هكذا هُو الطُّوفان ..

كَيْ أَصِيرَ قَرِيباً
قريباً جداً مِنْ ظِلِّي ،
ومِنَ القُبَّراتِ
أَحْتَاجُ إِلى قَصَبٍ ،
ورِيحٍ لأَنْفُخَ فِي كُلِّ اتِّجاهْ .

كَيْ أَصِيرَ قَرِيباً مِنْكَ :
عَليْكَ أنْ تُمْسِكَ حَجَراً بَيْنَ يَدَيْكَ
تَرْفَعُهُ عَالِياً،
وتُلْقِي بِهِ فِي المَاءْ .
فَفِي المُوَيْجَةِ قَدْ نَرى وَجْهَ اللهْ .

كَيْ أَصِيرَ قَرِيباً مِنِّي
ومِنْكَ :
عَلَيْنَا أَنْ نَحْزِمَ الأَرْضَ ،
والبَحْرَ ،
والحَقَائِبَ
بخيوط حِذَاءٍ مَثْقُوبْ .

هَذَا هُو الطُّوفانْ :
كَتيبَةٌ مِنَ المُلَثَّمِينَ
تَرُشُّ الخَفافِيشَ النَّافِقَةَ
بالمِلْحِ ،
والمَاءْ .

هَكَذا ،
تَخْتَفِي العَاصِفَةُ في البَحْرِ
وتَظهَر في فِنْجَانْ .

تَخْتَفِي،
وتَظْهَر أَمَامِي
بين عَيْنَيَّ هاتينْ .

هَذا الوَجَعُ كانَ يُقِيمُ مَعَنا
في المَنْفَى .
أنْفَاسُنا كانَتْ ،
ولاتَزالُ هُنَاكَ .

لَكِنْ ،
حِينَمَا تَخَلَّيْنا عَنِ الفَرَاشَاتِ
عَثَرْنَا هَاهُنَا – في ثَانِيةٍ –
عَلى نُقُوشٍ
وجَمَاجِمْ .

ونَحْنُ نَبْحْثُ عَنْ مَنْفَانا الجَدِيدْ
( أَنا كُنتُ أمْشِي بِلا ظِلٍّ ،
وأنْتَ كُنْتَ الغَيْمةَ الَّتي تَرْحَلُ في الغُرُوبْ)

هَا أَنَا عَلَى الرَّصِيفِ ،
أَوَّلُ الغَوَّاصَاتِ تَقِفُ أَمَامِي
واَنْتَ عَلَى مَتْنِهَا .

لَكِنِّي لْمْ اَعْثُرْ عَلَيْكَ
لَمْ اعْثُرْ سِوَى عَلَى حَقِيبَةٍ، و امْرَأَةٍ
طَالَمَا تَقَرَّبَتْ مِنَّي ،
وتَفَوَّقَتْ عَلَيّ .

أَبْحَث عَنْكَ
بَيْنمَا أنْتَ تَفْرِكُ أَصَابِعَكَ القَصِيرَةَ ،
وتَقْضِمُهَا .

أَبْحَث عَنْكَ
وحِينَ أفْشَل،
أَفْركُ أَصَابِعي و أَلْقِي بِكُلِّ الحَجَرِ فِي المَاءْ .


الكاتب : مصطفى لفطيمي

  

بتاريخ : 24/04/2020