حين تقوم بإطلالة على أداء التحالف الرباعي بمجلس مدينة الدارالبيضاء، المكون من الأحرار والبام والاستقلال والاتحاد الدستوري، قد تقتنع بالحكم المتداول منذ مدة في الشارع البيضاوي، والذي يذهب إلى أن المجلس في حالة شرود والسلطات هي التي تقوم بكل شيء حتى لا تتوقف المشاريع والخدمات المرتبطة بالبلدية.
الأسبوع الماضي مرت اجتماعات اللجن الدائمة، على إيقاع الصراع المحتدم بين الإخوة المتحالفين خاصة بين أعضاء حزبي البام والأحرار، وكل طرف يحاول استمالة باقي التحالف إلى جانبه، الصراع وصل مستويات غير مقبولة داخل مؤسسة دستورية، خاصة في اجتماع لجنة الشؤون الثقافية والرياضية حين تم تداول نقطتين متعلقتين بالاستعداد لاستضافة الكان والمونديال، وهما النقطتان اللتان سيتم فيهما تخصيص 4 ملايير و400 مليون سنتيم لـ «كازا إيفنت»، لدعم التنشيط الثقافي والرياضي بالمدينة برسم الثلاث سنوات المقبلة، والنقطة الثانية بملغ 700 مليون في كل سنة لصيانة المركبات الثقافية والرياضية، في الحقيقة هي نقط تناقش ولكن بعلم ورصانة، وليس بـ»الحيحة» والصياح والمشادات المبالغ فيها، فنحن أمام تظاهرات تستوجب ترجيح الفعالية والعقلنة خاصة في مدينة أكيد أنها تدخل في اهتمامات زوار المغرب خلال التظاهرتين، لكن ما جرى بين المتحالفين يطبع على صورة مخرومة لا تخدم المشهد الذي ينتظره الجميع من مجلس كبير من حجم مجلس مدينة الدارالبيضاء.
بحسب المعطيات التي تحصلنا عليها فإن النقط المتخالف عليها ليست إلا القشة التي قصمت ظهر البعير، فالزمن بالنسبة لهؤلاء زمن انتخابي، وهو زمن الإعداد للتموقع والفوز بمقاعد إضافية خلال الانتخابات المقبلة، وفي الهامش تعقد لقاءات تذهب في الاتجاه الانتخابي ولا علاقة لها بأمور تدبير المدينة والتفاعل مع انتظاراتها واستحقاقاتها الوطنية المقبلة، وبدل الانكباب على إتمام برنامج العمل الذي هو ملزم للجماعة، وهو العقدة التي تربط الساكنة بهذا المجلس، يختار المتصارعون الاصطفاف في طابور المكسب السياسي الذاتي والحزبي، وهو ما خلف استنكارا كبيرا لدى المعارضة، حيث كانت مداخلة مروان راشدي عن الاتحاد الاشتراكي خلال أشغال اللجن تطالب المتحالفين بضرورة ترجيح الحكمة والحكامة لأن النقط التي عليها خلاف، ممكن مناقشتها ومعالجتها بصيغ أفضل وطرق أرقى مما يثار حولها من خلاف، إذا استحضرنا الرهانات التي نحن أمامها وساكنة الدارالبيضاء في حاجة اليوم إلى مجلس قوي ومتماسك يكون في مستوى التحديات التي ستخوضها العاصمة الاقتصادية، أما نهج سياسة لي الأذرع الجارية حاليا فإنها لا تخدم لا المدينة ولا التظاهرات التي ستستقبلها، وختم مداخلته ساخرا «شتكم بديتوا الانتخابات بكري؟ !».