هل تم تسطير برنامج استعجالي كبديل لبرنامج عمل مجلس المدينة؟

خلال الجولة الأولى لدورة أكتوبر لمجلس مدينة الدارالبيضاء، والتي عقدت يوم الخميس الماضي، حيث تم انتخاب نائب رئيسة العمدة العاشر، والذي ينتمي لحزبها وتم منحه هذا المنصب الذي ظل شاغرا لمدة سنتين من طرف قيادة حزبه، صرح الأخير فور انتخابه بأنه من الضروري الاعتماد على برنامج استعجالي يستجيب لمتطلبات المدينة وساكنتها، خاصة مع المستجدات الأخيرة المتمثلة في اختيار المغرب لتنظيم كأس إفريقيا وأيضا شرف تنظيم كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال، هذا التصريح فاجأ الجميع خاصة أعضاء المكتب المسير لجماعة الدارالبيضاء، فهؤلاء منذ انتخابهم وهم يعملون على تسطير برنامج عمل المجلس، وهو البرنامج الذي يستوجب توفير 4000 مليار سنتيم بغية تنفيذه، ومعلوم أن برنامج عمل الجماعات يجب أن يكون متوفرا خلال السنة الأولى من عمر المجلس، كما ينص على ذلك القانون التنظيمي، لكن الدارالبيضاء خرقت هذا القانون ذلك أنها لم تنجزه في الوقت المحدد بل حتى مرت شهور، وإلى حدود الآن لم يظهر هذا البرنامج لأن الولاية لم تؤشر عليه بعد، وهنا بدأت الشكوك التي زادها النائب العاشر القادم بتعيين من قيادة حزبه وقودا، فهل قال ما قاله من عنده أم بتوجيه من حزبه الأغلبي ؟ إذ قبل مدة قصيرة من الدورة كان الجميع بمن فيهم أعضاء الأحزاب الأربعة المشكلة للتحالف التدبيري للمدينة يتساءلون عن سبب تأخر السلطات في الإفراج عن هذا البرنامج، هل تضمن عيوبا أم أن الميزانية المخصصة له تعلم السلطات بأن الجماعة ليست لها القدرة على توفيرها، أم أن البرنامج لا يستجيب للطموحات المنتظرة من عاصمة المال والأعمال المقبلة ؟
فهل هي رسالة مشفرة من النائب العاشر للجميع بمن فيهم رئيسته، يدعوهم من خلالها إلى نسيان برنامج العمل دون أن يذكر الأسباب، والانكباب على وضع برامج استعجالية تستجيب للمستجدات التي تعرفها الساحة الوطنية ؟ إذ من أين له الجرأة بأن يدلي بهذا المقترح، وهو جديد على المكتب دون سابق استشارة مع رئيسته وفريقه الحزبي ؟
النائب العاشر وكما يعلم بذلك كل المتتبعين للشأن المحلي البيضاوي، وجد مواجهة كبيرة من زملائه داخل الحزب الممثلين في مجلس المدينة، كي يترشح لهذا المنصب، لأسباب موضوعية منها أنه يشغل منصب رئيس مقاطعة، وهي المقاطعة الممثلة بثلاثة أعضاء في مكتب مجلس المدينة ليصبح هو النائب الرابع، وهذا حيف في حق باقي المقاطعات 16 المؤثثة لمجلس المدينة، قوة المواجهة بينه وبين زملائه حسمت فيها قيادة حزبه لصالحه، وهو ما يعني أن ما قاله لم يكن من محض الصدفة، هكذا تذهب خلاصات المتتبعين، وإذا كان الحال كذلك فهذا يعني أن التحالف المدبر لشؤون الجماعة قد وقع على إخفاق كبير بحيث لم يستطع رسم أولويات المدينة من خلال برنامج عمل واقعي.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 12/10/2023