«نور عين الشق » للطاقة الشمسية،أول مشروع تلاميذي على المستوى الوطني

يعد (نور عين الشق ) للطاقة الشمسية أول مشروع من نوعه على المستوى الوطني، تم إعداده من طرف فريق تلاميذي ،وتم إنجازه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ للثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس. بكلفة اجمالية بلغت( 349920،00درهم.) ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ( 261645،00درهم.)أي بنسبة 80%من قيمة المشروع. وساهمت جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ. بمبلغ ( 65411،40درهم ) أي بنسبة 20 %.بالإضافة إلى مساهمات أخرى تقدر ب(22863،00درهم) .ودامت مدة الانجاز ثمانية شهور. انطلاقا من شهر أبريل 2018.
أشرف على تدشينه عامل عمالة مقاطعة عين الشق منير حمو، يوم الجمعة 22 مارس 2019 بمقر الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس ، صحبة رئيس جهة الدار البيضاء سطات ومدير الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى البكوري، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات، عبد المومن طالب،والمديرة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعة عين الشق بوشرى اعرف ورئيس مجلس مقاطعة عين الشق. عبد المالك الكحيلي. ورئيس الفرع الإقليمي للفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بالمغرب فرع عين الشق.
ويأتي هذا المشروع المتميز في إطار جهود المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعة عين الشق للمساهمة أيضا في انخفاض ثاني أكسيد الكاربون والتقليص من استهلاك الطاقة الاحفورية وترسيخ روح المقاولة لدى المتعلمين والارتقاء بقدراتهم في مجال التواصل والترافع المؤسساتي، وتنمية حس الانتماء للمؤسسة.
انطلقت الفكرة من طرف ذ.عبد السلام بركاش مدير الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بالمديرية الإقليمية عين الشق، حيث عقد لقاءات مع تلميذات وتلاميذ المؤسسة لطرح الفكرة، واختيار مجموعة تدرس المشروع وتشرف عليه، ليتم اختيار 11 تلميذة وتلميذا، تشبعوا بالفكرة وآمنوا بها ليشركوا بدورهم أمهاتهم وآبائهم. فانطلق الجميع في البحث والتنقيب عن مايفيد في انطلاقة موفقة، كانت البداية بتنظيم زيارات للترافع والتعريف بالمشروع، والمرحلة الأولى كانت زيارة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعة عين الشق، استقبلوا خلالها من طرف المديرة الإقليمية ذة، بوشرى اعرف التي ناقشت معهم المشروع من جميع جوانبه ، مؤكدة دعمها الكلي لهم لما له من اهمية بالغة مبدية استعدادها الكامل للمصاحبة والمواكبة.
الزيارة الثانية كانت لمقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعين الشق، فتمت مباركة المشروع والاستعداد لأية مبادرة لإنجاح التجربة. بعدها توجهوا الى مقر عمالة مقاطعة عين الشق. وقصدوا قسم الأعمال الاجتماعية وطرحوا فكرة المشروع على المسؤولين عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فوجدوا ضالتهم هناك، (هند حنين–عبد الإله بقاش–لطيفة الروحي ) الذين قدموا لهم تعليمات وضع المشروع إداريا وتقنيا مع إمكانية تمويل المشروع من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. الوجهة التالية هي مقر مقاطعة عين الشق ولقاء رئيس المجلس عبد المالك الكحيلي،الذي بدوره نوه بالمشروع ووعد بتقديم كل المساعدات لإنجاح هذا المشروع المقدم من طرف تلميذات وتلاميذ مؤسسة تعليمية عمومية، مقترحا في الآن نفسه ضرورة لقاء رئيس جهة الدار البيضاء سطات، وهو في نفس الوقت مديرالوكالة المغربية للطاقة الشمسية . وبدون تردد توجهت المجموعة التلاميذية إلى مقر جهة الدار البيضاء سطات حيث استقبلوا من طرف مصطفى البكوري رئيس الجهة الذي لم يبخل على تلاميذ المشروع بتوجيهاته بعد مناقشتهم حول اهتمامهم الكبير بالمشروع ونتائجه مع حثهم على مواصلة العمل في هذا الإتجاه خدمة للبيئة، موضحا أهمية الإعتماد على الطاقة الشمسية لما لها دور كبير اقتصاديا ، مبرزا دعمه المعنوي والتقني اللامشروط لإنجاح التجربة.
بعد زيارة الرواق الفني الذي يعرض اهم ما أنجزه المتعلمين والمتعلمات في مجال تدوير النفايات، تابع الحضور الغفير عرضا تلاميذيا تضمن مختلف مراحل تنفيذ مشروع (نور عين الشق ).
عامل عمالة مقاطعة عين الشق في كلمته بالمناسبة أبدى سعادته لما حققه تلاميذ وتلميذات المدرسة العمومية. واعتبره في غاية الأهمية وهو نموذج يحتدى به ويدل على نضج التلاميذ ووعيهم بالقضايا التي تصب في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، موضحا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهي تقوم بتمويل مثل هذه المشاريع تكون قد قامت بدورها في تنمية العديد من القطاعات وبالتالي اصبحت رافعة للتنمية بهذا الإقليم.
من جهته أشاد رئيس جهة الدار البيضاء سطات ومدير الوكالة المغربية للطاقة الشمسية مصطفى البكوري بالمشروع ،وهنأ التلميذات والتلاميذ على اهتمامهم وثقتهم بالطاقة الشمسية وعلى قوة عزمهم وانسجامهم التام ،مبرزا إيجابية ما وصل إليه طموحهم مقدما فكرة عن المشروع الكبير «نور وارززات» وعن مزاياه الكبيرة. ودعا التلميذات والتلاميذ المشرفين على مشروع نور عين الشق. وطاقمهم المصاحب لهم بزيارة نور وارززات في أقرب عطلة دراسية.
من جهتها أبرزت المديرة الإقليمية في كلمتها أن هذا المشروع الصديق للبيئة شكل فرصة سانحة لتلامذة الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس من أجل تحسين قدراتهم المعرفية والتواصلية، وتنمية روح العمل الجماعي التشاركي لديهم وكذا انفتاحهم على المحيط الخارجي واكتساب معارف وكفايات حياتية ستنعكس إيجابيا على تيسير واندماجهم في سوق الشغل مستقبلا، مشيرة إلى أن هذه التجربة النموذجية خير دليل على أن المدرسة العمومية المغربية مجال خصب لتفجير المواهب والطاقات، وايضا إنتاج ناشئة مبدعة ومواطنة تعتز بالانتماء للمؤسسة. وقدمت معطيات تقنية حول المشروع الذي مكن من تزويد الثانوية التأهيلية عبد الخالق الطريس بنظام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء المتكونة من54 لوحة شمسية ودعامة معدنية و32 بطارية لشحن الطاقة و 4 محولات كهربائية وشبكات الكهرباء سيمكن من خفض تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية بالمؤسسة بنسبة 47%.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 28/03/2019