طفا مشكل جديد بين المكونات المسيرة للشأن الجماعي البيضاوي ، هذه المرة يتعلق الأمر بغضبة صادرة عن مجموعة من رؤساء المقاطعات، الذين يرون بأن رئيسة مجلس المدينة لا تتعامل بالإنصاف اللازم مع رؤساء المقاطعات، فهناك من تؤشر له على مشاريع مهمة وكبيرة أو توجه الأولويات لمقاطعته، وهناك من لا تتعامل معه بالمثل، وذهب المحتجون إلى أن الأولوية يحظى بها الرؤساء الذين لهم مسؤولية داخل المكتب المسير للجماعة أو ممن يعدون من الدائرة المقربة من محيطها الحزبي، هذه المعضلة للرؤساء المشتكين برزت مباشرة بعد ندوة الرؤساء التي انعقدت يوم الجمعة الأخير، حين طلبت الرئيسة تأجيل بعض المشاريع التي عرضها بعض الرؤساء، والتي يرونها مهمة لمناطقهم، لكن الأخيرة كان رأيها مخالفا لعدة اعتبارات، خاصة وأن الجماعة تعاني مشاكل مالية جمة على رأسها الديون ومعضلة فوائد البنك الدولي التي ارتفعت إلى نسب خيالية، وهو ما أشعرت به من البنك في شهر غشت الأخير، كما أن ظروف الزلزال الذي ضرب الحوز وتارودانت ومناطق أخرى، تطلب جدولة أموال تذهب في إطار مد الدعم لهذه المناطق، وأيضا وضع جدولة أخرى لمحاربة تداعياته داخل العاصمة الاقتصادية خاصة في الشق المتعلق بهدم دور الصفيح، المنتشرة في الأحياء الآهلة بالسكان، كمنطقة الفداء مرس السلطان ومنطقة الحي المحمدي وأنفا ودرب غلف وأحياء شعبية أخرى، وهي الدور التي ولابد وأن تكون قد تأثرت بالزلزال الذي زار الدار البيضاء أيضا على غرار مدن أخرى … ويبدو أن الصراعات والتصدعات الحاصلة بين مكونات الأغلبية المدبرة للشأن المحلي البيضاوي لن تتوقف، أو هناك من يرى بأن هذا فقط جزء من شرارتها، إذ لم يمر إلى حدود الآن سوى أقل من شهر على لقاءات حضرها المنسقون الجهويون للأحزاب الأربعة المسيرة للمدينة، بهدف رأب الصدع الحاصل داخل المجلس الجماعي بين هذه المكونات، وهو اللقاء الذي تم عقده في منزل رئيسة المجلس، وتلته لقاءات أخرى لنفس الغرض همت بعض المقاطعات المتناحرة أطرافها، لكن مع ذلك فمازالت بوادر الهدنة لم يظهر بعد شعاعها، إذ مازالت بعض الأطراف داخل الأغلبية ترى أنها مهضومة الحقوق في تدبير محسوب عليها، ولا يد لها فيه، وهو أمر يطرح علامات استفهام كبرى حول المستقبل التدبيري لهذه المدينة الغول !