجل ممارسة الحق القانوني والدستوري المكفول من أجل الرقابة والتشريع للعمل الحكومي.
وهذا يخلق أحيانا بعض الخلل، والملاسنات والنقاشات «البيزنطية»، مابين البرلمانيين المنتمين للمعارضة والأغلبية، ويضع أيضا صعوبات أمام رئاسة الجلسة التي من الضروري عليها الاحتكام للنظام الداخلي للمجلس للحسم في جدالات كهذه.
مناسبة هذا الحديث، ما عبر عنه الفريق الاشتراكي-  المعارضة الاتحادية، بخصوص رأيه الواضح بشأن الزيارة التي قام بها وزير الصحة والحماية الاجتماعية لمستشفى الدريوش مؤخرا،  الذي تعرض لانتقادات من برلمانيين من الأغلبية بسبب هذه الزيارات الميدانية.
لقد تدخل رئيس الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، عبد الرحيم شهيد، بنقطة نظام حيث أكد أنه “من الصعب اليوم أن يكون الكلام عبئا على السادة النواب والسيدات النائبات، ونحن في فضاء للكلام والمناقشة، وقد عبروا عن رأيهم كما يجب، وكذلك يجب أن تحترم المعارضة عندما تعبر عن رأيها في دقيقة، ونحن نطالب الرئاسة بأن تحفظ لنا حق التعبير عن رأينا”.
كما تدخل النائب البرلماني سعيد بعزيز، عن فريق الاتحاد الاشتراكي -المعارضة الاتحادية، ليقول للوزير إن “الزيارات الميدانية تؤتي أكلها”،  مضيفا في نفس الوقت، أنه “إذا كانت الأغلبية لا تريدكم أن تقوموا بزيارات ميدانية فنحن في المعارضة نقول لكم مرحبا بكم في الأقاليم وقوموا بزيارات ميدانية لأنها تقف حقيقة على المعاناة الموجودة وعلى الواقع المعيش”.
وبالرغم  من التشويش والمقاطعة لمداخلته، أبرز النائب الاشتراكي بعزيز، أن  “هذه أغلبية ديرو لي بغيتوا وشغلكم هذا، وأنا أعي ما أقول للوزير بأننا مع الزيارات الميدانية، لأنها تجعله يقف على الاختلالات الموجودة والواقع المعيش”.
وبعد تكرار برلمانيي الأغلبية مقاطعة النائب بعزيز، طالب الأخير رئيس الجلسة أن “يضمن له أنه يتحدث للحكومة في شخص وزير الصحة وليس مع النواب”، في إشارة إلى من أرادوا مقاطعته، “نحن نعبر عن موقفنا وموقف حزبنا”.