هل تكرّر الشركة الجهوية متعددة الخدمات نفس سيناريو السنة الفارطة مع «تبعات» الأمطار؟

اتصالات ظلت بدون جواب وشكايات عرفت التسويف والتأخر في معالجتها

 

يترقب عدد كبير من المواطنين بكثير من التفاؤل استقبال قطرات أمطار الخير منذ حلول الشهر الجاري، وسيتعاظم الأمل مع دخول موسم الخريف سباق الدورة المناخية يوم الاثنين 22 من الشهر الجاري، والذي من المفترض أن تدوم مدته 89 يوما، قبل أن يتسلّم «المشعل المناخي» فصل الشتاء، ممنّين النفس بموسم ماطر يقطع مع لحظات القلق والخوف والمعاناة التي عاشها العديد من المغاربة في مناطق مختلفة مع قلّة الماء الشروب بسبب موجات الجفاف التي عرفتها بلادنا لسنوات متعاقبة.، وبسبب طريقة تدبير بعض السياسات العمومية التي جلبت «القحط».
هذا التفاؤل يقابله في الجهة الأخرى قلق يسري في نفوس فئة أخرى من المواطنين، الذين عانوا خلال السنة الفارطة ولعدة أشهر من هجوم مياه الصرف الصحي على مساكنهم، في أحياء شعبية كما في أحياء تحتضن إقامات متوسطة، التي غرقت في «الواد الحار» بسبب تهالك شبكة قنوات الصرف الصحي، وهو ما جعل العديد من البيضاويين، على سبيل المثال لا الحصر، يصومون شهر رمضان الفارط ويقطعون قسرا «أودية» من المياه العادمة التي تمر أمام منازلهم وفي المرائب التي يضعون فيها سياراتهم، وغير ذلك، في درب السلطان وفي غيره من الأحياء، الأمر الذي دفع لارتفاع العديد من الأصوات المنتقدة والمنددة بهذا الوضع، خاصة بعد أن تبيّن بأن الشكايات والمكالمات الهاتفية لم تُجد نفعا، بالنظر إلى أن هناك من ظل يعاني من نفس الوضع حتى بعد انصرام الشهر الفضيل!
سيناريو سابق، يرى عدد من سكان الأحياء المتضررة، بأنه من الممكن أن يتكرر مر أخرى متى شرعت أمطار الخير في التساقط، نظرا لأن الأشغال الموعودة لتجديد شبكة التطهير في عدد من الأحياء لم تتم مباشرتها، في حين أنه في أخرى تم القيام بهذا الأمر فعلا، ولأن التخوف من عدم التعاطي الجدي مع الشكايات من جديد أو الاكتفاء بتدخلات شكلية لا تعالج المشكل من جذوره يبقى حاضرا بقوة هو الآخر، بما أن التفاعل الذي تم تسجيله «السنة الفارطة» طبعته هذه السلوكات التي لم تزد سوى في محن ومعاناة المتضررين، الذين باتوا يقارنون بين الشركتين، السابقة والحالية، وبين كيفية التفاعل مع النداءات والشكايات وطبيعة التدخلات؟
هاته الوضعية تجعل الكثير من المواطنين يطرحون علامات استفهام عديدة حول أدوار الشركة ومهامها والأولويات التي يجب أن تكون حاضرة في جدول أعمال تدخلاتها، إضافة إلى ما يتعلق بمجال تدخل السلطات المختصة من إدارة ترابية ومجالس منتخبة للحث على معالجة المشاكل المسجلة من جذورها، عوض أن تصبح «طقسا» موسميا، تتكرر فصوله متى استقبلت بلادنا أمطارا الخير؟

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/09/2025