من حيث جئتُ ، كان للحلم موسم حصاد،
كان للحب طعم التفاح،
ها أنا أغني له، أكتب للحلم، بل أمارسه عنوة في يومي وبالكامل…
ها أنا أشربه قهوة
أبتسم له
وأقول له هل لك في سجنك متسع لي؟؟؟
حتى القصص التي لا أستطيع الوصول إليها أحلم بها ، وأعيش الحلم وجنونه.
لا أعلم إن كنتم مثلي تخلقون حوارات مع النفس وإلى النفس ـ قصص لم تَحْدث بعد، ولكن تحْلمون أن تحدث مع أشخاص، لا تستطيعون الوصول إليهم، لم تتح لكم فرصة الحديث معهم، أحيانا لا يعرفون حتى بتواجدكم فوق كوكب أمنا الأرض.
ربما في هذه الحوارات التي تكون غالبا هادئة وأنت داخل سيارة الطاكسي ،أو تتجول في مول رهيب يتجاوز قدراتك المالية،يكون الحوار متسلسلا مع ذاتك “سين”، “جيم” بكل أريحية العالم، طبعا هذا الهدوء المطلوب في حوارات الحلم هو ما لا أجده في محيطي، لأن فرصة أن يستمع لك الآخر وأن ينظر إلى عينك هو ما لا أستطيع خلقه في حوار طبيعي : لا توتر، لا خجل، لا سخرية .
المصيبة أن حوارات الحلم يمكن أن تزورك في أي وقت حتى وأنت في الشارع، فتبدأ تعلو وجهك ابتسامة، ابتسامة هربت من الحلم لترتسم على وجهك الواقعي .
هكذا أحلم اليوم، وأنا أقود سيارتي خارج الحمراء، أن ألتقي في محطة استراحة بإنسان عابر قذفته الطريق إلى بهو هذه الاستراحة ، يدخل يتحاشى النظر في الوجوه يتصنع أنه بخير، وأكيد أنه يحلم الآن هو الآخر أن يجد هنا من يفضفض معه.
من بعيد أرمق هذا العابر ، يبتسم لي ثم يتحدث معي بدون أي قلق ولا حسابات ولا شفرات ،نضحك نثرثر ونخلق فسحة من البساطة ونغادر كل لوجهته، أكيد لن نلتقي بعد اليوم.ولكن ربحنا ذكرى ستظل تتحرش بنا لتعلو مرة أخرى ابتسامة تزين وجوهنا يجهل العالم كله سرها.
ها أنا أحلم بين يدي
أتكئ على نصفيَ الآخر
أرقص سالسا
وكلما اختبأت نبتت لي حروف الروح.
ها أنا في جسر بعرض أحلامنا ، أبتسم لظلي، لك ،للعالم، أخلق فتنة وأتربع على عرش أنثى بابلية مازالت أساطيرها معلقة على أسوار بابل تصلي للنجاة من الحلم .
حقيقة لا أعرف هل هي صلاة ، أم جنوني الذي جن هو الآخر، اترك نفسي وأشتعل على أنغام أغنية لأمازيغية بنت الأطلس المتوسط بنت خنيفرة “سعيدة تتريت”، أغنية تدعوك لعناق طويلا لا مفر منه.