نُكوص

في ربْوة الأحلام

يَنْضُرُ عشبُ أوهامي
ويخْضلّ كلما مَرجتْ
شُوَيْهاتُ الشرود بِرَبْعها
واسْترْوحَتْ،
وأنا كَراعٍ يَحْتَفي ببزوغ شمسٍ
لَن تَمرّ على مَضاربه
أحوك ستائرَ النسيان
من عِهن التجمّل
أو أخوضَ غمار َ أحْزاني
بِمجذافين من سنط التأمّل
كيْ أفيءَ إلى سواحِلَ
لم يطأها الانكسار..
فتفيّئي أفنان وجد باذخٍ
وظلال صمْتٍ فادحٍ
رَتَقَتْ سَراويلَ الوصال
وأوغلت في الانتظار..
فإذا تغَشّاكِ الجوى
فتسَنّمي أفْنانَ ودّي
واقطفي ما طابَ من بُسْرِ الصبابةِ
أو تَدلّى من عناقيد المُجون..
لا تَنفخي في نايِ شجْوٍ ضابِحٍ
كُنواحِ سافيَة الفيافي
والتياع فراشة
ندرت سحابَةَ عُمْرِها
لِوَهيجِ مِشكاةٍ تَشَرّد ضوءُها
في ليل راهِبَةٍ،
فتخرج من مغاورها
مُجلببة بسربالِ الندى الصادي
ذئابُ الذكريات..
ما عاد يفغمني شذا الماضي
وتمضغني طواحين الحنين..


الكاتب : الطاهر لكنيزي

  

بتاريخ : 08/06/2018