هكذا تشترك العمالة ومديرية التربية الوطنية في تأخر إنجاز 13 ملعبا للقرب بإقليم سطات !

لم تهدأ بعد الزوبعة التي أثارها تداول فيديو تأنيب عامل إقليم سطات للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخصوص تأخر إنجاز بعض المشاريع التي تعتبر مديرية التعليم شريكا فيها. ويتعلق الأمر هنا بتسع وعشرين مركزا سوسيو رياضيا بدأ الاشتغال لتنفيذها منذ ما يفوق عقدا من الزمن، ورصد لها غلاف المالي بلغ 23,2 مليون درهم، ثلاثة عشر ملعبا للقرب منها هي التي خلقت الحدث في دورة يناير العادية للمجلس الإقليمي لسطات، والتي وجه فيها أحد الأعضاء سؤالا للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة متسائلا عن سبب تأخر إنجاز هذه الملاعب وعدم استفادة الناشئة والشباب من خدماتها.
واقعيا، عندما تم تدشين هذه المشاريع قبل نحو ثماني سنوات، وقعت اتفاقيات شراكة وقتها بين المجلس الإقليمي لسطات والمندوبية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة وصندوق التجهيز الجماعي غير أن إخراج هذه المشاريع للوجود اعترضته عراقيل مسطرية تجلت في صعوبة نقل اختصاص الرياضة من وزارة الشباب والرياضة إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وبعد تسوية هذا الجانب برز مشكل إخلال المقاول المكلف بإنجاز ثلاثة مراكز سوسيو رياضية بسطات بالتزاماته الواردة في الصفقة، كما كان لعدم تحديد التوطين والوعاء العقاري نصيبه في تأخير إنجاز المشروع. باقي الملاعب الرياضية اعترضتهم صعوبات مالية لدى الشركات المشرفة على الإنجاز.
من هنا يتضح أن المسؤولية في تأخر إنجاز هذه المشاريع تبقى مشتركة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية التي لم تسلك المساطر القانونية والقضائية لمراجعة العقد المبرم بينها وبين المقاول، لاسيما وأنه تجاوز مدة الإنجاز المنصوص عليها في دفتر التحملات، وبالتالي تسحب منه المشروع وتشرع في إجراء مناقصة جديدة، وبشروط وضمانات جديدة، لإنجاز مشاريعها في فترة زمنية محددة.
عمالة إقليم سطات، بدورها تتحمل جزءا من المسؤولية لتأخرها في التأشير على وضع الوعاء العقاري المقترح من قبل الجماعات لوضعه رهن إشارة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بسطات.
وبناءً على ذلك، لو اضطلع كل طرف بمسؤولياته وربطنا فعلا المسؤولية بالمحاسبة، لما أصبح تدخل عامل إقليم سطات حدثا يُتداول بهذا الشكل، ولما كانت هناك حاجة لغضبته أو لهجته القوية التي بلغت حد التقريع، ولما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي تدخله بهذا الكم الهائل، ولما اعتُبر تدخله سابقة في علاقة العمال والولاة برؤساء المصالح الخارجية.


الكاتب : سطات: حسن خوداري

  

بتاريخ : 17/01/2025