هل ستفقد أكادير رصيدها من البنيات الرياضية؟!

عرفت مدينة الانبعاث أكادير، وحتى عهد قريب، بوفرة وجودة تجهيزاتها ومرافقها الرياضية. لكن يبدو أن هذه التجهيزات والمرافق أصبحت في طريقها إلى التناقص، بل والانقراض. فمنذ مدة تمت تصفية ملعب عبد الله ديدي، ولم يتم تعويضه بملعب يحمل رسميا نفس الاسم. وحاليا يبدو أن التصفية ستطال بنيات رياضية أخرى تفتخر بها أكادير وطنيا، دون أن تكون هناك مبادرة من الجهات المسؤولة بالمدينة لبرمجة الفضاءات والأوعية العقارية، التي ستتم بها إعادة بناء هذه البنيات الرياضية.
ففي إطار إعادة تهيئة عدد من المناطق بمركز المدينة لإعطائها وجها راقيا، لا يمكن إلا أن ترتاح له ساكنة وزوار المدينة، من المنتظر أن تطال آلية الهدم عددا من البنيات الرياضية نذكر منها مقر المركز الجهوي للطب الرياضي، الذي يعتبر مفخرة للمدينة ولمنطقة سوس ككل، ومقرات العصب الجهوية وعلى رأسها مقر عصبة سوس لكرة القدم ومقرات العصب الجهوية للكرة الحديدية، وكرة اليد، والسلة، والطائرة بالإضافة إلى مقر مصلحة الرياضة التابع للبلدية. كما أنه من المنتظر أن تطال آلية الهدم كذلك مقر حسنية أكادير المحاذي لملعب الانبعاث، والذي لحسن الحظ أفلت من الهدم الذي سيكون المصير الحتمي لكل الملاعب المجاورة له، وهي حوالي ثلاثة ملاعب تشكل ما كان يسمى بملعب الانبعاث الجنوبي.
وبالنسبة لمقر عصبة سوس لكرة القدم، فقد توصل مكتبها المديري برسالة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رقم 2021/456 حول مشروعها لبناء مقرات إدارية لمختلف العصب الجهوية وضمنها عصبة سوس. وطالبت الجامعة المكتب المديري بإيجاد وعاء عقاري، لا تقل مساحته عن ألف متر، لمباشرة بناء المقر الجديد للعصبة.
وبناء على رسالة الجامعة راسل المكتب المديري للعصبة سلطات ولاية أكادير من أجل تمكينه من فضاء عقاري لبناء المقر الجديد للعصبة دون أن يتلقى أدنى جواب! وكانت آخر مراسلة لسلطات الولاية بتاريخ 2021/6/23، وصادفت عقد المجلس الجماعي السابق للمدينة آخر دوراته، وكانت دورة استثنائية.
وقد طالب المكتب المديري في هذه المراسلة بأن يتم إدراج موضوع الوعاء العقاري في جدول أعمال الدورة إياها للمجلس الجماعي، لكن مرت الدورة دون أن يتضمن جدول أعمالها أدنى إشارة لموضوع المراسلة، علما بأن المكتب المديري اقترح في مراسلته لسلطات الولاية موقعا للوعاء العقاري الذي سيقام به المقر الجديد للعصبة، والذي ستنشئه وتمول بناءه الجامعة الوصية، ويتواجد بالقرب من ملعب الحي المحمدي بأكادير.
وهكذا يبدو أن الجهات الوصية والمسؤولة بأكادير غير متحمسة زيادة وغير مهتمة لجعل المجتمع الرياضي بأكادير يطمئن على مستقبل ومآل البنيات الرياضية، التي ستتم تصفيتها، ولم تحدد بعد برنامجا لإعادة بنائها في فضاءات أخرى.
وقد تم مؤخرا، بمقر عصبة سوس لكرة القدم، عقد اجتماع حضره إلى جانب رئيس المكتب المديري للعصبة عبدالله أبو القاسم رؤساء العصب الجهوية الأخرى، وترأسته فاطمة الزهراء أبوزيد، نائبة الرئيس الجديد للمجلس الجماعي لأكادير المكلفة بالرياضة، وبحضور العضوين الجماعيين والفاعلين الرياضيين الدكتور محمد بيزران وهشام العلولي.
وتناول هذا الاجتماع موضوع الهدم والترحيل الذي يتهدد المؤسسات الرياضية التي ذكرنا.
وما نتمناه هو أن يكون هذا الاجتماع بداية لعمل في العمق لإعادة الاعتبار لقطاع الرياضة بأكادير ومنطقتها. والبداية تكون بالحفاظ على بنياتها وتجهيزاتها الرياضية، والعمل بشكل استعجالي على تعويض وإعادة بناء ما سيتعرض منها للهدم.


الكاتب : ع. البعمراني

  

بتاريخ : 22/10/2021