هل فعلا تحرك البدراوي للدفاع عن مصالح الرجاء أم أنه يريد امتصاص غضب الأنصار؟

بعض استقالته من منصبه كنائب أول لرئيس العصبة الاحترافية

 

في وقت كان قد أعلن فيه، قبيل انتخابه على رأس الفريق الأخضر، أنه سيحقق المصالحة مع المؤسسات الساهرة على شؤون كرة القدم الوطنية، وأن سياسة الكرسي الفارغ لم يعد لها وجود داخل مركب الوازيس، خرج عزيز البدراوي رئيس الرجاء الرياضي، مساء أول أمس الخميس، عبر أثير إذاعة راديو مارس، ليعلن عن استقالته من منصبه بالعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية.
استقالة لم تسلك المسطرة القانونية، واتُّخذت على الهواء مباشرة، ما جعل العديد من المتتبعين يتعاملون معها بنوع من التحفظ.
وقال البدراوي خلال برنامج «الحقيقة في 90 دقيقة»، الذي يبث على أمواج راديو مارس كل مساء: «من هذا المكان أعلن استقالتي من منصبي بالعصبة الاحترافية لكرة القدم»، قبل أن يتابع «فعلا أنا النائب الأول لرئيس العصبة، لكن لم أتخذ أي قرار منذ دخولي للعصبة، وإذا كان الرجاء متضررا من هذا الموقف، فأنا أعلن عن استقالتي من منصبي كنائب أول لرئيس العصبة».
وفي الوقت الذي كان يحيلنا فيه الرئيس الرجاوي على العلبة الصوتية، عندما حاولنا الاتصال به أكثر من مرة صباح أمس الجمعة، فإن ناطقه الرسمي، سعد التسولي، فضل عدم الرد على مكالماتنا، وترك الهاتف يرن دون جواب.
ويرى العديد من متتبعي شؤون الفريق الأخضر أن استقالة الرئيس جاءت كرد فعل لحظي، حيث لم يقدم مبررات مقنعة، واكتفى بالإشارة إلى أن مصالح الرجاء مهضومة، وأنه لم يتخذ أي قرار منذ انتخابه نائبا أول لرئيس العصبة.
وأضافت المصادر ذاتها، أن فريق الرجاء الرياضي إذا كان قد ظلم في مباراة أو مبارتين فإنه بالمقابل استفاد من بعض الأخطاء التحكيمية، وهو ما احتجت عليه الفرق المنافسة في حينها. وألمحت المصادر ذاتها إلى أن الأخطاء التحكيمية واردة، وتقع حتى في البطولات الكبرى، وقد وقف الجميع على الأمر خلال مباريات المنتخب الوطني بمونديال قطر، ولاسيما في لقاء نصف النهائي أمام فرنسا.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تبريرات البدراوي مردود عليها، حيث كان عليه أن يحتج داخل اجتماعات المكتب التنفيذي للعصبة، وأن يفرض نفسه ويقود شعار الإصلاح من الداخل، بدل الهروب من منتصف الطريق، بدعوى أنه لم يشارك في القرارات. فهل كان يريد أن يفرض سلطته ويفعل مايشاء؟، ثم ما هي القرارات التي اتخذت على مستوى المكتب المديري للعصبة ولم يشارك فيها؟ طالما أن التدبير اليومي لأمور البطولة الاحترافية يمر عبر اللجن، وعلى رأسها لجنة البرمجة، فيما حين يخضع الحكام لمديرية التحكيم، التي تنضوي تحت لواء الجامعة وليس العصبة الاحترافية.
واعتبرت مصادرنا أن استقالة البدراوي هي محاولة لامتصاص غضب الجماهير لا غير، بعد النتائج المتواضعة التي حصدها الفريق على مستوى الدوري الاحترافي، حيث تقلصت حظوظه في المنافسة على اللقب، وحتى الرتبة الثالثة أصبحت صعبة المنال.
واستغل البدراوي مروره في هذا البرنامج الإذاعي ليؤكد على أنه أنقذ الرجاء من الإفلاس، بعدما وجده في وضعية جد صعبة، مشيرا إلى أنه لم يجد أي درهم في خزينة الفريق، وأنه قام بمجهود كبير في سبيل تجديد عقود بعض اللاعبين وانتداب آخرين. كما قام بصرف بعض المنح من ماله الخاص.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 04/03/2023