شاهد ذكرياتكَ كلَّها
ندمٌ عليهِ دمٌ تناسلَ من غبارِ الطلعِ
سبعُ قصائدٍ لحبيبةٍ ثكلى وللغضبِ المقدَّسِ
وردةٌ جوريَّةٌ قد أصبحتْ حجراً
وبنتٌ وردةً جوريَّةً صارتْ
وماءٌ في إناءِ الحزنِ
أغنيةُ المسافرِ للمسافرِ
والعصافيرُ النحيلةُ في الخريفِ
وذكرياتُكَ… ذكرياتُكَ كلُّها…
أنا آسفٌ لا ذكرياتَ الآنَ لي
*
كم الساعةُ الآنَ؟ كم قلبُكِ الآنَ؟ والقلقُ البيولوجيُّ كمْ؟نجمةٌ غيرُ مرئيَّةٍ في ثيابكِ.. فضيَّةٌ مثلُ دمعِ البحارِ مجرَّدةٌ من مرايا الصدى وحقيقيَّةٌ كالتفاتِ التماثيلِ نحوَ العدَمْ
كم الألمُ الآنَ يا قلبُ…
كمْ؟
يا مهاةَ فلسطينَ
يا فرسَ الزنبقِ الساحليِّ
خذي ليلَ بارفانكِ المتوجِّسَ مني
ومُرِّي لكي أنحني
للقصيدةِ في لازوَرْدِ يديكِ المقدَّستينِ
خذي قمرَ الدمعِ والبرتقالِ لعينينِ كالزهرتينِ
خذي ما يقولُ الحصى لنحيبِ البحيراتِ
والاستعارةُ للقلقِ المطمئنِ
خذي من حنينيَ منديلَ ماءٍ
وكوفيَّةً لنعاسِ التماعاتِ شَعرِكِ
في ملكوتِ التمنِّي
يا غزالةَ قلبي وشمسَ دمي
لستُ أكثرَ من شاعرٍ عابرٍ
كانَ يبكي على سفحِ غرناطةٍ وحدَهُ
حينَ هبَّ الغبارُ على الأقحوانِ
وكانَ يغنِّي:
خذي آخرَ البحرِ يا بنتُ مني
لا أفسِّرُ عمري سوى بإضاءةِ ليلكةٍ
في حديقةِ ليلكِ
أو بغموضِ حنيني إلى كلِّ شيءٍ
وبالولهِ الأبيضِ المشتبهْ
آهِ سيَّدةَ الحبقِ الأنثويِّ وسيَّدتي
انفرطَ القلبُ خلفيَ فوقَ طريقِ الغناءِ
وضاعَ ولم أنتبهْ
قلبي الآنَ يُوجعني
لأني لم أبُس أرضيَّةً ذهبيَّةً
تُفضي إلى السوقِ القديمِ
ولا مصاطبَ للرخامِ الحيِّ
حولَ المسجدِ الأقصى..
ويوجعني كثيراً لا لأني
لم أزرها كلَّ أسبوعٍ
لأعرجَ في طريقِ الغيمِ والبَّخورِ
أو أمشي على دربٍ من الآلامِ
بل لهشاشةٍ بقصيدتي وفراشةٍ في القلبِ تدميني
إذا ما كنتُ خارجَ سورها الأزليِّ
فالقدسُ القديمةُ أقربُ الطُرُقِ القليلةِ للسماءِ
وسِفرُ رؤيايَ الأخيرُ
وأوَّلُ الفرحِ الحقيقيِّ المغمَّسِ بالبكاءْ
أيها المنتهى
سترى كيفَ تسقطُ أوراقُكَ الحجريَّةُ عن سدرةِ المشتهى
شوكةٌ واحدةْ
لم تزلْ تتثاءبُ في دمِ أفعى وفي قُبلةٍ مُرَّةٍ باردةْ
*
حيرةُ الهامشيِّينَ ضوءٌ فقيرٌ
يضيءُ الرمادَ وكرمَ العنَبْ
ليعبرَ طيفُ خلاسيَّةٍ من أنينِ القصَبْ
الفوضى التي لا تمَّلُّ من الرقصِ داخلي
تريدُ مني أن أنسى كلَّ شيءٍ
أوَّلَ القصيدةِ وآخرَ الليلِ
ثرثرةَ النساءِ الغريباتِ في مكانٍ ما
أثرَ يدِ نجمةٍ على يدي
وهو يمتدُّ كالدانتيلا على شرفةِ العالمِ
قميصَ الفراشةِ الكستنائيَّ المشجَّرَ
حكاياتِ ألفِ ليلةٍ وليلةٍ
التفاصيلَ الصغيرةَ جداً لشاعرةٍ لا تكتبُ الشِعرَ
قدراً أخطأ قلبي وهو في الطريقِ لأغنيةٍ
قمراً شجَّ رأسي في الطفولةِ
الفوضى التي لا تمَّلُّ من الرقصِ
ترمي بكلِّ العشَّاقِ والشعراءِ المجهولينَ
الذينَ يسكنونَ جسدي إلى اليمِّ
وتشيرُ لي أن أعودَ إلى الحياةِ وحدي
*
أغلقْ كتابَ الليالي.. ما من امرأةٍ
كشهرزادَ.. أضاءَ العمرَ لي فمُها
تذوي أنوثتها العنقاءُ مطفأةً
لأنَّ قلبَ ابنِ آوى ليسَ يفهمُها
يا من تحوِّلُ أحلى وردةٍ طلعتْ
لجمرةٍ يأسُكَ الشعريُّ يقضمُها
*
شِعري الحياديُّ لن يرقى إليكِ سوى
ندى وشاحٍ على صلصالكِ النضرِ
يقولُ بنتٌ بلونِ الماءِ.. يوجعني
حريرُها وعلى أجفانها قمري
بنتٌ بعمرِ فراشاتٍ مقدَّسةٍ
تطيرُ في الريحِ أو تغفو على الشجَرِ
بنتٌ كما يكتبُ الرائي قصيدتَهُ
لكي تنقِّطَ عشبَ الوجهِ بالمطَرِ
بنتٌ كخفقِ نيونِ القلبِ.. غامضةٌ
كنقشِ أنثى من الدفلى على حجَرِ
بنتٌ إذا وخزتها شوكةٌ كذِبٌ
تمرُّ فوقيَ آلافٌ من القُطُرِ
بحجمِ دمعةِ هذي الأرضِ.. موغلةٌ
في الصخرِ مثلُ خطى روحٍ على سفَرِ
بحريَّةُ القلبِ.. ماورديةٌ سكنتْ
شمسَ الترابِ.. فلسطينيَّةُ القدَرِ